في واقعة هزّت منطقة التجمع الأول، أحالت نيابة القاهرة الجديدة الكلية طبيبًا يبلغ من العمر 36 عامًا، مقيمًا بالتجمع الأول، إلى محكمة جنايات القاهرة، بتهمة الاعتداء عمدًا على عامل نظافة ما أسفر عن وفاته، دون أن يكون قصد المتهم إزهاق روحه.
بداية الخلاف
كشفت التحقيقات أن الواقعة تعود إلى مشادة نشبت بين الطبيب المتهم والمجني عليه جودة صالح سالم، بعدما طالبه الأخير بمستحقاته المالية نظير جمع القمامة من محيط العقار الذي يقيم فيه المتهم، ومع إلحاح العامل في طلب أجره، ثار الطبيب وقرر العودة للاعتداء عليه، فاستوقفه وافتعل معه مشادة كلامية تطورت سريعًا إلى مشاجرة انتهت بتعدي الطبيب على العامل باليد والقدم في مواضع متفرقة من جسده.
شهادة الشهود
روى الشاهد الأول أشرف عبد النعيم عبد الباقي، 51 سنة، سائق، أنه هرع إلى مكان الواقعة بعد سماع أصوات الشجار، فشاهد الطبيب يوالى ضرب العامل بيديه وقدميه وسبابٍ متواصل، بينما كان الأخير يستغيث دون جدوى حتى سقط أرضًا فاقدًا لقواه، في حين لاذ المتهم بالفرار، وأكد أن مقطع الفيديو الملتقط بكاميرات المراقبة يوثق المشهد كما وقع.
كما شهد عبد العليم صالح سالم، 48 سنة، غفير، أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا يخبره باعتداء الطبيب على شقيقه المجني عليه، فتوجه مسرعًا ليجده ساقطًا على الأرض، فسارع بنقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأضاف الشاهد الثالث صالح جودة صالح، 19 سنة، مساعد ميكانيكي، أن عمه أخبره بحدوث خلاف بين المتهم والمجني عليه بسبب الأجرة، تطور إلى اعتداء الطبيب عليه بالضرب، وهو ما تسبب في وفاته.
تحريات المباحث
أكدت تحريات الرائد عبد الرحمن مشهور، الضابط بمباحث قسم شرطة التجمع الأول، صحة ما جاء بأقوال الشهود، مشيرة إلى أن الواقعة بدأت بمشادة حول مستحقات مالية نظير جمع القمامة، أعقبها تعدي الطبيب على المجني عليه بالضرب في أنحاء جسده، مما تسبب في انفعال نفسي حاد تجاوزه جسد الضحية، وأفضى إلى وفاته.
اعترافات المتهم
وفي تحقيقات النيابة العامة، أقر المتهم باعتدائه على المجني عليه، مبررًا فعلته بما وصفه بـ “الإلحاح المستمر” من العامل في طلب مستحقاته، وقال إنه ثار غضبًا وعاد إليه لزجره، ليدخل معه في مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، قام خلالها بضربه بيديه وقدميه، وأكد أن العامل سقط أثناء محاولته إجراء مكالمة هاتفية للاستغاثة.
تقرير الطب الشرعي
جاء تقرير الصفة التشريحية الصادر عن مصلحة الطب الشرعي ليكشف تفاصيل دقيقة؛ إذ تبين أن المجني عليه كان يعاني من مرض قلبي مزمن، متمثل في ضيق بالشرايين التاجية وجلطة بالقلب، إلا أن حالة الانفعال النفسي الحاد المصاحبة لواقعة الاعتداء البدني والإهانة أدت إلى فشل فسيولوجي مفاجئ فاق قدرة قلبه على التحمل، ما أسفر عن حدوث أزمة قلبية حادة انتهت بوفاته، وأكد التقرير أن رابطة السببية بين الاعتداء ووفاة المجني عليه قائمة، ولا يوجد عامل خارجي آخر يفسر الوفاة.
مقاطع الفيديو
بموازاة ذلك، عاينت النيابة العامة المقاطع المرئية التي التقطتها كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، والتي أظهرت المتهم وهو يوالى الاعتداء على المجني عليه باليد والقدم في أنحاء متفرقة من جسده، بينما كان الأخير يحاول الاستغاثة عبر مكالمة هاتفية، إلى أن سقط أرضًا صريعًا.
إحالة للجنايات
وبعد استكمال التحقيقات وسماع أقوال الشهود ومطابقة الأدلة الفنية مع اعترافات المتهم، أمرت النيابة العامة بإحالته إلى محكمة جنايات القاهرة، موجهة إليه تهمة “الضرب المفضي إلى موت”، مع سبق الإصرار، بعد أن عقد العزم وبيت النية على الاعتداء على المجني عليه.