أفادت شبكة CNN الأميركية، الجمعة، بأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض أبلغوا أعضاء في مجلس نواب الأميركي بأنهم يركزون حالياً على استئناف المفاوضات مع إيران، فيما تحدث نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن “غياب استراتيجية واضحة لتنفيذ هذه الرؤية”.

وقدمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إحاطة سرية للكونجرس بشأن الضربات الأميركية على 3 منشآت نووية في إيران، والتي نفذت نهاية الأسبوع الماضي.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون للصحافيين، عقب الإحاطة، إن “من بين الأمور التي نوقشت صباح اليوم (الجمعة) هو أننا بحاجة الآن لأن تتواصل إيران معنا عبر محادثات مباشرة بنية صادقة، وليس من خلال أطراف ثالثة أو دول أخرى”.

وصلت هذه “الرسالة الدبلوماسية” من وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أبلغ النواب بأنه يرغب في عقد لقاء “مباشر” مع القيادة الإيرانية وليس عبر “طرف ثالث”، بحسب ما ذكره النائب الجمهوري البارز مايكل ماكول.

ويعد ماكول، وهو رئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، من بين الأعضاء الذين لا زالوا يشككون في نجاعة هذه الخطة.

وقال ماكول لشبكة CNN: “أنا واضح بشأن (المرشد الإيراني) علي خامنئي. أحب فكرة إعطاء السلام فرصة، ولنحاول”، مشدداً على أهمية “تجربة مسار المفاوضات”. وأضاف: “سنفعل ذلك لمدة شهر؟ ثم سيختفون”.

وتحدث عدد من النواب الأميركيين، عن ضبابية تحيط بخطوات ترمب القادمة تجاه المسار الدبلوماسي مع إيران.

وذكر النائب جيم هايمز، وهو زعيم الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بالكونجرس، أن إدارة ترمب “لم تشر إلى وجود أي مبادرات أو نقاشات جارية حالياً على الصعيد الدبلوماسي”.

وعززت تصريحات الرئيس الأميركي من حالة الغموض بشأن خطواته المقبلة تجاه طهران، إذ رفض في مؤتمر صحافي، الجمعة، استبعاد قصف إيران مجدداً في حال استمرت في تخصيب اليورانيوم.

ولاحقاً، انتقد ترمب تصريحات خامنئي بشأن “تحقيق إيران للانتصار” في حربها مع إسرائيل، معلناً وقف العمل على خطط لتخفيف العقوبات عن طهران.

تساؤلات وشكوك

وكما أثارت إحاطة سرية لمجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، الانقسام والشكوك، خرج عدد من النواب الديمقراطيين من جلسة مغلقة استمرت ساعة، لمناقشة كبار مسؤولي إدارة ترمب، بعدة تساؤلات بشأن قرار الضربة الأميركية ضد إيران، واستراتيجيتهم للأسابيع المقبلة، وكذلك السبب في عدم إخطار الكونجرس بهذه الخطوة.

ووصف زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز لـCNN، الإحاطة بأنها “غير مفيدة”، مشيراً إلى وجود “مجموعة كبيرة من الأسئلة التي لا تزال تنتظر إجابات”.

وتثير الضربات الأميركية على منشآت “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان” في إيران، توترات كبيرة داخل الكونجرس، حيث عبّر كثير من الديمقراطيين عن غضبهم لعدم تلقيهم إخطاراً رسمياً، كما طالب عدد منهم بإجراء مساءلة رسمية.

وفي المقابل، وصف 3 نواب آخرين حضروا جلسة الإحاطة، الأجواء بأنها “احترافية وتعاونية”، لافتين إلى عدم حدوث أي تصعيد من أي من أعضاء الحزبين.

وأعرب عضوان ديمقراطيان حضرا الجلسة، عن تفاجئهم ببدء رئيس مجلس النواب الإحاطة بخطاب اتسم بـ”الطابع الحزبي الحاد”، وهو أمر وصفاه بأنه “غير اعتيادي” في مثل هكذا إحاطات.

وأشار العضوان، إلى أن سبب عدم حدوث تصعيد هو قصر مدة الأسئلة المسموحة للنواب.

ومع نهاية الإحاطة، كان قرابة 12 نائباً معظمهم من الديمقراطيين، لا يزالون في الانتظار طرح أسئلتهم على مسؤولي إدارة ترمب، بحسب CNN.

وأشار عدد من النواب، إلى تلقيهم معلومات أوضح عن جانب مهم من هذه الضربة: وهو ما إذا كانت نية الولايات المتحدة تدمير المواد النووية في إيران.

وقال النائب الجمهوري جريج ميرفي، إن “الهدف من العملية كان القضاء على جوانب محددة من برنامجهم النووي. لقد تم القضاء عليها”، مضيفاً: “أما مسألة التخلص من المادة النووية فلم تكن جزءاً من المهمة”.

وبينما لفت ميرفي، إلى أن إدارة ترمب حققت أهدافها، قال ماكول، إن “معظم اليورانيوم لا يزال موجوداً في المنشآت، وأنه لم يكن ذلك هو هدف الضربات”.

وشدد ماكول، على أهمية أن تبدأ إيران مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، مضيفاً، أنه يجب “تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من حصر اليورانيوم المُخصب الموجودة هناك، ولا أعتقد أنها ستنقل خارج البلاد، بل أعتقد أنها موجودة في المنشآت”.

وأعرب النائب الديمقراطي بيل فوستر، وهو فيزيائي حاصل على شهادة الدكتوراه، عن خيبة أمله من أن “الإدارة لم تقل إن الهدف من العملية كان تأمين أو تدمير المواد النووية الإيرانية”.

وقال: “كنت محبطاً جداً، لأننا لم نحصل على معلومات عن حجم مخزون إيران النووي، وكم تحتاج من الوقت لصنع سلاح نووي”، منتقداً ما أسماه “التفاؤل المفرط” في تأثيرات الضربات الأميركية.

وزعم فوستر، أن إدارة ترمب “لا تعرف” مكان اليورانيوم عالي التخصيب.

كما أثار النائب الديمقراطي جيسون كرو، وهو جندي سابق في الجيش الأميركي، أسئلة حول “تناقض” المعلومات الخاصة بـ”قدرات إيران ونواياها” التي قدمت خلال الإحاطة، مقارنة بإخطارات سابقة للكونجرس في مايو الماضي.

وقال كرو، إن “ما عُرض على الكونجرس اليوم مختلف تماماً عما قيل سابقاً بشأن قدرات إيران ونيتها حتى قبل شهر”.

شاركها.