يستعد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي للاجتماع مع كبار مسؤولي الأمن القومي، الخميس، لتلقي إحاطة بشأن الضربات الأميركية على إيران، وسط تصاعد شكوك بعض المشرعين بتحقيق الرئيس دونالد ترمب أهدافه من ضرب 3 منشآت نووية.

ويأتي هذا الاجتماع “السري” الذي كان مقرراً، الثلاثاء الماضي قبل أن يتم تأجيله، بالتزامن مع توقع تصويت مجلس الشيوخ، هذا الأسبوع، على قرار يلزم الرئيس الأميركي بأخذ موافقة الكونجرس قبل الأمر بتوجيه ضربة عسكرية جديدة إلى إيران.

وقال الديمقراطيون، وبعض الجمهوريين، إن البيت الأبيض تجاوز صلاحياته عندما لم يشاور الكونجرس.

ويسعى أعضاء مجلس الشيوخ لمعرفة المزيد عن المعلومات الاستخباراتية التي اعتمد عليها ترمب عند إصدار أمر هذه الضربات.

التزام قانوني

واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، الثلاثاء، أنه من “المشين” أن يتم تأجيل جلسات الإحاطة بمجلسي الشيوخ والنواب بشأن الضربات الأميركية.

وقال: “لأعضاء مجلس الشيوخ الحق في الحصول على شفافية كاملة، وعلى الإدارة التزام قانوني بإحاطة الكونجرس بما يحدث”.

ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، تم تأجيل جلسة إحاطة بشأن الضربات الأميركية لأعضاء مجلس النواب إلى الجمعة.

ومن المتوقع أن يحضر جلسة، الخميس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA جون راتكليف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، فيما ستغيب مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد التي كان من المقرر أن تحضر إحاطة الثلاثاء.

ونشرت وسائل إعلام أميركية، الاثنين، تقييماً استخباراتياً أعدته وكالة استخبارات الدفاع، ذراع الاستخبارات الرئيسية لوزارة الدفاع “البنتاجون”، يشكك في نجاح الضربات الأميركية التي استهدفت 3 منشآت نووية، فجر الأحد، في تدمير برنامج إيران النووي بالكامل.

وأثار هذا التقييم حفيظة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي هاجم وسائل الإعلام التي نشرت هذا التقييم، مؤكداً على أن الضربات الأميركية “محت” المنشآت النووية الإيرانية.

وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث خلال مؤتمر صحافي في “البنتاجون”، الخميس، إنه “يمكنكم وصف الهجوم كما شئتم مدمراً ومُمحيا.. هذه كانت ضربة تاريخية ناجحة”.

وأضاف أن تسريب التقييم الاستخباراتي الأولي، الذي كان يقول إن الضرر كان محدوداً، يهدف إلى “تقويض الضربة”، لافتاً إلى أن التقرير تضمن أنه “لم يتم التنسيق بشأنه مع وكالات الاستخبارات، وأن هناك فجوات في المعلومات، وهناك افتراضات كثيرة، وأن هناك ضعفاً في الثقة بشأن المعلومات، ومع ذلك يشير إلى ضرر بالغ لمواقع إيران النووية”.

وأصدرت جابارد وراتكليف بيانين منفصلين، الأربعاء، أيدا فيها تصريحات ترمب بأن المنشآت النووية الإيرانية قد “دُمرت بالكامل”.

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية على حسابها بمنصة “إكس”: “إذا اختار الإيرانيون إعادة البناء، فسيتعين عليهم إعادة بناء جميع المنشآت الثلاث (نطنز، فوردو، وأصفهان) بالكامل، وهو ما سيستغرق سنوات على الأرجح”.

من جهته قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، إن “مصادر ومعلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد تعرض لأضرار جسيمة نتيجة الاستهدافات الأخيرة”.

وذكر راتكليف، أن المصادر التي تتمتع بـ”موثوقية ودقة عالية”، تفيد بأن “عدة منشآت نووية رئيسية في إيران قد دُمّرت، وسيتطلب إعادة بنائها سنوات”.

موافقة الكونجرس أولاً

ودافع معظم الجمهوريين عن ترمب، وأشادوا باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه بين إسرائيل وإيران. وشكك رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، في دستورية قانون صلاحيات الحرب، الذي يهدف إلى منح الكونجرس سلطة الموافقة على الأعمال العسكرية.

وقال الجمهوري جونسون للصحافيين، إن “الخلاصة هي أن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الرئيس، والجيش يتبع الرئيس، والشخص المفوض بالتصرف باسم الأمة هو الرئيس”.

لكن بعض الجمهوريين، بمن فيهم بعض أقرب مؤيدي ترمب، أبدوا عدم ارتياحهم من هذه الضربات، ومن احتمالية تورط الولايات المتحدة في نزاع طويل المدى بالشرق الأوسط.

ودعا العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ راند بول، رئيس مجلس النواب إلى “مراجعة الدستور”، وقال: “أعتقد أن هناك الكثير من الأدلة على أن آباءنا المؤسسين لم يريدوا للرؤساء خوض الحروب من جانب واحد”.

ولم يُفصح بول عما إذا كان سيؤيد مشروع قانون العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ تيم كاين، الذي يلزم الرئيس بأخذ موافقة الكونجرس قبل تنفيذ أي عمل عسكري محدد ضد إيران.

ويحتاج القرار إلى أغلبية بسيطة لتمريره، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية 53 مقابل 47 في مجلس الشيوخ الذي تكون من 100 عضو.

وقال كاين: “ستكون لدي أصوات جمهوريين مؤيدة، وبصيغة الجمع”، مضيفاً: “لكن لا أعرف ما إذا كان عدد الأصوات 2 أو 10”.

وسبق لكاين تقديم مشروع قانون مشابه عام 2020، سعى للحد من سلطة ترمب على شن عمليات عسكرية ضد إيران، وحصل على دعم 8 جمهوريين حينها.

وأضاف كاين في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس” قبل جلسة الإحاطة: “أعتقد أن لدي فرصة للحصول على أصوات أعضاء أيدوا ما قام به الرئيس ترمب في عطلة نهاية الأسبوع، لكنهم يقولون الآن: حسناً، لكن إذا كنا ذاهبين للحرب فعلاً، فلا ينبغي أن يتم الأمر إلا عبر الكونجرس”.

ورغم أن ترمب لم يسعَ للحصول على موافقة الكونجرس قبل الهجوم، إلا أنه أرسل، الاثنين الماضي، رسالة قصيرة لقادة الكونجرس لإخطارهم رسمياً بالضربات، التي نفذت صباح الأحد.

وذكر الرئيس الأميركي في الرسالة، أن الضربات تهدف “لتعزيز مصالح الولايات المتحدة الحيوية، وفي إطار الدفاع عن النفس، وكذلك دفاعاً عن حليفتنا إسرائيل، عبر القضاء على البرنامج النووي الإيراني”.

شاركها.