إدارة العمليات السورية: الحل العسكري آخر الخيارات مع “قسد”
قال أحمد الدالاتي القيادي بإدارة العمليات العسكرية في سوريا إن الإدارة الجديدة تُفضل التوصل إلى تسويات سلمية لحل الخلافات مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الأكراد، مشيراً في مقابلة مع “الشرق”، إلى أن الحل العسكري سيكون “آخر الخيارات المطروحة في هذه القضية”.
وبشأن عملية تشكيل الجيش السوري الجديد ووزارة الدفاع، قال الدالاتي إن هذا المسار هو “الضامن الوحيد لبقاء السلاح في مكانه الصحيح وللحفاظ على أمن سوريا من التهديدات الداخلية والخارجية”.
واعتبر أن “أي طرح يتحدث عن دخول الفصائل كأجسام عسكرية مستقلة إلى الجيش السوري غير مقبول من أي طرف”.
موقف كردي مغاير
وفي مقابلة خاصة مع “الشرق”، بثت الأربعاء، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إنه منفتح على ربط قواته بوزارة الدفاع السورية التي لا تزال قيد التأسيس، لكنه أشار إلى أن “قسد” ستبقى كتلة عسكرية مستقلة، مضيفاً أن “الاندماج لن يكون على مستوى الأفراد”.
ويتعارض موقف “قسد” مع الطرح الذي تُقدمه الإدارة السورية الجديدة بشأن حل كل الفصائل وتسليم سلاحها، وقال الدالاتي في هذا الخصوص “لقد كان هدفنا إسقاط نظام الأسد وتحرير سوريا، وتجنبنا الصدام مع قسد لاعتبارات عديدة، ولذلك عليها أن تسأل نفسها اليوم: ما هي الشرعية التي تريد من خلالها الاحتفاظ بالسلاح بشكل مستقل؟ هل هي مثلاً مشروع سياسي منافس للإدارة السورية الجديدة؟”
ورداً على سؤال بشأن خيارات الإدارة السورية الجديدة للتعامل مع ملف “قسد”، قال الدالاتي: “خيارنا الحوار والمفاوضات والإقناع، وحريصون على ألا تتكرر مأساة الحرب، وسنسلك كل السبل السلمية للوصول إلى صيغة تحافظ على مصالح سوريا العليا، وتضمن هواجس كل المكونات، لكن إذا أصرت على موقفها وخرجت عن الإجماع وعارضت المصالح العليا لسوريا ووضعت نفسها في موقع يهدد أمن البلاد، سيكون أمامنا خيار لا نريده. في النهاية لن نسمح بوجود سلاح خارج الدولة، وسنعالج الأمر بالطرق القانونية، ومن سيقاوم هذا بالسلاح سيكون الخيار العسكري مطروح رغم أننا لا نتمناه”.
وأضاف: “يجب الفصل بين قسد والأكراد، لأن الأكراد جزء أصيل من الشعب السوري وتعرضوا للظلم من النظام البائد كما تعرض كل السوريين، واليوم سقط النظام. وحتى بالنسبة لداعش، ليس فقط قسد من حاربتها، فقد حاربتها الفصائل السورية في مناطق عديدة طيلة سنوات الثورة، والإدارة الجديدة موقفها واضح من التنظيم، ومواجهته هي مسؤولية الدولة”.
وقال أحمد الدالاتي وهو أيضاً نائب القائد العام لحركة “أحرار الشام”، إن المشكلة مع قسد أنها “تطرح مشروعاً سياسياً مرتبطاً بأجندة خارجية”، وتابع: “عليها أن تجيب بوضوح: هل هي تعمل بأجندة خارجية لها علاقة بكيان يُمثل الأكراد وبالتالي يهدد الأمن القومي لسوريا والدول. هذا مرفوض لكل السوريين. وحدة سوريا مطلب للجميع، وهو الضامن الوحيد لاستعادة مكانة سوريا”.
فصائل جنوب سوريا
كما تحدث الدالاتي عن ملف الجنوب، وقال إنه جرت لقاءات مع فصائل في درعا، مشيراً إلى أنها أبدت استعدادها للانخراط في وزارة الدفاع السورية حيث “لا يوجد عوائق عملية. وهذا ينطبق على فصائل السويداء أيضاً”.
وفي سياق متصل، أكد القائد في إدارة العمليات العسكرية أن “الجيش السوري الجديد سيكون تطوعياً وليس إلزامياً، وهو متاح لكل مكونات المجتمع السوري باعتبارهم شركاء أصيلين وتقع على عاتقهم أيضاً مسؤولية الدفاع عن الوطن”.
وقال: “لن تكون عقيدة الجيش السوري الجديد على أساس انتماءات طائفية”.