قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده “تعوّل على شجاعة حلفائها في الوقوف بوجه روسيا”، فيما نقلت “بلومبرغ” عن مصادر قولها إن الولايات المتحدة تستعد لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي لزيادة الضغط على موسكو في حال رفضها إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا، وسط تحذير الكرملين من تأثير ذلك على “التحسن في العلاقات مع واشنطن”.
وأضاف زيلينسكي، في تصريحات أوردتها وكالة “رويترز”: “يجب أن تُظهر قمة بروكسل أنه لا جدوى من استمرار روسيا في الحرب لأن أوكرانيا ستمتلك الوسائل المالية للدفاع عن نفسها.. أدعو الشركاء إلى الموافقة على القرارات السياسية والمالية لوقف موسكو”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تقول إن روسيا تريد إنهاء الحرب، بينما ترسل موسكو إشارات معاكسة والتي تُظهر بوضوح استعدادها للحرب في عام 2026″، مستدركاً: “روسيا ستقوض الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إن الرئيس الأوكراني سيحضر شخصياً اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي الذي سيعقد، الخميس، في بروكسل.
وكان تقرير لـ”بلومبرغ” قال إن الولايات المتحدة تدرس خيارات مثل استهداف سفن ما يسمى أسطول الظل الروسي المكون من ناقلات تستخدم لنقل نفط موسكو، والمتعاملين الذين يسهلون المعاملات.
وأضاف التقرير أن التدابير الجديدة ربما يعلن عنها هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، ناقش هذه الخطوة عندما التقى مجموعة من السفراء الأوروبيين في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
تحذير روسي من عقوبات أميركية محتملة
و حذر الكرملين، الأربعاء، من فرض عقوبات أميركية محتملة على روسيا، معتبراً أنه “يضر بالتحسن في العلاقات مع واشنطن”، لافتاً إلى أن موسكو “على دراية بأن واشنطن لديها مثل هذه الخطط” المتعلقة بالعقوبات، في حال عدم إبرام اتفاق للسلام في أوكرانيا.
وشدد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، على أن موقف روسيا من نشر أي قوات أوروبية في أوكرانيا “معروف على نطاق واسع”، مشيراً إلى أنها مسألة “يمكن مناقشتها”، خلال الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، والتي أشار إلى أنها لن تكون خلال الأسبوع الجاري.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: “موقفنا من الوحدات العسكرية الأجنبية على أراضي أوكرانيا معروف جيداً، وهو ثابت ومفهوم تماماً، وروسيا وعارضت مراراً فكرة نشر قوات، لكني أكرر، هذه مسألة تخضع للمناقشة”، حسبما أوردت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي”.
يأتي ذلك بالتزامن مع جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى “تسوية نهائية سريعة” للصراع الذي يقترب من دخول عامه الرابع، غير أن أوروبا، كما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، ترى أن “اتفاق سلام سيئ يترك كييف ضعيفة وعُرضة للخطر أسوأ، في المرحلة الراهنة، من عدم التوصل إلى أي اتفاق”، الأمر الذي يدفع باتجاه استمرار القضايا العالقة في الخطة الأميركية.
محادثات برلين
واستبعد بيسكوف زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو هذا الأسبوع، مضيفاً أن موسكو تتوقع من الجانب الأميركي تقديم معلومات بشأن نتائج المحادثات المتعلقة بالتسوية في أوكرانيا “حالما تكون جاهزة”.
وأوضح أن ويتكوف، بصفته عضواً في فريق الرئيس الأميركي “يتبنى نهج (الرئيس دونالد) ترمب، لا نهج موسكو في عملية السلام الأوكرانية”، مضيفاً أنه “مع كل اتصال جديد مع موسكو، يحصل ويتكوف على فرصة لفهم موقف روسيا أكثر”.
ومضى قائلاً: “سيتضح مدى رغبة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي في السلام بعد استلام الوثائق التي تتضمن مقترحات من بروكسل وكييف”.
وقدمت الولايات المتحدة التزاماً بدعم الضمانات الأمنية الأوروبية لأوكرانيا، ومع ذلك فإن العقبة الأكبر أمام قبول أوكرانيا بمقترح السلام الأميركي، تظل “مسألة التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا”، والتي لا تزال دون حل.
على الجانب الأخر، ترى روسيا، أن مشاركة الدول الأوروبية في مناقشة تسوية الحرب في أوكرانيا “لا تبشر بخير”، فيما لم تتلق موسكو بعد أي إشارات بشأن نتائج محادثات برلين.
مسودة جديدة لخطة إنهاء حرب أوكرانيا
وكشف مسؤولون تفاصيل مسودة جديدة لخطة إنهاء حرب أوكرانيا، والتي أسفرت عنها محادثات برلين، هذا الأسبوع، بين وفود من واشنطن وكييف وعدد من المسؤولين الأوروبيين.
وقال المسؤولون، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن المسودة الجديدة سيتم عرضها على موسكو، مشيرين إلى أن الخطة “الأميركية الأوروبية”، تقضي بردع أي هجمات روسية مستقبلية على أوكرانيا، عبر بناء جيش أكثر قوة، ونشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وتوسيع نطاق عمل الاستخبارات الأميركية.
أبرز بنود مسودة أوروبية أميركية جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا
- بناء جيش أوكراني قوي قادر على ردع أي هجمات روسية مستقبلية.
- نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.
- توسيع نطاق عمل الاستخبارات الأميركية في أوكرانيا.
