قال وزير النقل الأميركي شون دافي، الأحد، إن استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي سيدفع إلى تراجع عدد الرحلات الجوية تدريجياً، فيما أصدرت وزارة الزراعة توجيهات لحكومات الولايات بالتراجع عن أي خطوات اتخذتها بشأن برنامج المساعدات الغذائية التكميلية للأميركيين ذوي الدخل المنخفض.

ويأتي ذلك في ظل إغلاق مستمر منذ 40 يوماً، هو الأطول على الإطلاق، أدى إلى نقص في عدد المراقبين الجويين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أسابيع شأنهم شأن باقي الموظفين الفيدراليين.

وأوضح دافي تصريحات لشبكة CNN أن عدد الرحلات الجوية الأميركية سيتراجع تدريجياً، بسبب الإغلاق الحكومي، حتى موعد عطلة “عيد الشكر”، جراء النقص المتزايد في عدد مراقبي الحركة الجوية. وأضاف: “سيزداد الأمر سوءاً… في الأسبوعين اللذين يسبقان عيد الشكر، ستشهدون تراجعاً كبيراً في حركة السفر الجوي”.

وعادة ما يسافر ملايين الناس في الفترة التي تسبق عيد الشكر، وهو أحد أهم العطلات الأميركية والذي يأتي هذا العام في 27 نوفمبر.

“شلل حركة الطيران”

وأشار وزير النقل الأميركي إلى أن “الكثيرين لن يتمكنوا من السفر جواً، بسبب تسيير عدد أقل من الرحلات”، مؤكداً أن “إدارة الطيران الفيدرالية تعاني من نقص يتراوح بين ألف وألفين مراقب جوي”، وفق الشبكة.

وتابع دافي أن عدداً متزايداً من مراقبي الحركة الجوية تقاعدوا منذ بدء الإغلاق الحكومي في الأول من أكتوبر الماضي، لافتاً إلى أن “وقت عيد الشكر هو أحد أكثر الأوقات نشاطاً خلال العام بالنسبة للاقتصاد.. وإذا لم يسافر الناس في هذا الوقت، فقد نواجه حقاً نتائج سلبية في الربع الرابع”، بحسب CNN.

وتواجه شركات الطيران الكبرى لليوم الثالث خفضاً لعدد الرحلات فرضته الحكومة بعدما أصابت آلاف التأخيرات والإلغاءات، السبت، حركة الطيران بالشلل.

وبحلول الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش، الأحد، تم إلغاء حوالي 1400 رحلة وتأجيل 2700 رحلة، في ظل تفاقم الأوضاع. وأفادت إدارة الطيران الفيدرالية بأنها تواجه مشكلات في التوظيف داخل 12 برج مراقبة.

وتم إلغاء حوالي 1550 رحلة جوية وتأخير 6700 رحلة، السبت، مقابل 1025 رحلة تم إلغاؤها و7000 رحلة تأخرت، الجمعة.

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، في مقابلة الأحد، إن التأثير على الرحلات الجوية قد يؤثر على النمو الاقتصادي الأميركي.

وقف الإعانات الغذائية الكاملة

بدورها، أصدرت وزارة الزراعة توجيهات لحكومات الولايات بالتراجع عن أي خطوات اتخذتها لمنح المزايا الكاملة لبرنامج المساعدات الغذائية التكميلية للأميركيين ذوي الدخل المنخفض مهددة بفرض عقوبات مالية عليها في حال عدم الامتثال.

ويأتي التوجيه الجديد، الذي صدر في ساعة متأخرة من مساء السبت، في أعقاب أمر المحكمة العليا، الجمعة، الذي سمح لإدارة الرئيس دونالد ترمب بمواصلة حجب 4 مليارات دولار لتمويل المساعدات الكاملة لما يقرب من 42 مليون مستفيد، في انتظار حكم محكمة أدنى درجة.

وانقضت مزايا برنامج المساعدات الغذائية التكميلية، المعروف أيضاً باسم (طوابع الغذاء)، في أول الشهر الجاري للمرة الأولى في تاريخ البرنامج الممتد لستين عاماً، بسبب الإغلاق الحكومي الفيدرالي.

وقبل ساعات من صدور أمر المحكمة العليا، أبلغت وزارة الزراعة الولايات في مذكرة بأنها تعمل على الامتثال لأمر القاضي الفيدرالي بتمويل البرنامج بالكامل، حتى مع تحرك الإدارة الأميركية للطعن على هذا الحكم.

وبعد تلقي تلك المذكرة، الجمعة، قالت عدة ولايات إنها بدأت في عملية إصدار المزايا الكاملة.

لكن وزارة الزراعة أوضحت في مذكرتها للولايات، السبت، أن تلك الإجراءات لم يعد مصرحاً بها بسبب أمر المحكمة العليا. وقالت إنه يتعين على حكومات الولايات بدلاً من ذلك إصدار مزايا جزئية فقط.

وجاء في المذكرة أنه “يجب على الولايات التراجع فورا عن أي خطوات تم اتخاذها لإصدار المزايا الكاملة لبرنامج المساعدات الغذائية التكميلية لشهر نوفمبر 2025”.

وأضافت: “ربما يؤدي عدم الامتثال لهذه المذكرة إلى اتخاذ وزارة الزراعة الأميركية إجراءات مختلفة منها إلغاء الحصص الفيدرالية من التكاليف الإدارية للولايات مع تحميلها المسؤولية عن أي تجاوزات ناتجة عن عدم الامتثال”.

كانت بعض الولايات قد أعلنت سابقاً أنها ستمول مزايا برنامج المساعدات الغذائية التكميلية لشهر نوفمبر من أموال الولاية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت المذكرة تنطبق على الإجراءات التي اتخذتها تلك الولايات. ولم ترد وزارة الزراعة على طلب للتعليق من “رويترز”.

شاركها.