اخر الاخبار

إدارة ترمب تعقد مباحثات تجارية مع الصين هذا الأسبوع

يعتزم كبار المسؤولين التجاريين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاجتماع هذا الأسبوع مع نظرائهم الصينيين، لبحث سبل تهدئة الحرب التجارية “المتصاعدة والمدمرة” بينهما، ويُعول على نجاح هذه المحادثات في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي، حسبما ذكرت شبكة CNN، الأربعاء. 

وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الثلاثاء، إن المحادثات التجارية، التي تمثل أول لقاء مباشر بين المسؤولين الصينيين والأميركيين منذ بدء التصعيد المتبادل للرسوم الجمركية في مارس الماضي، من غير المرجح أن تسفر عن اتفاق تجاري. 

وبلغت الرسوم الجمركية مستويات مرتفعة للغاية، ما أدى إلى تراجع كبير في حجم التجارة بين البلدين، وأي مؤشرات على تهدئة في الحرب التجارية قد تُعد أنباءً إيجابية للشركات والمستهلكين في كلا البلدين، بل وفي أنحاء العالم كافة، وفق CNN. 

وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية لا تقل عن 145% على معظم الواردات الصينية، وردت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على بعض الواردات الأميركية. 

دفع الرسوم أم الانتظار؟

ووصلت تقريباً جميع السفن المعفاة من الرسوم الجمركية، وهي التي كانت في عرض البحر عند إعلان فرض الرسوم، إلى الموانئ، وتستعد الموانئ لاستقبال أولى السفن المحملة بالبضائع التي ستخضع للرسوم الجمركية. 

ويعني ذلك أن الشركات في الصين والولايات المتحدة ستواجه قريباً قراراً صعباً يتمثل في الاختيار بين دفع رسوم جمركية تضاعف تكلفة السلع المستوردة وأكثر، أو التوقف عن بيعها تماماً، وهذا يعني أن المستهلكين على بُعد أسابيع فقط من مواجهة ارتفاع في الأسعار ونقص في بعض السلع، على ما أوردته CNN. 

وألحقت الرسوم الجمركية العقابية ضرراً فعلياً بكلا الاقتصادين، فقد شهد الاقتصاد الأميركي انكماشاً في الربع الأول من العام، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بعدما سارعت الشركات إلى تخزين السلع تحسباً لرسوم “يوم التحرير” التي فرضها ترمب، والتي دخلت حيز التنفيذ في الربع الثاني.  

في المقابل، انكمش النشاط الصناعي في الصين خلال أبريل الماضي بأسرع وتيرة له منذ 16 شهراً، فيما يُتوقع أن تضخ الحكومة المزيد من الحوافز لدعم الاقتصاد. 

ورغم أن المواجهة التجارية بين الصين والولايات المتحدة تُعد الأشرس حتى الآن، فإن ترمب فرض أيضاً رسوماً جمركية مرتفعة على معظم دول العالم؛ شملت رسوماً عالمية بنسبة 10% على جميع السلع تقريباً، إضافة إلى رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع الغيار، فضلاً عن بعض السلع القادمة من المكسيك وكندا، لذلك، يراقب العالم هذه المحادثات بترقب. 

وتوقع خبراء اقتصاد في صندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنك الدولي أن تؤدي الحرب التجارية التي يخوضها ترمب إلى “آثار كارثية” على الاقتصاد العالمي، عبر تباطؤ كبير في النمو في بعض الدول، مع احتمال عودة التضخم. 

كما توقع الخبراء أن تكون الولايات المتحدة من بين أكثر الاقتصادات تضرراً، في ظل رد دول أخرى، مثل الصين، بفرض رسوم جمركية أعلى، كما حذر عدد من الاقتصاديين الأميركيين والبنوك الكبرى من احتمال دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي خلال العام الجاري. 

العلاقات الصينية الأميركية 

وأعلنت السلطات الأميركية، الثلاثاء، أن بيسنت وممثل التجارة الأميركي، جيميسون جرير، سيتوجهان إلى جنيف في سويسرا، حيث سيعقدان اللقاء مع المسؤولين الصينيين. 

وفي مقابلة مع شبكة Fox News، قال بيسنت إن المحادثات تمثل “خطوة أولى”، لكنه سعى إلى تقليل التوقعات بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق. 

وأضاف: “أعتقد أن الاجتماع سيدور حول وقف التصعيد، وليس التوصل إلى اتفاق تجاري كبير.. علينا وقف التصعيد لنتمكن من المُضي قدماً”. 

ورغم استمرار التوتر، فإن البلدين وجها خلال الأسابيع الماضية إشارات تفيد بأن المواجهة الراهنة لا يمكن أن تستمر. فقد أقر كل من بيسنت وترمب بأن مستوى الرسوم الجمركية بات مرتفعاً جداً. وفي مقابلة سابقة مع شبكة NBC، قال ترمب إنه سيخفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين “في وقت ما”. 

وكانت الصين قد تمسكت بموقف متشدد تجاه ترمب، ورفضت مراراً مزاعمه بأن هناك مفاوضات جارية بين الطرفين، وهو ما أكده بيسنت أيضاً تحت القسم خلال جلسة استماع في الكونجرس، الثلاثاء. إلا أن بكين غيرت لهجتها الأسبوع الماضي، وقالت إنها تدرس مقترحات أميركية لبدء المحادثات. 

ورغم أن الصين سعت إلى إظهار موقف قوي، فإن اقتصاد البلاد بدأ يتعرض لضغوط، وأعلن البنك المركزي الصيني، الأربعاء، عن خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي لدى البنوك بمقدار نصف نقطة مئوية، في محاولة لتعزيز السيولة وتحفيز النمو. 

وسجلت الأسواق الأميركية ارتفاعات بعد الأنباء عن المحادثات، وقفزت العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” بأكثر من 200 نقطة، أو ما يعادل 0.6%. كما ارتفعت عقود مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″ بنسبة 0.7%، و”ناسداك” بنسبة 0.8%. وسجلت الأسواق الآسيوية ارتفاعات طفيفة، الأربعاء. 

وبحسب شركة “فليكس بورت” المتخصصة في الشحن والخدمات اللوجستية، تراجع عدد السفن المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 60% في أبريل الماضي، وقدرت “جي بي مورجان” أن واردات الصين إلى الولايات المتحدة قد تتراجع بنسبة تصل إلى 80% بحلول النصف الثاني من العام. 

وكان من المتوقع أن يستقبل ميناء لوس أنجلوس نحو 80 سفينة خلال مايو الجاري، لكن 20% من هذه الرحلات أُلغيت بالفعل، بحسب ما صرح به المدير التنفيذي للميناء، جين سيروكا، لـCNN، الثلاثاء. كما أُلغيت 13 رحلة أخرى كانت مقررة في يونيو المقبل. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *