أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن “جميع الترتيبات” الخاصة بوضع ضمانات أمنية لبلاده ما بعد الحرب ستكون “جاهزة في الأيام المقبلة”، وذلك وسط خلاف فرنسي إيطالي بشأن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بعد الحرب.

وأضاف زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”، بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: “تعمل حالياً فرق من أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين على صياغة هيكل هذه الضمانات”.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الهولندي كييف، السبت، لكنه أجّل الزيارة بسبب أزمة سياسية داخلية في هولندا بعد موجة استقالات في الحكومة احتجاجاً على عدم اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب حربها على غزة، وفق “بلومبرغ”.

وقال زيلينسكي: “هناك الآن فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب، وأوكرانيا مستعدة لخطوات بنّاءة يمكن أن تقرّب السلام الحقيقي”، معتبراً أن روسيا “لا تُبدي أي نية لتحقيق السلام من جانبها”.

وفي منشور آخر على “إكس”، قال شوف إن هولندا ستبذل “كل ما في وسعها لوضع حدّ للحرب”. وأضاف: “يجب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يجلس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن”.

وفي السياق، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب عبر التلفزيون المحلي، السبت، إنه من غير المرجح أن يلتقي بوتين مع زيلينسكي قريباً، مضيفاً أن صبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب “بدأ ينفد”.

كما أجرى زيلينسكي محادثة مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، السبت، وقال في منشور على “إكس”، إن “من المهم أن يبعث الجنوب العالمي برسائل مناسبة ويدفع روسيا نحو السلام”.

استدعاء السفيرة الإيطالية في باريس

ووسط الحديث عن الضمانات الأمنية، برز خلاف بين باريس وروما عقب تصريحات وزير إيطالي هاجم فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اقترح إرسال جنود أوروبيين إلى أوكرانيا في أي تسوية لما بعد الحرب.

واستدعت الخارجية الفرنسية السفيرة الإيطالية إيمانويلا داليساندرو، احتجاجاً على تصريحات ماتيو سالفيني، وزير النقل ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية، والذي قال لماكرون: “اذهب أنت إلى هناك إذا أردت، ارتدِ خوذتك وسترتك واحمل بندقيتك، واذهب إلى أوكرانيا”.

وسالفيني هو زعيم “حزب الرابطة” اليميني المتطرف، وسبق له انتقاد ماكرون مراراً، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا.

وذكر مصدر لوكالة “رويترز”، أنه “تم تنبيه السفيرة إلى أن هذه التصريحات تتعارض مع مناخ الثقة والعلاقة التاريخية بين بلدينا، وكذلك مع أحدث التطورات الثنائية التي أبرزت أوجه التقارب القوية بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالدعم الراسخ لأوكرانيا”.

وتسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية تشمل إرسال قوات من الحلفاء، من أجل ضمان الأمن “براً وبحراً وجواً”، وفق زيليسنكي.

وبدأت كييف العمل على مقترحات أمنية بعد اجتماعات عُقدت في واشنطن مع ترمب وزعماء أوروبيين في 18 أغسطس. وقال زيلينسكي للصحافيين في اليوم التالي، أن هذا الجهد يجب ألا يطول، مشدداً على أن الخطوط العريضة ينبغي أن تكون “أوضح خلال 7 إلى 10 أيام”.

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الجمعة، خلال زيارة كييف أن المقترحات ستتضمن “مستويين”. الأول يتعلق بتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية، والثاني بضمانات تقدمها أوروبا والولايات المتحدة.

وقال روتّه في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي، إن أوكرانيا وحلفاءها “يعملون لضمان أن تكون هذه الضمانات الأمنية بمستوى يمنع بوتين من التفكير في مهاجمة أوكرانيا مجدداً”.

شاركها.