أمين الناتو يدعو لتطبيع العلاقات مع روسيا بعد انتهاء الحرب

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، إن العلاقات مع روسيا يجب أن تعود إلى مسارها الطبيعي في نهاية المطاف، بمجرد انتهاء حرب أوكرانيا.
وأضاف روته في مقابلة مع “بلومبرغ”: “من الطبيعي أن تتوقف الحرب بالنسبة لأوروبا، تدريجياً، وبعدها يجب أن تستعيد علاقاتها الطبيعية مع روسيا”، لكنه قال: “لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، وعلينا مواصلة الضغط عليهم (الروس) لضمان أن تأخذ موسكو المفاوضات على محمل الجد”.
وبذل روته جهوداً دبلوماسية مكثفة في الأسابيع الأخيرة للحفاظ على تماسك التحالف عبر الأطلسي، في الوقت الذي قلص فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعمه لأوكرانيا، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتراجع عن دورها الأمني التقليدي في أوروبا.
وقد دفعت هذه الخطوة المفاجئة، الدول الأوروبية إلى الإسراع في زيادة إنفاقها الدفاعي وإعادة النظر في تمركزها العسكري.
وكان روته قد التقى ترمب، الخميس، في البيت الأبيض، حيث ناقشا وقف إطلاق نار محتمل بوساطة أميركية في أوكرانيا. وقد تم تهميش أوروبا إلى حد كبير في المفاوضات، وهي حقيقة أثارت حفيظة العديد من القادة في القارة، وفق “بلومبرغ”.
وقال روته عن المحادثات الجارية: “علينا مواصلة الضغط عليهم (الروس) لضمان استعدادهم للانخراط بجدية في محادثات مع الإدارة الأميركية، وبالطبع مع الأوكرانيين”.
انخراط واشنطن في “الناتو”
وتتمثل أكبر مهمة لروته في الحفاظ على انخراط الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط تأكيد ترمب المتكرر بأن الأعضاء يستغلون واشنطن بعدم إنفاق ما يكفي على الدفاع. وقد هدد ترمب سابقاً بانسحاب الولايات المتحدة من التحالف العسكري.
ويسير روته على خط رفيع بين الولايات المتحدة -أهم عضو في الناتو- وأوروبا، وفق “بلومبرغ”.
وبعد الاجتماع “العاصف” بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، دعا روته الزعيم الأوكراني إلى إصلاح العلاقة مع واشنطن، مشيداً بكل ما فعلته الولايات المتحدة من أجل أوكرانيا. وعلى عكس معظم القادة الأوروبيين، لم يُعرب روته عن دعمه لزعيم أوكرانيا.
وتُعتبر علاقة العمل الجيدة التي تربط روته بترمب إحدى نقاط قوته عند توليه منصبه، إذ كان من أوائل القادة الأجانب الذين هنأوا ترمب على إعادة انتخابه، ومن أوائل من زاروه في منتجع مار إيه لاجو في نوفمبر الماضي.
وبنى الرجلان علاقة عمل جيدة خلال ولاية ترمب الأولى عندما كان روته رئيساً لوزراء هولندا. منذ توليه رئاسة حلف الناتو، جعل روته تعزيز الاستثمار الدفاعي وزيادة الإنفاق إحدى رسائله الرئيسية، وهو ما لاقى صدىً جيداً لدى ترمب.
وسيسعى حلف الناتو إلى زيادة هدف الإنفاق الدفاعي لأعضائه إلى 3% على الأقل في قمته القادمة في يونيو. طالب ترمب الحلفاء بإنفاق 5% -وهو هدف يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه غير واقعي، وحتى الولايات المتحدة لا تحققه.