طالب مؤيدون بارزون للرئيس الأميركي دونالد ترمب من أنصار حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً” (MAGA)، الخميس، بتوضيحات بعد الكشف عن أن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عقد اجتماعاً سرياً في القدس مع جوناثان بولارد، الجاسوس المُدان الذي باع معلومات استخباراتية أميركية لإسرائيل، حسب ما أوردت صحيفة Mediate.

وتعليقاً على أنباء اللقاء الذي جرى في يوليو الماضي، والذي أثار مخاوف وكالة المخابرات المركزية الأميركية، قال تاكر كارلسون، مقدم البرامج السابق في قناة فوكس نيوز: “هذا سلوك صادم من سفير للولايات المتحدة. هل سيُفسره هاكابي؟”.

وعلق ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض والرئيس التنفيذي لشبكة بريتبارت: “استدعوا السفير هاكابي فوراً، إنه خارج عن السيطرة”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد كشفت عن لقاء هاكابي السري مع بولارد في السفارة الأميركية بالقدس، بعد 4 أشهر من اللقاء. وأكد بولارد “اللقاء الودي” في مقابلة مع الصحيفة، وقال إن “الكثير من الأمور طرحت خلال الحديث”.

وصرح 3 مسؤولين لم تُكشف هويتهم لصحيفة “التايمز”، أن الاجتماع “أثار قلق رئيس مكتب وكالة الاستخبارات المركزية في إسرائيل”. كما أفادت التقارير بأن البيت الأبيض لم يكن على علم مسبق بالاجتماع.

انتقادات

كما احتج الإعلامي والمدون مايك سيرنوفيتش، داعياً إلى إجراء تحقيق بشأن الاجتماع. وقال: “لا يوجد عالم يكون فيه من المناسب أن يجتمع مايك هاكابي، الذي يُفترض أن يكون سفيرنا ويخدم مصالح بلدنا، مع جوناثان بولارد، الذي يُشجع حتى يومنا هذا على التجسس على الولايات المتحدة”. 

وأدان العديد من الديمقراطيين هذا الاجتماع، بمن فيهم النائب خواكين كاسترو (ديمقراطي من تكساس) والموظف السابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما تومي فيتور.

وكتب كاسترو قائلاً: “جوناثان بولارد خائن مُدان قدّم معلومات بالغة الحساسية تتعلق بالأمن القومي للحكومة الإسرائيلية. لقد ألحق ضرراً جسيماً ببلدنا. ولم يُبدِ يوماً أي ندم على جرائمه”.

وأضاف: “من غير المقبول أن يلتقي السفير هاكابي سراً بالسيد بولارد، الخائن المُدان، في سفارة الولايات المتحدة”.

ماذا فعل بولارد؟

ونقل جوناثان بولارد وثائق أميركية “سرية” إلى إسرائيل، وهو ما اعتبرته المحكمة عملاً تجسسياً. وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987.

وبعد إطلاق سراحه من السجن عام 2015، انتقل بولارد إلى إسرائيل عام 2020، على متن طائرة خاصة يملكها شيلدون أديلسون، أحد أبرز المتبرعين لترمب. وفي تل أبيب، استقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استقبال الأبطال.

وعمل بولارد محللاً في مخابرات القوات البحرية الأميركية منتصف الثمانينيات، حين التقى عقيداً إسرائيلياً في نيويورك، وبدأ في إرسال أسرار أميركية إلى إسرائيل مقابل عشرات آلاف الدولارات.

ووفق وثائق وكالة الاستخبارات المركزية التي رُفعت عنها السرية 2012، فإن الغارة الإسرائيلية على مقر “منظمة التحرير” الفلسطينية بتونس في أكتوبر عام 1985، التي أودت بحياة 60 شخصاً، تم التخطيط لها بالاستناد إلى معلومات من بولارد. 

وبقيت قضية بولارد عثرة في طريق العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، إذ لم يغفر مسؤولون كبار في البنتاجون، والاستخبارات المركزية للجاسوس تسليمه مجموعة من المعلومات السرية الدفاعية، مقابل المال في أوج الحرب الباردة، إلى الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.

ومع ذلك ضغطت تل أبيب مراراً على واشنطن من أجل إطلاق سراحه، ما جعل قضيته من أهم القضايا في العلاقات الثنائية الإسرائيلية الأميركية.

شاركها.