تخطط البحرية الأميركية لنشر جيل جديد من الأسلحة المتطورة في بداية العقد المقبل، ومن بينها مدمرة DDG (X)، التي لا تزال في مرحلة الدراسة.
وتهدف مدمرة الجيل التالي من DDG (X) إلى إحداث ثورة في الحرب البحرية باستخدام تقنيات متقدمة، بما في ذلك الليزر عالي الطاقة والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت.
تبدو التقنيات المتقدمة مهمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطاقة الموجودة على متن السفينة لدعم أسلحة “الليزر”، ودفاعات السفن، ونظام الطاقة المتكامل الذي يعمل بمحرك كهربائي (IPES) المصمم لتحسين كفاءة الوقود، والقوة، والدفع، وتخزين الطاقة، والسعة، والتوزيع، وفقاً لموقع Warrior Maven.
ومع ذلك، قد يتساءل البعض عن هامش الاختلاف الحقيقي فيما يتعلق بمدى تقدم مدمرة DDG (X) في التقنيات المبتكرة، حيث إن بعض ما هو مخطط لها موجود بالفعل إلى حد ما في أسلحة أخرى.
على سبيل المثال، من المقرر أن يتم إطلاق أسلحة تفوق سرعة الصوت طورتها البحرية من مدمرات فئة Zumwalt بحلول عام 2025، والغواصات بحلول عام 2028، كما يتم بالفعل دمج أشعة الليزر في السفن الحربية الحالية بوتيرة متسارعة.
وعبّر بعض منتقدي هذه الخطوة في الكونجرس الأميركي عن قلقهم إزاء التكلفة المرتفعة المتوقعة للسفينة، إذ يروا أن الأسلحة والتقنيات المحدثة يمكن دمجها بنجاح في السفن الموجودة الحالية.
استراتيجية البحرية الأميركية
على مدى سنوات، حافظت البحرية الأميركية على نهج مزدوج المسار فيما يتعلق بـ DDG(X) لخفض تكاليف الإنتاج وتسريع التطوير مع ضمان تزويد السفينة بكمية هائلة من القوة النارية الإضافية والتقنيات المتقدمة.
وذكر تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونجرس يعود تاريخه إلى عام 2022 أن المدمرة الجديدة قد تدمج “أنظمة غير تطويرية” في تصميم هيكل جديد وتلبي المتطلبات المستقبلية.
ويبدو أن تقرير خدمة أبحاث الكونجرس، الذي يحمل عنوان “برنامج المدمرة البحرية من الجيل التاليDDG(X)”، يشير إلى أن السفينة قد تقدم اختراقات قيّمة.
ويعتبر الهدف تبسيط الإنتاج والاستفادة من أفضل الأنظمة المتاحة مع ضمان تزويد السفينة الجديدة بمجموعة من التقنيات والقدرات والأسلحة غير المسبوقة.
وتتضمن الخطط الخاصة بالمدمرة DDG(X) أن تكون قابلة للتحديث على المدى الطويل، وأيضاً قادرة على استيعاب الأسلحة الجديدة.
وتسعى البحرية الأميركية من خلال المدمرة الجديدة إلى دمج أفضل ما في التكنولوجيا الموجودة مع دمج أنظمة جديدة، وأسلحة، بالإضافة إلى تخزين الطاقة، وربما هيكل جديد.
وباعتبارها المدمرة الأكثر تقدماً في البحرية الأميركية التي يتم بناؤها حالياً، تتضمن سفن Flight III Arleigh Burke-class مزايا رادار SPY-6 المتطورة ومنها دقة الصورة، والشبكات، ونطاق الكشف، مقارنة بنماذج DDG 51 السابقة.
قفزة للأمام
تشير نظرة فاحصة على التصميم المفاهيمي الذي قدمته البحرية الأميركية لـ DDG(X) من عام 2022 إلى أن الرؤية الخاصة بالسفينة تتضمن بالفعل تقنيات غير مسبوقة.
كما تظهر المواصفات البحرية من عدة سنوات مضت أن الأنظمة المتقدمة في DDG(X) ستولد زيادة في المدى بنسبة 50%، ووقتاً أطول بنسبة 120%، وانخفاضاً في استخدام الوقود بنسبة 25%.
وتُعتبر من أهم مزايا DDG(X) الجديدة كتلتها وحجمها وقوتها النارية، وستكون السفينة أكبر حجماً وستضم عدداً أكبر بكثير من الأسلحة الهجومية والدفاعية.
كما ستتضمن قسماً أوسطاً أكبر ومساحة إزاحة أكبر لاستيعاب المزيد من الطائرات المسيّرة والمروحيات والأسلحة الجديدة.
ومنذ العمل المفاهيمي المبكر على السفينة، أحرزت البحرية الأميركية تقدماً كبيراً، ويبدو أن DDG(X) مستعدة لدمج سلسلة من التقنيات المتقدمة.
وتتضمن تصميمات السفينة طاقة لاثنين من أجهزة الليزر بقوة 600 كيلو واط على الأقل، وما يصل إلى 21 منصة إطلاق صواريخ من طراز Rolling Airframe لمزيد من الدفاع المتعدد الطبقات، وما يصل إلى 32 منصة إطلاق VLS من طراز Mk 41 لصواريخ Tomahawk والصواريخ الاعتراضية مثل SM-3s وSM-6s.
وقالت نائبة مدير برنامج البحرية الأميركية لـ DDG(X) في عام 2022، كاتي كونلي، إن المدمرات الجديدة ستحتوي على أشعة ليزر أكثر قوة، ومصفوفات أكبر بكثير، ورادار X-band مطور، وخلايا VLS إضافية، وقاذفات صواريخ كبيرة، وحتى نظام طاقة IPES من الجيل التالي المصمم لتجاوز IPS المدمج الآن في Zumwalt.
وعلى وجه التحديد، تتمتع السفينة الحربية USS Zumwalt بنظام دفع كهربائي IPS، والذي لا يزيد من كفاءة استهلاك الوقود فحسب، بل يولد أيضاً مستويات غير مسبوقة من الطاقة الكهربائية على متن السفينة.
ومع ذلك، فإن DDG(X) ستخطو خطوة أبعد من ذلك من خلال دمج نظام الطاقة المتكامل IPES من Northrop Grumman، والذي يضيف قدرة جديدة كبيرة لتعظيم تخزين الطاقة، وتوزيعها في جميع أنظمة السفينة.
