اخر الاخبار

أهداف ترامب من طرح فرضية الترشح لولاية ثالثة؟

رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يمكنه الترشح لولاية ثالثة، ما لم يتم تعديل الدستور، إلا أن ذلك لم يمنعه من التلميح إلى الفكرة سراً وعلناً في مناسبات عدة، كما أكد في تصريحات الأحد، أنه “لا يمزح” بشأن هذه الفكرة.

وفي مقابلة مع شبكة NBC NEWS، أصر على أن هناك “طرقاً” للالتفاف على الحد الأقصى لولايتين، الذي ينص عليه التعديل 22 للدستور الأميركي، مشدداً على أنه “لا يمزح”.

وفيما لم يحدد ترمب تلك الطرق، ولا توجد أي مؤشرات واضحة على أنه يمهد الطريق فعلياً لولاية ثالثة، إلا أن حديثه عن هذه الفرضية “يخدم غرضاً سياسياً محدداً”، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

ورغم تصريحاته الأحد، عاد ترمب وقال الاثنين، إنه لم يبحث الأمر، وقال للصحافيين: “هناك قصة كاملة عن ترشحي لولاية ثالثة، لا أعلم، لم أبحث في الأمر مطلقاً، يقول البعض إن هناك طريقة للقيام بذلك، لكنني لا أعرف عنها شيئاً، ولم أبحث فيها”. وتابع: “أمامنا أربع سنوات، لكن الانتخابات القادمة لا تزال قريبة من الأربع سنوات، ونحظى بالكثير من التقدير لعملنا الرائع في أول 100 يوم”.

أهداف ترمب 

واعتبرت “نيويورك تايمز” أن الحديث عن الترشح لولاية ثالثة “يحول الأنظار عن قضايا أخرى مثيرة للجدل”، مثل “تسريبات سيجنال”، والتي تضمنت مناقشات سرية بين كبار مسؤولي الإدارة بشأن الضربات العسكرية على اليمن، وأضيف إليها عن طريق الخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج، والذي نشر هذه المناقشات للجمهور.

وأضافت الصحيفة أن الحديث عن ولاية ثالثة “يبقي المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة (انتخابات 2028)، في حالة من الجمود، ويمنعهم من سرقة الأضواء من رئيس في فترة ولايته الأخيرة يوصف عادة بـ(البطة العرجاء)، وهو وضع يخشاه الرؤساء الأميركيين، إذ تتضاءل أهميتهم السياسية تدريجياً مع مرور الوقت”.

وقال ديريك تي. مولر، أستاذ القانون بجامعة نوتردام والمتخصص في قوانين الانتخابات: “يبدو الأمر وكأن شخصاً لا يريد أن يُعامل كرئيس منتهية ولايته، فيرمي بهذه الفكرة الآن”.

وأضاف: “من الصعب للغاية أن تكون رئيساً في فترته الأخيرة، أو أن تُعامل بهذه الطريقة، حيث يبدأ الناس بالتعامل معك وكأن ولايتك قد انتهت بالفعل”.

وفي يناير، اقترح النائب الجمهوري آندي أوجلز من ولاية تينيسي تعديل الدستور، للسماح لترمب بالترشح لولاية ثالثة، وهي فرضية بعيدة المنال.

قيادة الجمهوريين في الكونجرس ترفض تعديل الدستور

والاثنين، رفض كبار الجمهوريين في الكونجرس فكرة تعديل الدستور، وأشاروا إلى أن الرئيس “كان يمزح”. 

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثون إن “ترمب ربما كان يمزح بشأن ذلك”، فيما قال النائب ستيف سكاليز، وهو زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، إن التعليقات تهدف إلى “إثارة النقاش”.

وأكد مسؤولو البيت الأبيض الأمر ذاته، مشيرين إلى أن ترمب “لم يطرح الموضوع من تلقاء نفسه، بل كان يجيب على أسئلة الصحافيين”.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحافيين الاثنين: “انظروا، أنتم تواصلون طرح هذا السؤال على الرئيس بشأن ولاية ثالثة، ثم يجيب بصدق وعفوية مع ابتسامة، وبعدها يصاب الجميع هنا بالهلع بسبب إجابته”.

وأضافت: “هذا ليس شيئاً نفكر فيه حقاً. لديه أربع سنوات في ولايته الحالية، وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. لقد أنجزنا الكثير، خلال ما يقرب من 100 يوم، والشعب الأميركي يحب ما يفعله هذا الرئيس”.

“ترمب يلاعب خصومه”

بدوره، قال ديف كارني، الخبير الاستراتيجي الجمهوري الذي أدار حملة “حافظوا على أميركا”، وهي لجنة سياسية دعمت ترمب، إن استراتيجية ترمب قد تكون مجرد إبقاء الناس في حالة من الشك.

وأضاف: “إنها تُبقي الناس غير مرتاحين. اليساريون سيجنّ جنونهم، وسيدرك الآخرون أن ترمب سيظل موجوداً لفترة أطول مما يعتقدون. ترمب بارع في إبقاء خصومه في حالة من الاضطراب وعدم الارتياح”.

وتابع كارني: “لم ينتهك ترمب أي قانون. لم يقل إنه سيفعل. كل ما قاله هو أن هناك العديد من الخيارات المتاحة. قدرته على إثارة غضب خصومه هي واحدة من أعظم نقاط قوته، بينما يعيش الديمقراطيون حالة من الفوضى”.

وقالت “نيويورك تايمز”، إن ترمب أوضح أنه ليس لديه أي نية لمشاركة الأضواء مع أي شخص آخر. فبعد أشهر قليلة فقط من ولايته الثانية، أعلن أن لديه تفويضاً واسعاً لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، ورؤية موسعة للسلطة التنفيذية. كما أنه قاوم أي محاولات لتقييد صلاحياته.

أما الجمهوريون في الكونجرس، فالتزموا بخطه السياسي، متنازلين عن جزء كبير من سلطتهم لصالحه. وعندما أوقفت المحاكم الفيدرالية بعض قرارات إدارته، هاجم ترمب القضاة، مقترحاً ضرورة عزلهم.

“أزمة دستورية”

ولفتت “نيويورك تايمز”، إلى أن الديمقراطيين يخشون أن  تؤدي تعليقات ترمب بشأن القضاة وولاية ثالثة إلى أزمة دستورية.

وقال النائب الديمقراطي رو خانا من كاليفورنيا في مقابلة، الاثنين: “أنا قلق للغاية من أنه سيحاول ممارسة أقصى درجات السلطة حتى يتم وضع حد له”.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة “إير فورس وان” الأحد: “لا أريد حتى التحدث عن ذلك. أنا فقط أقول لكم إن هناك عدداً متزايداً من الأشخاص يقولون لي: ’من فضلك ترشح مرة أخرى‘. لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن نفكر في ذلك، لكن الكثير من الناس يطلبون ذلك”.

والاثنين، سأل مراسل شبكة “فوكس نيوز” ترمب عما إذا “سُمح له بالترشح لولاية ثالثة، فهل سيحاول الديمقراطيون الدفع بالرئيس السابق باراك أوباما لمنافسته؟ (أوباما خدم بالفعل لفترتين، ولم يبدِ أي اهتمام بالترشح مجدداً لمنصب منتخب).

وأجاب ترمب مبتسماً: “أحب ذلك. سيكون أمراً رائعاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *