اخر الاخبار

أمطار ثلجية وبرد قارس.. الولايات المتحدة تتأهب لعاصفة شتوية

حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية، من عاصفة شتوية كبرى تبدأ، السبت، في وسط الولايات المتحدة، مصحوبة بتساقط كثيف للثلوج وتراكمات جليدية خطيرة، ودرجات حرارة شديدة البرودة، قبل أن تتحرك شرقاً خلال الأيام المقبلة، حسب ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.

وأشارت الوكالة في تقرير، السبت، إلى أن العاصفة من المتوقع أن تؤثر على “ملايين الأشخاص” في الثلثين الشرقيين للولايات المتحدة.

وشهد الساحل الغربي للولايات المتحدة تقلبات جوية شديدة ظهر، الجمعة، ما أدى إلى هطول أمطار على منطقة شمال غرب المحيط الهادئ، وسط توقعات بتساقط الثلوج على جبال كاسكيد، بحسب خبراء الأرصاد الجوية.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه التقلبات إلى تشكُّل عاصفة شتوية واسعة النطاق، تمتد عبر السهول الوسطى إلى منطقة الأطلسي الأوسط، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وحتى بداية الأسبوع المقبل.

ثلوج تغطي السهول الوسطى وتتجه شرقاً

ومن المتوقع أن تشهد مناطق واسعة بين وسط كانساس، وإنديانا تساقطاً كثيفاً للثلوج بحلول مساء السبت، خاصة على طول الطريق السريع 70 وشماله، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية تراكم ثلوج لا تقل كثافتها عن 20.3 سنتيمتراً.

ورجح خبراء الأرصاد الجوية، أن هذا التساقط ربما يكون الأشد في بعض المناطق، منذ ما لا يقل عن عقد على الأقل.

وبعد ذلك، ستتحرك العاصفة نحو وادي أوهايو، حيث يُتوقع حدوث اضطرابات شديدة في حركة التنقل. وستصل إلى ولايات الأطلسي الأوسط بين يومي الأحد والاثنين.

عاصفة ثلجية محتملة

وربما تؤدي هبّات الرياح التي تتجاوز سرعتها 56 كيلومتراً في الساعة مع معدلات تساقط كثيفة للثلوج إلى تشكل ظروف عاصفة ثلجية، خاصة في كانساس والمناطق المجاورة من السهول الوسطى بحلول صباح الأحد.

ومن المتوقع أن تتسبب الرؤية المنعدمة تقريباً في جعل قيادة المركبات خطيرة للغاية، بل ربما تكون مستحيلة، ما يزيد من مخاطر انقطاع السبل بالمركبات والمسافرين.

أمطار ثلجية من شرق كانساس إلى منطقة أوزارك

ويتوقع خبراء الأرصاد هطول أمطار ثلجية، وصقيع، تشكل خطراً كبيراً على خطوط الكهرباء، بدءاً من السبت في مناطق شرق كانساس، وامتداداً إلى ولايات ميزوري وإلينوي وإنديانا وأجزاء كبيرة من كنتاكي وويست فيرجينيا.

ومن المرجح أن تتسبب طبقات الجليد في ظروف سفر خطيرة مع احتمالية عالية لانقطاع التيار الكهربائي في المناطق الأكثر تأثراً.

ووصف خبير الأرصاد الجوية رايان ماوي الوضع بقوله: “سيكون الأمر فوضوياً، بل ربما يتحول إلى كارثة محتملة”.

هواء قطبي شديد البرودة يضرب مناطق جنوبية

وبدءاً من الاثنين، يتوقع خبراء الأرصاد أن يواجه مئات الملايين من الأشخاص في الثلثين الشرقيين من الولايات المتحدة هواء جليدياً خطيراً مع رياح شديدة البرودة تؤدي إلى شعور قارس بالبرودة.

ومن المتوقع أن تكون درجات الحرارة أقل من المعدل الطبيعي بما يتراوح بين 7 إلى 14 درجة مئوية، مع امتداد الدوامة القطبية من المناطق القطبية الشمالية نحو الجنوب.

وقال دان ديبودوين، مدير عمليات التنبؤ في موقع AccuWeather، الجمعة: “ربما يكون شهر يناير الحالي هو الأكثر برودة الذي تشهده الولايات المتحدة منذ عام 2011″، مشيراً إلى احتمال استمرار درجات حرارة أقل بكثير من المتوسط التاريخي لمدة تصل إلى أسبوع أو أكثر.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية داني باراندياران من مركز التنبؤات المناخية التابع لهيئة الأرصاد الوطنية، أن أكبر انخفاض في درجات الحرارة سيكون مركزه وادي أوهايو، لكن البرودة الشديدة وغير المعتادة ستمتد جنوباً وصولاً إلى ساحل الخليج الأميركي.
وأضاف أن فلوريدا ستشهد أيضاً تجمداً شديداً.

وقالت جينيفر فرانسيس، عالمة المناخ في “معهد وودويل لبحوث المناخ”: “ستجعل الرياح البرودة قاسية للغاية. لمجرد أن كوكب الأرض يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة لا يعني أن هذه الموجات الباردة ستتوقف”.

تأثير ارتفاع الحرارة على القطب الشمالي

وربما يكون الطقس القاسي مدفوعاً جزئياً بارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بسرعة، وهو تذكير بأن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة الظواهر الجوية شديدة التقلب، وفقا لما قاله جودا كوهين، مدير التنبؤات الموسمية في شركة Atmospheric and Environmental Research الخاصة.

وعادة ما تظل الدوامة القطبية، (هواء شديد البرودة يدور مثل دوامة) فوق القطب الشمالي، ولكنها تمتد أحياناً إلى الولايات المتحدة أو أوروبا أو آسيا، ما يتسبب في جرعات مكثفة من البرد.

ونشر كوهين وزملاؤه عدة دراسات أظهرت زيادة في تمدد أو تحرك الدوامة القطبية. والشهر الماضي، نشروا دراسة أشاروا فيها إلى أن الموجات الباردة ربما تكون مرتبطة جزئياً بالتغيرات في القطب الشمالي، الذي ترتفع درجة حرارته بمقدار أربع مرات أسرع من باقي كوكب الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *