أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، الجمعة، وصول عدد الفلسطينيين إلى 15 مليون نسمة، حتى منتصف العام الجاري، يعيش أكثر من نصفهم تقريباً خارج الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة، تسببت في انخفاض بنسبة نحو 10% لسكان القطاع.
وقدر الجهاز، حسبما أورد في بيان عشية اليوم العالمي للسكان الذي يوافق 11 يوليو، عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بنحو 5.5 مليون نسمة، بينهم 2.8 مليون من الذكور، و2.7 مليون من الإناث، إضافة إلى نحو 1.9 مليون يقيمون في أراضي عام 1948 (إسرائيل).
وبحسب تقديرات الجهاز، فإن أعداد الفلسطينيين في الشتات (خارج الأراضي الفلسطينية)، تصل إلى نحو 7.8 مليون فلسطيني، منهم 6.5 مليون فلسطيني يعيشون في دول العربية.
سجل الجهاز، انخفاضاً في عدد سكان قطاع غزة، إلى مليونين و129 ألفاً و724 نسمة؛ بانخفاض نسبته 6% مقارنة بالتقديرات التي كانت متوقعة منتصف عام 2024، كما تراجع العدد إلى مليونين و114 ألفاً و301 نسمة، بانخفاض نسبته 10% مقارنة بتقديرات منتصف العام الجاري، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الغارات المتواصلة على قطاع غزة والحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، أودت بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني يشكلون نحو 2.4% من إجمالي سكان القطاع، كما تسببت في أزمة جوع ونزوح داخلي لجميع سكان غزة تقريباً، البالغ عددهم نحو 2.2 مليون.
الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، أكد أن اليوم العالمي للسكان يأتي هذا العام تحت شعار “8 مليارات نسمة وإمكانات لا متناهية: قضية الحقوق والواجبات”، ويدعو إلى تمكين الإنسان وضمان حقوقه الصحية والإنجابية وتكافؤ الفرص، إلا أن الواقع في قطاع غزة يعكس نقيض هذه القيم؛ حيث تُنتهك الحقوق الأساسية بشكل ممنهج، بما في ذلك الحق في الحياة، والصحة، والسكن، والتعليم، والكرامة الإنسانية، وتشهد فلسطين، خاصة قطاع غزة، من كارثة إنسانية وديموغرافية غير مسبوقة، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين”.
وتابع: “نتيجة للعدوان الإسرائيلي، ووفقاً للمعطيات الأخيرة، سجل قطاع غزة انخفاضاً غير مسبوق في عدد السكان، بفعل تزايد أعداد الضحايا والمفقودين، ومغادرة الآلاف خارج القطاع، إلى جانب تراجع معدلات المواليد”.
استهداف الأطفال والشباب
جهاز الإحصاء الفلسطيني، توقع أن يطرأ تغير جذري في التركيب العمري والنوعي للسكان في قطاع غزة، نتيجة الاستهداف المتعمد من قبل الجيش الإسرائيلي للفئات العمرية الشابة، لا سيما الأطفال والشباب، كما توقع أن يؤدي فقدان نسبة كبيرة من النساء والرجال في سن الإنجاب، إلى تراجع مستقبلي في معدلات المواليد.
وأوضح أن “هذا الاستهداف يهدد بتشويه شكل الهرم السكاني، خاصة في قاعدته التي تمثل أساس النمو الطبيعي لأي مجتمع”.
واعتبر، أن اليوم العالمي للسكان، يمثل فرصة لتسليط الضوء على المأساة السكانية في فلسطين، والدعوة إلى تدخلات دولية عاجلة لوقف الانتهاكات، وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم الأساسية، خاصة في قطاع غزة الذي أصبح إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية، وتضرراً من الأزمات المتداخلة.
واستعرض الجهاز، الواقع السكاني للفلسطينيين، بقوله: “المجتمع الفلسطيني يتميز بتركيبة سكانية شابة بشكل واضح، إذ يشكل الأفراد تحت سن 30 عاماً نسبة 65% من إجمالي السكان في فلسطين”.
وأضاف: “تُظهر البيانات تفاوتاً بين المناطق، حيث تبلغ هذه النسبة 63% في الضفة الغربية، وترتفع إلى 68% في قطاع غزة”.
وأشار الجهاز، إلى واقع البطالة في الأراضي الفلسطينية التي ارتفعت بشكل ملحوظ، لتصل إلى نحو 31% في الضفة الغربية، العام الماضي، مقارنة بنحو 18% عام 2023″.