نفى الجيش الأوكراني، الأحد، دخول قوات روسية برية لأول مرة إلى منطقة دنيبروبتروفسك، واصفة هذا الأمر بـ”الدعاية المضللة”، وذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من فوج الدبابات الـ90 عبرت الحدود الإدارية الغربية لمقاطعة دونيتسك إلى المنطقة المجاورة، وهو ما يمثل تطوراً رمزياً في الهجوم المستمر منذ سنوات، حسبما ذكرت “بلومبرغ”.

وردت قوات الدفاع الأوكرانية في الجنوب، بأن الوضع لا يزال تحت السيطرة، وأن قواتها تتمسك بمواقعها على الجبهة، مؤكدة أن المعارك لا تزال تدور داخل حدود دونيتسك.

وتكمن أهمية هذه المزاعم، في أن توغل القوات الروسية المحتمل سيكون في واحدة من أكثر المناطق الأوكرانية اكتظاظاً بالسكان، وتُعد مركزاً لوجستياً مهماً للجيش الأوكراني.

ورغم أن التقدم الروسي نحو حدود دنيبروبتروفسك قد يحمل دلالات رمزية، إلا أن قوات الكرملين لا تزال تبعد أكثر من 140 كيلومتراً عن مدينة دنيبرو، عاصمة المنطقة التي تحصنها تضاريس طبيعية كبُحيرة نهر دنيبرو.

وتُعد دنيبرو رابع أكبر مدينة أوكرانية بعد كييف وخاركيف وأوديسا، وبلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو مليون نسمة.

أما منطقة دنيبروبتروفسك فقد كانت ثاني أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان بعد دونيتسك، وثاني أكبر منطقة من حيث المساحة بعد أوديسا، وتضم صناعات استراتيجية منها الصلب والفحم وبناء الآلات، وتتميز بالتطور الصناعي.

وقبل أيام قليلة، كانت هناك تقديرات تشير إلى أن القوات الروسية على بعد حوالي كيلومترين من الحدود الإدارية للمنطقة.

ويأتي هذا التقدم في وقت حققت فيه روسيا مكاسب طفيفة في أقصى شمال شرق أوكرانيا، مما ينقل الحرب إلى أراضٍ لم تُعلن موسكو رسمياً عن نيتها ضمها.

مطالب بوتين 

ولا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متمسكاً بأهدافه القصوى في أوكرانيا، في ظل مقاومته لمحاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب دفعه إلى طاولة المفاوضات.

ويواصل بوتين المطالبة بتنازل كييف عن مناطق دونيتسك، ولوهانسك، وزابوريجيا، وخيرسون، التي ضمتها روسيا عام 2022، رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وشهدت الحرب البرية الروسية، التي كانت تتقدم ببطء، تسارعاً نسبياً في الآونة الأخيرة، إذ تقترب وحدات من القوات الروسية من العاصمة الإقليمية سومي شمال شرق أوكرانيا، إذ كانت بعض أجزاء منطقة سومي قد احتُلت خلال الغزو الروسي واسع النطاق عام 2022، ثم تمكنت أوكرانيا من استعادة السيطرة عليها في هجوم مضاد.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن التركيز الروسي المتجدد على منطقة سومي “لم يكن مفاجئاً للجيش الأوكراني، الذي يبذل قصارى جهده لصد الهجوم”، فيما أكد حاكم المنطقة، الأحد، أنه لا توجد حاجة لإجلاء السكان، وفقاً لما نقلته الإذاعة العامة الأوكرانية “سوسبيلني”.

توتر بشأن تبادل الأسرى 

من جهة أخرى، تواصل التوتر بين أوكرانيا وروسيا، بشأن تفاصيل صفقة تبادل أسرى كبيرة تم الاتفاق عليها خلال المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في تركيا، ومن المتوقع تنفيذها خلال الأيام المقبلة.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه إذا لم تلتزم موسكو بالاتفاقيات حتى في المسائل الإنسانية، فإن ذلك يثير شكوكاً في جدوى الجهود الدولية لحل الصراع، بما في ذلك جهود الولايات المتحدة في المحادثات والمسائل الدبلوماسية.

وتأتي تصريحات الرئيس الأوكراني بعد يوم من اتهام مسؤولين روس أوكرانيا بتأجيل أحدث عملية تبادل أسرى إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أن مسؤول أوكراني قد نفى هذه المزاعم الروسية.

وقال زيلينسكي في كلمته المصورة إن “أوكرانيا لم تتلق بعد القائمة الكاملة للأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات في تركيا”.

وأضاف: “كما هو الحال دائماً حتى في هذه الأمور، يحاول الجانب الروسي ممارسة نوع من الأساليب السياسية والإعلامية القذرة”.

وتابع: “المهم هو التوصل إلى نتيجة، وضمان عودة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم، وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك”.

وشدد زيلينسكي في تحذيره للأوكرانيين على ضرورة الانتباه من الغارات الجوية، قائلاً: “في الأيام المقبلة، يجب أن ننتبه لتحذيرات الغارات الجوية، اعتنوا بأنفسكم، اعتنوا بأوكرانيا”.

شاركها.