اخر الاخبار

أنيسة مخلوف.. أم الشياطين التي حكمت سوريا من خلف الكواليس

وطن لم تكن أنيسة مخلوف مجرد زوجة لحافظ الأسد، بل كانت المهندسة الحقيقية للنظام السوري لعقود، تدير الأمور من وراء الستار وتحكم سوريا بقبضة من حديد عبر تأثيرها غير المباشر على قرارات النظام البائد.

واشتهرت بدهائها وذكائها الحاد، وكانت بمثابة المستشارة غير الرسمية لزوجها، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز سلطته وضمان استمرارية حكم عائلة الأسد، حتى بعد رحيله.

تنتمي أنيسة مخلوف إلى عائلة مخلوف العلوية النافذة، والتي استفادت بشكل كبير من زواجها بحافظ الأسد، حيث حصل أقاربها على عقود اقتصادية مربحة في قطاعات الاتصالات والنفط والبنوك، وكان شقيقها رامي مخلوف أحد أبرز رجال الأعمال في سوريا، مستحوذًا على الاقتصاد السوري بالكامل.

مارست أنيسة دورًا محوريًا في إعداد نجلها بشار الأسد لخلافة والده، خاصة بعد وفاة باسل الأسد عام 1994، حيث كانت ترى فيه الوريث الشرعي رغم ضعف شخصيته. ويقال إنها كانت الداعم الأكبر لتنصيبه رئيسًا بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، مستخدمة نفوذها الكبير لإقناع الدوائر العسكرية والسياسية بأنه الخيار الأنسب. كانت علاقتها ببشار ذات طابع سيطري، وصلت إلى التحكم في قراراته السياسية وحتى حياته العاطفية، وكانت هي من يوجهه لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن إدارة البلاد.

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، ازدادت قبضة أنيسة مخلوف على النظام، حيث قيل إنها كانت من المحرضين الرئيسيين على استخدام العنف المفرط لقمع المظاهرات. كما نُسبت إليها فكرة إنشاء سجون سرية مثل سجن صيدنايا، الذي أصبح رمزًا للقمع الوحشي في عهد بشار الأسد. كانت تؤمن بأن الحل الوحيد للسيطرة على الوضع هو التصعيد الأمني، رافضة أي شكل من أشكال الحوار مع المعارضة.

ورغم كل ما سبق، فإن السنوات الأخيرة من حياتها لم تكن سهلة، حيث بدأت تشعر بتراجع نفوذها بعد تدخل إيران وروسيا في المشهد السوري، ما دفعها لمغادرة سوريا عام 2013 والانتقال إلى دبي ثم إلى ألمانيا لتلقي العلاج. ولكن بعد فترة، اضطرت للعودة إلى سوريا بسبب العقوبات الأوروبية التي فرضت عليها، والتي شملت تجميد أصولها ومنعها من السفر.

في أيامها الأخيرة، قيل إنها عاشت في عزلة تامة داخل أحد القصور في دمشق، بعد أن أصبحت غير مرحب بها حتى داخل الدائرة الضيقة للنظام السوري، خاصة بعد أن بدأ بشار يتخلى عن تأثير والدته لصالح مستشاريه الجدد. توفيت أنيسة مخلوف في فبراير 2016 عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركة خلفها إرثًا من النفوذ والفساد الذي لا يزال حاضرًا في المشهد السوري حتى اليوم.

هذا ما حدث بعد وفاة أنيسة مخلوف.. أسماء الأسد “ديكتاتور” سوريا الجديد والحاكم الفعلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *