أهالٍ يشتكون ارتفاع أجور النقل بين المحافظات

ارتفعت أجور النقل بين المحافظات السورية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وهو ما اعتبره مواطنون عبئًا جديدًا يضاف إلى قائمة التحديات التي تواجههم في ظل تراجع الوضع الاقتصادي.
بحسب رصد لأسعار شركات النقل الخاصة بين المحافظات وشهادات لمواطنين، وصلت تذكرة السفر للذهاب فقط، بين محافظة دمشق وحمص ما بين 60 ألفًا و70 ألف ليرة سورية.
ووصلت تذكرة الذهاب بين محافظة دمشق والسويداء إلى 40 ألف ليرة، في حين سجلت تعرفة الركوب بين محافظة اللاذقية ودمشق ما يقارب 135 ألف ليرة، أما إلى محافظة إدلب فوصلت تقريبًا إلى 150 ألف ليرة.
تكاليف يصعب تحملها
جويس صويري، من سكان محافظة اللاذقية، عبرت ل عن استيائها بسبب ارتفاع أجور المواصلات بين اللاذقية ودمشق، وقالت إن هناك تفاوتًا بالأسعار بين شركة نقل وأخرى رغم تقديم نفس الخدمات للمسافرين.
وتعيش عائلة جويس في دمشق، ومر ما يقارب خمسة أشهر ولم ترهم، وبحسب قولها، “تصل تكلفة سفري لدمشق أنا وزوجي وطفليّ لأكثر من نصف المليون، وهو مبلغ لا نستطع تحمل أعبائه كعائلة ولا يتناسب مع مدخولنا الشهري”
راما، طالبة في قسم الكيمياء بجامعة “دمشق”، تحدثت ل عن معاناتها في ارتفاع تعرفة نقل الركاب بين محافظة دمشق والسويداء، إذ تصل تكلفة نقلها مرتين في الأسبوع بين المحافظتين إلى 80 ألف ليرة، ما يشكل عبئًا على مصروفها الشهري كونها طالبة وليس لديها مصدر دخل.
وأضافت أن تعرفة النقل وصلت سابقًا إلى 50 ألف ليرة، ولكن بعد قيام بعض الطلاب بمظاهرة في السويداء، في 10 من كانون الثاني الماضي، لتخفيض أجور النقل، تم تخفيضها فقط إلى 40 ألف ليرة.
شركات النقل تبرر
تواصلت مع أحد العاملين في شركة “زريق للنقل” على خط اللاذقية- دمشق، وأكد أن تعرفة الركوب ثابتة ومسعرة من قبل مديرية النقل في اللاذقية، إذ تصل إلى 135 ألف لرجال الأعمال، و110 آلاف للدرجة العادية.
وشهدت حركة النقل بين المحافظات تراجعًا ملحوظًا بعد سقوط النظام في أغلب المحافظات، خاصة مع ارتفاع الأجور لثلاثة أضعاف، إذ وصلت تعرفة الركوب قبل شهرين بين محافظتي دمشق واللاذقية إلى 40 ألفًا عندما كانت تسعيرة المازوت “المدعوم” لليتر الواحد بـ2000 ليرة.
وكانت حكومة دمشق المؤقتة قررت تحديد أسعار المحروقات بالدولار الأمريكي، ما يجعلها عرضة للتذبذب بقيمتها بالليرة السورية التي تشهد تغيرًا في سعر صرفها، وأدى ذلك إلى توفرها بشكل أكبر من السابق وبأسعار أقل من الأسعار التي كان يحددها النظام السابق وفق السعر “الحر”، فيما ارتفعت الأسعار إذا ما قيست بالسعر “المدعوم”.
وبحسب إفادة العامل في الشركة، فإن السبب في ارتفاع أجور النقل بين المحافظات مرتبط بشكل أساسي في غلاء المحروقات، إذ يسجل اليوم سعر المازوت لليتر الواحد بين 10-11 ألف ليرة،أي حوالي خمسة أضعاف مما كان عليه قبل شهرين.
وأوضح العامل أن شركات النقل متضررة أيضًا، فأغلب الرحلات لا تتجاوز الـ12 راكبًا في أحسن الأحوال، على حد تعبيره.
معايير تحدد التعرفة
مدير العلاقات العامة في وزارة النقل، عبد الجواد كيالي، أوضح ل أن تعرفة النقل بين المحافظات توضع من قبل لجان متخصصة بناء على عدة معايير متعلقة بالمسافة والمدة اللازمة للسفر وسعر المحروقات، وهذه التعرفة يتم تحديثها بشكل دوري نظرًا لعدم ثبات أسعار المحروقات.
وتقوم اللجنة المسؤولة عن تحديد تعرفة النقل بين المحافظات، بمراعاة نواحٍ عدة فيما يتعلق بمستوى الدخل للمواطن، إضافة إلى مراعاة تكلفة الرحلة التشغيلية.
وفيما يخص تفاوت الأسعار بين الشركات التي تعمل على نفس خط النقل، أشار أن وزارة النقل تقوم بتحديد الحد الأعلى للتكلفة بهامش معقول لشركات النقل، أما اختلاف الأسعار فهو يعود للتنافس الحر بين شركات النقل وهو النظام المعتمد.
وأضاف أن أي شركة تفرض أسعارًا أعلى من الحد المسموح لها يتم مخالفتها، عبر تجهيز نقاط تفتيش في محطات الركاب والطرقات لمتابعة كافة التجاوزات.
أما عن خفض الأسعار في المرحلة المقبلة، فنوّه كيالي إلى أن الأمر مرتبط إلى حد كبير بانخفاض أسعار المحروقات.
وشهدت أغلب المحافظات السورية حالة من الفوضى في قطاع النقل العام، مع غياب تنظيم واضح لتعرفة الركوب الرسمية، ما أدى إلى استياء واسع بين السكان بسبب الارتفاع الكبير في الأجور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي