أعلنت إدارة الهجرة والجنسية الأميركية الخميس، وقف كافة الطلبات المقدمة من مواطنين أفغان بأثر فوري، وإلى أجل غير مسمى، في أعقاب حادثة إطلاق النار على جنديين بالحرس الوطني الأميركي قرب البيت الأبيض، ويشتبه في تنفيذها على يد مهاجر أفغاني، ومطالبة الرئيس دونالد ترمب بالتدقيق في كافة المهاجرين الأفغان المتواجدين بالولايات المتحدة.

وقالت الإدارة في حسابها على منصة “إكس”، إنه اعتباراً من الآن “تم إيقاف معالجة جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان إلى أجل غير مسمّى، في انتظار إجراء مراجعة إضافية لبروتوكولات الأمن والتدقيق”.

وقالت إن “حماية وطننا وسلامة الشعب الأميركي، تظل محور تركيزنا ومهمتنا الأساسية”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالفعل في طور إعادة النظر في المهاجرين الأفغان الذين تم قبولهم في الولايات المتحدة خلال الإدارة السابقة، وذلك وفقاً لمذكرة داخلية ومصدر مطّلع على الخطط. 

وقال مسؤولو ترمب مراراً إن الإدارة السابقة لم تُجرِ عمليات تدقيق كافية للأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة.

إطلاق نار قرب البيت الأبيض

وقال محققون أميركيون إن شاباً أفغانياً أطلق النار على عنصرين من قوات الحرس الوطني الأميركي، الأربعاء، قرب البيت الأبيض، وتم احتجازه، فيما لا يزال الجنديين في حالة حرجة.

ووصف ترمب في كلمة مقتضبة مساء الأربعاء، الحادثة بأنها عمل إرهابي “استهدف أمتنا كلها”. وأكد ترمب هوية المشتبه به في الواقعة، وقال إنه أفغاني دخل البلاد في سبتمبر 2021، تحت إدارة الرئيس حينها جو بايدن، بعد الانسحاب من أفغانستان.

 وأضاف: “تم نقله جواً بواسطة إدارة بايدن في سبتمبر 2021 على تلك الرحلات المشؤومة التي كان الجميع يتحدث عنها. لم يكن أحد يعرف من الذي كان يأتي، لم يكن أحد يعرف أي شيء عنها. وتم تمديد وضعه بموجب تشريع وقعه الرئيس بايدن، رئيس كارثي، الأسوأ في تاريخ بلدنا”.

وتعهد ترمب بإخضاع المشتبه به، ويدعى رحمن الله لاكانوال، وهو مواطن أفغاني يبلغ من العمر 29 عاماً من ولاية واشنطن، إلى محاكمة سريعة.

وقال ترمب إنه “يجب علينا الآن إعادة فحص كل شخص دخل بلادنا من أفغانستان في عهد بايدن، ويجب أن نتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان ترحيل أي أجنبي من أي بلد لا ينتمي إلى هنا، أو لا يقدم أي فائدة لبلدنا. إذا لم يستطيعوا حب بلدنا، فنحن لا نريدهم.”

مراجعة ملفات اللاجئين

وأمرت إدارة ترمب بمراجعة جميع ملفات اللاجئين الذين حصلوا على تصريح الدخول إلى الولايات المتحدة خلال فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مع احتمال مطالبة بعضهم بالخضوع لمقابلة جديدة، وفقاً لمذكرة صادرة عن هيئة المواطنة والهجرة الأميركية حصلت عليها صحيفة “USA today”.

وبحسب المذكرة المؤرخة في 21 نوفمبر، سيُعاد فحص ملفات جميع اللاجئين الذين تم قبولهم بين 20 يناير 2021، وهو اليوم الذي شهد تولي بايدن منصبه، و20 فبراير 2025، حتى لو كانوا قد دخلوا الولايات المتحدة بالفعل، كما أن اللاجئين المقبولين خارج هذه الفترة قد يخضعون أيضاً لإعادة المراجعة.

وقد يُطلب من اللاجئين الذين سبق قبولهم الخضوع لمقابلة إضافية، لإثبات أنهم تعرضوا لـ”اضطهاد سابق، أو يواجهون خوفاً مبرراً”، بحسب المذكرة. كما تنص على أن اللاجئين الذين تُرفض طلباتهم لن يكون أمامهم أي مسار للطعن في القرار.

وخلال الفترة الممتدة بين 2021 و2024، استقبلت الولايات المتحدة نحو 197 ألف لاجئ، بارتفاع عن 118 ألفاً خلال الولاية الأولى لترمب، لكنه يبقى رقماً أقل مقارنة بأي رئيس آخر خلال نصف القرن الماضي، وفقاً لمعهد سياسات الهجرة.

وكان ترمب قد علّق برنامج إعادة توطين اللاجئين إلى أجل غير مسمّى بعيد توليه المنصب لولاية ثانية. كما ستحدد إدارته سقف قبول اللاجئين عند 7 آلاف و500 فقط، ومعظمهم من الجنوب أفريقيين البيض ذوي الأصول الأوروبية، وفقاً لإشعار نُشر في السجل الفيدرالي أواخر أكتوبر.

شاركها.