أوكرانيا تطلب أنظمة دفاعية جديدة بعد صاروخ روسيا الفرط صوتي
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن بلاده طلبت شركائها بتزويدها أنظمة دفاعية جديدة، من أجل مواجهة ما سماه “المخاطر الجديدة”، وذلك في أعقاب إطلاق روسيا صواريخ فرط صوتية من طراز “أوريشنيك” قادرة على حمل رؤوس نووية على أوكرانيا الخميس.
ودعا زيلينسكي في كلمة مسجلة على منصة “فيسبوك”، العالم إلى إظهار رد “فعل جدي” على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باختبار نوع جديد من الصواريخ الباليستية على منشأة عسكرية أوكرانية.
وأضاف الرئيس الأوكراني، أن “العالم يحتاج لإظهار رد فعل جدي حتى يخشى بوتين من توسيع الحرب، ويشعر بالعواقب الحقيقية لأفعاله”، معتبراً أن اختبار أسلحة جديدة على أرض دولة أخرى “جريمة دولية”.
وذكر أن وزارة الدفاع الأوكرانية عقدت عدة اجتماعات من شركائها من أجل تزويد كييف بأنظمة دفاعية جوية جديدة، مشيراً إلى أن الهدف “حماية الأرواح من المخاطر الجديدة”.
“تهديدات جديدة”
وجاءت كلمة زيلينسكي بالتزامن مع إعلان بوتين أن روسيا ستواصل إجراء اختبارات قتالية لمنظومة “أوريشنيك”، معتبراً أن تطوير مثل هذه الأنظمة “أمر حيوي”، وأن بلاده “تواجه تهديدات جديدة”.
وقال بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري ومطوري الصواريخ في الكرملين، إن “النتائج التي تم تحقيقها وسرعة تطوير (أوريشنيك) أمر نفخر به”، لافتاً إلى أن هذه الصواريخ “ليست تحديثاً للأنظمة السوفيتية القديمة، بل تطوير جديد وحديث”.
وذكر أن “لدى روسيا مخزون وإمدادات من الأنظمة الجاهزة للاستخدام مثل (أوريشنيك)”، لافتاً إلى “نجاح” اختبارات الصاروخ.
وأضاف: “لقد كان إطلاق الصاروخ الجديد، الخميس، ناجحاً، وسنواصل تضمينه في الظروف القتالية”، مشيراً إلى أن “العدو سيكون غير قادر على اعتراض الصاروخ الذي لا يملك أحد مثله”.
وكانت روسيا أعلنت، الخميس، أنها ردت على استخدام كييف لصواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى على منشأة “يوجماش” العسكرية الأوكرانية في مدينة دنيبرو.
ولفت بوتين، إلى أن “الضربة الروسية على يوجماش نُفذت بصاروخ باليستي فرط صوتي لا يحتوي على أسلحة نووية”، مضيفاً: “يعد استخدام (أوريشنيك) رداً على خطط الولايات المتحدة لإنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى”.
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لـ”حل القضايا الخلافية بالطرق السلمية، لكنها مستعدة لأي تطور للأحداث؛ وستكون هناك دائماً إجابة”، مشدداً على أهمية ضمان أمن روسيا.
“قدرة الصاروخ على ضرب أي هدف في أوروبا”
من جهته، أكد قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية سيرجي كاراكايف خلال اجتماعه مع بوتين، على “قدرة صاروخ (أوريشنيك) على ضرب أهداف في جميع أنحاء أوروبا”، مقترحاً “دخول منظومة الصواريخ (أوريشنيك) للخدمة”.
وكانت روسيا قالت، إن أوكرانيا أطلقت 6 صواريخ “أتاكمز” أميركية الصنع باتجاه منطقة بريانسك غرب البلاد. في المقابل، قال زيلينسكي، الخميس، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا بنوع جديد من الصواريخ الباليستية يمثل “تصعيداً واضحاً وخطيراً” في الحرب، داعياً إلى إدانة عالمية قوية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أميركي قوله، إن “روسيا أخطرت واشنطن قبل وقت قصير من تنفيذ الضربة”، في حين ذكر مسؤول آخر، أن “الولايات المتحدة أخطرت كييف وحلفائها بالاستعداد لمثل هذا السلاح”.
وأشارت كييف في بادئ الأمر، إلى أن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وهو سلاح مصمم لتوجيه ضربات نووية بعيدة المدى، ولم يستخدم من قبل في الحرب، لكن مسؤولان أميركياً وآخر في حلف شمال الأطلسي “الناتو” قدما نفس الوصف الذي قدمه بوتين للسلاح، وهو أنه صاروخ باليستي متوسط المدى بمجال يتراوح بين 3 آلاف إلى 5 آلاف و500 كيلومتر.
وزاد التوتر في الأيام القليلة الماضية. فقد أطلقت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا هذا الأسبوع على الرغم من تحذيرات موسكو بأنها ستعتبر مثل هذا الإجراء تصعيداً كبيراً.