إدلب.. “تحرير الشام” تبرئ عسكريًا قتلته في سجونها
حكمت اللجنة القضائية التي شكلتها “هيئة تحرير الشام” في إدلب ببراءة عنصر ضمن صفوف “جيش الأحرار” من التهم المنسوبة إليه، ودفع دية “مغلظة” لورثته، بعد مقتله إثر التعذيب في سجون “الهيئة” ودفنه دون علم أهله.
وبحسب “صك اتفاق” نشره شرعيون وإعلاميون مقربون من “الهيئة” اليوم، السبت 20 من نيسان، فإن العنصر عبد القادر الحكيم (أبو عبيدة تل حديا) بريء مما نسب إليه.
ونص “الصك” على دفع “جهاز الأمن العام” التابع لـ”الهيئة” دية “مغلظة” لورثة عبد القادر، مقدّرة بوزن قدره 47600 كيلوغرام من الفضة (غرام الفضة يعادل 0.93 دولار)، وتقدر قيمتها بالدولار الأمريكي عند التسليم، وتوزع حسب قسمة الميراث الشرعية.
كما يتنازل ورثة “أبو عبيدة تل حديا” عن الدعوى المقدمة أمام اللجنة القضائية، وذلك بعد النظر في جميع البيانات والقرائن وانتفاء العمد، وعرض الصلح على الورثة، وفق “الصك”.
ما قصة “أبو عبيدة تل حديا”
في 24 من شباط الماضي، تأكد أهل العنصر عبد القادر الحكيم المعروف بـ”أبو عبيدة تل حديا” من مقتله وهو من فصيل “جيش الأحرار” في سجون “تحرير الشام”، إثر تعذيب تعرض له على خلفية ملف “العمالة”، إذ اعتُقل قبل نحو عام، ودفنته “الهيئة” قبل سبعة أشهر دون إخبار أهله.
قريب لـ”أبو عبيدة تل حديا” (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) قال ل، إن القتيل لم يعرف عنه سوى حضوره الدائم على جبهات القتال وله سمعة جيدة، ولم ينجر لقتال فصائلي أبدًا، وانضم إلى أول تشكيل عسكري في منطقته ضد قوات النظام، ويتميز بالأخلاق العالية ومحبوب من الناس.
كما أنه عاش يتيمًا، فقد وُلد بعد وفاة أبيه بأيام، وشقيقه الأكبر من ذوي الإعاقة، ثم رزق بثلاثة أولاد، منهم اثنان من ذوي الإعاقة.
وذكر قريبه أن معظم أبناء ريف حلب الجنوبي وخاصة من بلدة تل حديا الذين اعتقلتهم “تحرير الشام” تعرضوا لتعذيب شديد في السجون، وبدت آثار التعذيب بعد الإفراج عنهم، وكانت أوضاع بعضهم الصحية سيئة.
وبحسب مصادر، ينحدر “أبو عبيدة” من قرية البوابية في ريف حلب الجنوبي وهو من مواليد 1997، ولكنه عاش مع أمه عند أخواله في قرية تل حديا بريف حلب الجنوبي.
شارك الشاب بالمظاهرات والحراك الشعبي بقريته رغم صغر سنه، وفي 2015 انضم لـ”حركة أحرار الشام” مع “لواء الهجرة” وخاض معه عدة معارك، وفي 2017 عمل مع “جيش الأحرار”، وكان إداري سرية تل حديا ثم “أمير” مجموعة بالقوات الخاصة في “جيش الأحرار”.
حادثة مقتله حرّكت المظاهرات التي لم تتوقف، تبعها تعهد رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون، بزيارة السجون وإصدار عفو عام عن المعتقلين، وتشكيل “لجنة قضائية” تنظر في حقوق المفرج عنهم، وفق بيان نشره في 1 من آذار الماضي.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي