ذكر مسؤولان أميركيان لوكالة “رويترز”، أن الولايات المتحدة تعتقد أن التهديد الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام من أوكرانيا رداً على هجومها بالطائرات المسيرة الذي أطلقت عليه كييف اسم عملية “شبكة العنكبوت” في مطلع الأسبوع الماضي لم ينفذ بعد، ورجحا أن يكون الرد صارماً.

وذكر أحد المصادر أن توقيت الرد الروسي لا يزال غير واضح، لكنه متوقع خلال أيام.

وأوضح مسؤول أميركي ثان أن الضربة الروسية المرتقبة من المتوقع أن تشمل استخدام وسائل هجومية مختلفة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.

وتحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هوياتهما موضحين أنهما لم يحصلا على تفاصيل بشأن أهداف الهجوم الروسي المحتمل.

كما امتنعا عن مناقشة الجوانب المخابراتية. وقال أحدهما إن الضربة الروسية ستكون “غير متماثلة”، أي أن طبيعتها وأهدافها ستختلف عن الهجوم الأوكراني الذي استهدف طائرات روسية في الأسبوع الماضي.

وتشن روسيا منذ الجمعة، هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف.

 وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هذه الضربات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى مرتبطة بها، وذلك رداً على ما وصفته “بالأعمال الإرهابية” الأوكرانية ضد أراضيها.

ويعتقد المسؤولان الأميركيان أن الرد الروسي الكامل لم يأت بعد.

والأربعاء الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجرى مكالمة هاتفية “جيدة” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استغرقت ساعة وربع، مشيراً إلى أن بوتين أبلغه وبلهجة قوية، أنه سيرد على الهجوم الأوكراني “شبكة العنكبوت” الذي استهدف مطارات في العمق الروسي.

وكتب ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين.. ناقشنا الهجوم الذي شنّته أوكرانيا على الطائرات الروسية التي كانت راسية، وكذلك الهجمات المختلفة التي تحدث من كلا الجانبين”.

وأضاف ترمب أن “المكالمة كانت جيدة، لكنها ليست محادثة ستؤدي إلى سلام فوري”، مشيراً إلى أن “بوتين قال وبلهجة قوية، إنه سيتعين عليه الرد على الهجوم الأخير على المطارات” الروسية.

“أكثر العمليات تعقيداً”

وصفت أوكرانيا الهجوم الذي نفذته مطلع الأسبوع الماضي بطائرات مسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي، بأنه أحد أكثر العمليات تعقيداً وجرأة منذ بدء الحرب، خصوصاً وأنه نُفذ على بعد آلاف الكيلومترات من جبهات القتال.

العملية التي حملت اسم “شبكة العنكبوت”، مثّلت تحولاً في قدرات كييف الهجومية، إذ زعمت أنها استهدفت أكثر من 40 قاذفة، أي حوالي ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، التي “تضررت أو دمرت” في هجوم الأحد، من بينها قاذفات استراتيجية قادرة على حمل صواريخ نووية.

فيما تقول موسكو إن الهجوم تسبّب في اشتعال نيران في عدد من الطائرات في قاعدتين بإقليم إيركوتسك في سيبيريا ومقاطعة مورمانسك في الشمال، وأكّدت أن الحرائق أُخمدت.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عملية “شبكة العنكبوت” تطلبت تخطيطاً على مدى عام ونصف، تم تنفيذها انطلاقاً من مكتب بجوار مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).

وتضمنت العملية تهريب عشرات الطائرات المسيّرة الصغيرة من نوع FPV، والتي تبث مجال رؤيتها للمشغِّل في الوقت الفعلي، ما يتيح له التحكم بها كما لو كان على متنها،

شاركها.