أعلنت أوكرانيا، السبت، قصف مصفاة ريازان الروسية في تصعيد من جانب كييف لاستهداف البنية التحتية للنفط الروسي، فيما قالت موسكو إن قواتها تقدمت على الأرض، واستولت على بلدة يابلوكوفو في مقاطعة زابوروجيا.
ونقلت وكالة “رويترز” أنه تم رصد انفجارات متعددة وحريقاً كبيراً في موقع تابع لمصفاة ريازان التي تبعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة موسكو، بينما لم يقدم الجيش الأوكراني، في بيانه المنشور على فيسبوك، مزيداً من التفاصيل حول القصف.
وتواصل أوكرانيا شن ضربات بطائرات مُسيرة على مصافي النفط الروسية بشكل منتظم، في محاولة لإضعاف قدرة موسكو على تمويل الغزو الذي بدأته في فبراير 2022.
وبعد مرور ما يقرب من أربع سنوات من بدء الحرب، تواصل القوات الروسية التقدم تدريجياً، وباتت تسيطر على 19% تقريباً من أراضي أوكرانيا، وهي مناطق تعتبرها موسكو الآن جزءاً من أراضيها، على الرغم من أن أوكرانيا وقوى أوروبية غربية تؤكد أنها لن تقبل بذلك رسمياً أبداً.
محطة زابوريجيا مستقرة
وفي السياق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ممثل محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا قوله إن الوضع في المحطة مستقر، رغم إغلاق أحد خطوط الكهرباء الخارجية.
وكانت المحطة أعلنت، الجمعة، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أُبلغت بانقطاع خط “دنيبروفسكايا” الرئيسي من قبل أوكرانيا، وهو الخط الذي يزود محطة زابوروجيا بالطاقة.
وفي وقت سابق، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بأن الوكالة توصلت لاتفاق وقف إطلاق نار محلي في محطة زابوروجيا للطاقة النووية، ما سيسمح بإجراء الإصلاحات.
تعلّيق صادرات النفط مؤقتاً
وقالت مصادر، الجمعة، إن ميناء نوفوروسيسك الروسي المطل على البحر الأسود علّق صادرات النفط مؤقتاً، أي ما يعادل 2.2 مليون برميل يومياً أو 2% من الإمدادات العالمية، بعد هجوم أوكراني بصواريخ وطائرات مسيرة.
في المقابل، كشف مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية شنّت هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ على كييف، واستهدفت منشآت طاقة.
ويعد ذلك واحداً من أكبر الهجمات على البنية التحتية الروسية المصدرة للنفط في الأشهر القليلة الماضية، ويأتي في أعقاب تكثيف الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية منذ أغسطس، في إطار محاولة كييف إضعاف قدرة موسكو على تمويل حربها.
وارتفعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 2% بعد الهجوم، على خلفية المخاوف من تراجع الإمدادات.
وعطلت الضربات بالمُسيرات الجوية والبحرية الأوكرانية بعيدة المدى البنية التحتية النفطية الروسية مراراً هذا العام، مع استهدافها موانئ في البلطيق والبحر الأسود ونظام خطوط الأنابيب الرئيسية وعدداً من مصافي النفط.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها أطلقت صواريخ كروز من طراز نبتون، واستخدمت أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيرة في الهجوم على نوفوروسيسك “في إطار الجهود الرامية إلى الحد من قدرات المعتدي الروسي العسكرية والاقتصادية”.
وذكرت أوكرانيا أنها أصابت في هجوم آخر مصفاة نفط في منطقة ساراتوف الروسية، ومنشأة لتخزين الوقود في إنجلز القريبة.
وقالت المصادر إن شركة ترانسنفت الروسية المحتكرة لخط أنابيب النفط الروسي اضطرت أيضاً إلى تعليق الإمدادات إلى ميناء نوفوروسيسك، فيما أحجمت الشركة عن التعليق، فيما قال مسؤولون روس إن الهجوم ألحق أضراراً بسفينة ومبان سكنية ومستودع نفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.
وأضاف مسؤولون روس أن الهجوم تسبب أيضاً في إصابة ثلاثة من أفراد طاقم السفينة.
فساد مالي
وكشفت تحقيقات في أوكرانيا عن شبكة فساد واسعة تضم مسؤولين كبار في كييف، وتم توجيه اتهام أيضاً، الثلاثاء، إلى تيمور مينديتش، الشريك المالك لشركة الإنتاج التلفزيوني التي أسهمت في تحويل فولوديمير زيلينسكي إلى شخصية مشهورة قبل ترشحه للرئاسة، بتورط مزعوم في قيادة مخطط اختلاس قيمته 100 مليون دولار، وفق “بلومبرغ”.
وأدى التحقيق إلى إقالة وزيرين في الحكومة. ويشمل المخطط تلقي رشاوى من متعاقدين يشاركون في بناء تحصينات لحماية منشآت الطاقة النووية الأوكرانية من الضربات الجوية الروسية.
وطلب زيلينسكي من الحكومة، الأربعاء، فرض عقوبات على شريكه السابق مينديتش ورجل الأعمال أولكسندر تسوكيرمان، اللذين يُزعم ضلوعهما في المخطط.
ولكن مينديتش غادر أوكرانيا إلى إسرائيل، قبل ساعات من صدور إعلان وكالات مكافحة الفساد عن التحقيق، وفق “بوليتيكو”.
وتعتبر هذه الأزمة المتصاعدة اختباراً كبيراً لزيلينسكي، بعدما حاول في وقت سابق من هذا العام الحد من استقلالية وكالتي مكافحة الفساد في البلاد. وأثار حينها احتجاجات واسعة، والتي أجبرته على التراجع تحت ضغط انتقادات حلفاء دوليين، من بينهم الاتحاد الأوروبي.
