اخر الاخبار

أميركا تودع جيمي كارتر.. وجورجيا محطته الأخيرة

اختتمت مراسم الجنازة الرسمية للرئيس الأميركي الراحل جيمي كارتر في كاتدرائية واشنطن الوطنية، الخميس، لتنتهي بذلك مراسم التأبين التي استمرت ستة أيام، في حضور شخصيات من الإدارات الأميركية السابقة، والحالية تقدمهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وجرى نقل نعش كارتر إلى قاعدة أندروز العسكرية في ولاية ماريلاند، ليواصل رحلته إلى مثواه الأخير في ولاية جورجيا، حيث سيتم دفنه بجوار زوجته “روزالين” التي رافقته لمدة 77 عاماً.

وحضر المراسم إلى جوار جو بايدن، ودونالد ترمب، الذي زار قاعة روتوندا في مبنى الكابيتول، الأربعاء، لإلقاء نظرة الوداع على كارتر، الرؤساء السابقين بيل كلينتون، وباراك أوباما، وجورج دبليو بوش، بحسب شبكة CBS News.

وتجاذب ترمب، وأوباما أطراف الحديث بشكل متواصل قبل بدء مراسم الجنازة، وكان أوباما يومئ برأسه بشكل جدي رداً على ترمب قبل أن يبتسم.

وألقى الرئيس الأميركي كلمة تأبينية خلال المراسم، أشاد فيها بـ”شخصية كارتر، وإيمانه”، وقال إن “حياة وإرث الرئيس الراحل يمكن اختصارهما في كلمة واحدة وهي: الشخصية”.

وأوضح بايدن أنه استوعب من كارتر أن “قوة الشخصية تتجاوز مجرد الألقاب، أو السلطة التي نمتلكها”، مضيفاً: “إنها القوة التي تمنحنا القدرة على فهم أن الجميع يجب أن يُعاملوا بكرامة واحترام، وأن كل شخص، وأقصد بذلك الجميع، يستحقون فرص متساوية”.

وأشار بايدن إلى أن كارتر بدأ حياته في منزل بلا مياه جارية أو كهرباء، لكنه “وصل إلى قمة السلطة”.

وإلى جانب تسليط الضوء على “شخصية” كارتر، أشار بايدن أيضاً إلى أن كارتر “كان يتمتع بإيمان مسيحي عميق بالله، وهو ما تحدث عنه وكتبه خلال حملته”.

وقال بايدن: “إن مسيرة أمتنا هي رحلة إيمان صافية تهدف إلى أن نصبح البلد الذي نطمح لأن نكونه، البلد الذي نعلن عنه.. أمة خُلقنا فيها جميعا متساوين.. ونستحق أن نُعامل بإنصاف طوال حياتنا”.

وأضاف بايدن: “لقد أظهر لنا (كارتر) ما يعنيه أن تكون فاعلاً للأعمال الصالحة، وخادماً جيداً ومخلصاً لله وللشعب”، مشيراً إلى أن عمل كارتر وإرثه يُساء فهمه أحياناً، و”يعتقد الكثيرون أنه ينتمي إلى عصر مضى، لكنه كان يتطلع إلى المستقبل”.

وقال بايدن إنه يفتقد كارتر، لكنه يجد عزاءً في معرفته بأن كارتر الآن قد اجتمع مجدداً مع حب حياته (زوجته) روزالين، وختم كلمته قائلاً: “جيمي كارتر عمل بالعدل، وأحب الرحمة، وسار متواضعاً.. فلينال الراحة الأبدية، والسمو الروحي”.




كما أشاد القس أندرو يونج، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة خلال رئاسة جيمي كارتر، بـ”العقل القوي، والقلب الرقيق” للرئيس الراحل.

وقال يونج: “جيمي كارتر، بالنسبة لي، كان بمثابة معجزة.. وُلدت في الجنوب بعد بضع سنوات من ولادته، وكان دائماً مكاناً مليئاً بالمعجزات.. لم أستطع أن أرى كيف يمكن أن تكون لدينا هذه الفروقات في الخلفيات، أن نأتي من أماكن مختلفة على كوكب الأرض، وتتنوع الألوان والمعتقدات والأصول الوطنية، ومع ذلك نصبح الأمة العظيمة التي نحن عليها في الولايات المتحدة الأميركية.. كان ذلك بمثابة معجزة”.

وأضاف: “لقد عرفت الرئيس كارتر لأكثر من نصف حياتي.. ولم أتوقف أبداً عن الدهشة، ولم أتوقف أبداً عن الإلهام من الأعمال الصغيرة، والحب والرحمة التي شاركها معنا في كل يوم من حياته.. كان الرئيس كارتر هو من رمز بالنسبة لي إلى عظمة الولايات المتحدة الأميركية”.

جنازة جيمي كارتر

ووصف جايسون كارتر، حفيد الرئيس الراحل جيمي كارتر، جده مازحاً بأنه “أول جيل الألفية” بعد أن ذكر العديد من مواقفه التقدمية.

وقال جايسون كارتر: “كحاكم لولاية جورجيا، قبل نصف قرن، كان يبشر بنهاية التمييز العنصري ونهاية السجن الجماعي.. وعندما كان رئيساً في السبعينيات، كما سمعتم، فقد حمى أراض أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ.. وقبل خمسين عاماً، كان محارباً من أجل المناخ، إذ دفع من أجل عالم نحافظ فيه على الطاقة، ونحد من الانبعاثات، ونستبدل اعتمادنا على الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة”.

وشهدت كاتدرائية واشنطن الوطنية، الخميس، مراسم الجنازة الرسمية للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي وافته المنية في 29 ديسمبر عن عمر ناهز 100 عام.

وسجلت فترة الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة تردي الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة وأزمة رهائن أمريكيين في إيران، لكن شعبيته زادت كثيراً بعد مغادرته البيت الأبيض.

وزار عشرات الآلاف من الأميركيين على مدار اليومين الماضيين بهو مبنى الكونجرس (الكابيتول) لإلقاء نظرة الوداع على كارتر، الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 1977، و1981 وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لعمله الإنساني. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *