تستعد الولايات المتحدة لموجة احتجاجات جديدة، الجمعة، حيث يُخطط الكثير من الأميركيين للتخلّي عن الاحتفال وإقامة حفلات الشواء بمناسبة عيد الاستقلال الذي يحل في الرابع من يوليو، والخروج إلى الشوارع في ظل “استياء متزايد” من سياسات الرئيس دونالد ترمب وإدارته.
وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي بأن منسقي المظاهرات المناهضة لترمب سينظّمون مسيرات “أميركا الحرة” في يوم الاستقلال، في أحدث موجة من سلسلة احتجاجات حاشدة شهدتها البلاد منذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية.
ووفقاً للموقع، توجد نحو 200 فعالية مقررة، تستمر حتى ظهر الثلاثاء، ما يشير إلى اهتمام أقل من احتجاجات “لا ملوك” في يونيو، التي اختار منظّموها هذا الاسم، تعبيراً عن رفضهم لما وصفوه بـ”النزعة السلطوية المتزايدة” في سياسات ترمب.
على الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن، في بيان لموقع “أكسيوس”، إن “الرئيس ترمب فاز بما يقرب من 80 مليون صوت، وحصل على تفويض تاريخي لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وهو يفي بالتزاماته بشكل كبير”.
احتجاج أمام مقر ترمب
ونظمت جماعات محلية مظاهرة، الخميس، خارج منتجع “مارلاجو،” الذي يملكه ترمب في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث رفعوا بالون “الطفل ترمب”، حسبما ذكرت صحيفة “بالم بيتش بوست”.
وكان بالون مماثل قد رُفع فوق مقر إقامة ترمب في فلوريدا في العاشر من يونيو 2020، احتجاجاً على معاملة الأميركيين السود، في الأسابيع التي تلت مقتل جورج فلويد.
ويصوّر البالون طفلاً أشقر، بشعر يشبه الرئيس ترمب، بوجه غاضب لا يغطي جسمه سوى حفاضة بيضاء، ويحمل بيده هاتفاً محمولاً. واستحال البالون رمزاً للاحتجاجات المناهضة لترمب خلال زيارة دولة لبريطانيا في يونيو 2019.
وفي 17 يوليو الجاري، من المقرر تنظيم مظاهرات “نضال إيجابي يتواصل” (Good Trouble Lives On) مع التركيز على الحقوق المدنية، تكريماً للنائب الديمقراطي والناشط السياسي الراحل جون لويس، الذي كان يروج لمبدأ “اللاعنف”، ويدافع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
وكتب المنظّمون أنه في الذكرى السنوية لوفاته: “نتحرك في جميع أنحاء البلاد للدفاع عن ديمقراطيتنا والمضي قدماً في إرثه المتمثل في “النضال الإيجابي”.
مسيرات “أميركا حرة”
ونشرت حركة “وومنز مارش” (Women’s March)، التي تنسق الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ضد التمييز والاضطهاد، قائمة بأكثر من 140 فعالية مقررة في 4 يوليو.
ووفقاً للحركة، تهدف احتجاجات “أميركا حرة” إلى تسليط الضوء على “تحرير الولايات المتحدة من سلطة المليارديرات والفقر، والأوامر غير القانونية، وسياسة التخويف”.
وحضت الحركة المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد على التخطيط لتجمعات واحتجاجات، وتعليق لافتات، مسيرات في الشوارع ومعارض فنية، وإقامة حفلات شواء واحتجاجات راقصة، وحفلات في الأحياء. وكتبت على موقعها الإلكتروني: “حريتكم. شعبكم. تمردكم”.
وأشارت الحركة النسائية في بيان عبر حسابها على فيسبوك، الخميس، إلى تداعيات “مشروع قانون ترمب الكبير والجميل” الذي أقره الكونجرس مؤخراً على الحقوق الإنجابية، حيث تواجه مؤسسات تنظيم الأسرة غير الربحية التي توفر الإجهاض، حظراً لمدة عام على تمويل برنامج برنامج “ميديكيد” (Medicaid) للرعاية الصحية.
وقالت الحركة: “إنهم يريدوننا خائفات ومنقسمات ووحيدات.. إنهم لا يريدوننا أن نحلم بالحرية.. لكن هذا ما يتوجب علينا فعله بالضبط”.
تظاهرات “لا ملوك 2.0”
وبعد أن خرجت مظاهرات “لا ملوك” على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 14 يونيو، من المقرر أن تنطلق جولة أخرى من المظاهرات في 4 يوليو، بحسب مجلة “ذا تايم”.
ومن المقرر تنظيم فعاليات “لا ملوك 2.0” في ولايات ويسكونسن ولويزيانا ووايومنج إلى جانب عشرة مواقع أخرى على الأقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وفي حين أن احتجاجات “لا ملوك” في يونيو كانت تحتشد بشكل خاص ضد “الحكم الاستبدادي”، تقول صفحة الفعالية لمسيرة ويسكونسن المقررة في 4 يوليو في غرين باي، إن التركيز هذه المرة ينصب على مداهمات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ونشاطها وسط حملة ترمب على الهجرة في جميع أنحاء البلاد.
وتشجع صفحة الفعالية الاحتجاجية الحاضرين على الدفاع عن “المجتمع والعدالة والتضامن مع جيراننا المهاجرين”.
وفي شهر يونيو، أفادت تقارير بأن الاعتقالات التي نفذتها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في ولاية ترمب الثانية بلغت أكثر من 100 ألف.
وشدد منظمو فعاليات “لا ملوك 2.0” في لويزيانا ووايومنج على التظاهر غير العنيف كمبدأ أساسي للتجمعات.
احتجاجات سابقة
وفي الآونة الأخيرة، اجتذبت احتجاجات “لا ملوك” في 14 يونيو الملايين في جميع أنحاء البلاد، حسبما قال منظمون.
وآنذاك، وبينما كان ترمب يحضر عرضاً عسكرياً وطنياً في واشنطن، وهو أكبر عرض عسكري تشهده العاصمة منذ عقود، تجمّع الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة في مظاهرات مضادة، حيث شاركوا في مظاهرات “لا ملوك”.
وقبيل اليوم الكبير، حذر ترمب من أن “الأشخاص الذين يريدون التظاهر سيواجهون بقوة كبيرة”، قائلاً إن المشاركين هم “أشخاص يكرهون بلدنا”.
وفي خضم نشاطات “لا ملوك”، شهدت الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أيضاً احتجاجات مؤيدة للهجرة، حيث تظاهر الناس ضد مداهمات إدارة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) ضد المهاجرين غير الشرعيين.
بدأت الاحتجاجات بشكل ملحوظ في لوس أنجلوس وحظيت باهتمام وطني ودولي، خاصة بعد أن نشر ترمب قوات الحرس الوطني، ولاحقاً قوات مشارة البحرية، لقمع المظاهرات، دون طلب من حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم.
وأثار هذا القرار الكثير من الانتقادات إلى جانب معركة قانونية، إذ حكمت محكمة الاستئناف في نهاية المطاف بالسماح لترمب بالاحتفاظ بالسيطرة على الحرس الوطني في لوس أنجلوس.
وفي أبريل الماضي، تجمّع الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعواصم عالمية مثل لندن وباريس وستوكهولم للاحتجاج على تصرفات ترمب وحليفه آنذاك الملياريرد إيلون ماسك، القائد السابق لوزارة الكفاءة الحكومية.