إدلب.. معلمون يحتجون على حرمانهم من “منحة العيد”

عبّر معلمون في إدلب عن احتجاجهم بسبب استثنائهم من المنحة المالية للعاملين في الدولة بمناسبة عيد الفطر.
المعلمون اعترضوا على عدم حصولهم على المنحة التي تُصرف لمرة واحدة، ومن قبلها منحة “النصر” (عقب سقوط نظام الأسد)، لأنهم يتبعون ماليًا لمنظمات تدفع رواتبهم.
وفي آذار الحالي، أضرب بعض المعلمين التابعين إداريًا لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب عن الدوام، وامتنعوا عن إعطاء الدروس ليوم واحد، مطالبين بالعدالة والمساواة مع زملائهم التابعين ماليًا للحكومة.
قرار المنحة صدر في 15 من آذار، ويقضي بصرف منحة لمرة واحدة بمناسبة عيد الفطر بقيمة راتب شهري كامل للعاملين في الدولة من المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية، دون أي ضرائب أو اقتطاعات.
تسجيل صوتي يزيد الغصب
عقب الإضراب، انتشر تسجيل صوتي يعود لموجه تربوي، دعا فيه لإرسال أسماء المدارس والمعلمين الذين شاركوا بالإضراب وعدم التستر عليهم، بحسب ما تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي.
التسجيل أثار استياء المعلمين، واعتبروه استهانة بمطالبهم، وأسلوبًا فيه نوع من التهديد والتلويح بالعقوبة.
عبد القادر محمد رضا غندورة، مدرس تابع لمجمع “أريحا” التربوي، حُرم كغيره من معلمي المنظمات من المنحتين، فالمنظمة تصرف الرواتب بالتساوي، وليس ضمن سلم رواتب معتمد تراعى فيه الخبرات والكفاءات، وراتب المنظمة يساوي راتب الحكومة، وهناك منظمات رواتبها أقل وشروط العمل فيها قاسية، وفق ما قاله ل.
وأضاف أن المعلم التابع ماليًا للمنظمة هو لم يختر المنظمة، وإنما وزارة التربية والتعليم هي التي وقعت العقود مع المنظمات، وألزمت المعلمين فيها، والمعلم لديه رقم ذاتي، ويتابعه مشرفو التربية بشكل دوري ومنتظم، وجميع القوانين تطبق على المعلم المتعاقد مع المنظمة، ولا توجد قوانين للمنظمات على المعلم سوى صرف الراتب.
واعتبر أن طريقة صرف المنحة غير مدروسة، و”مثيرة للفتنة بين المعلمين”، وخصوصًا في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها المدرس، مطالبًا بمحاسبة صاحب التسجيل الصوتي، الذي كانت لهجته قوية، وفيها علو المسؤول على المواطن، فـ”الثورة انطلقت للمطالبة بحرية التعبير عن الرأي”.
مدرس آخر يتبع لمجمع “معرة مصرين”، اعتبر أنه لا يوجد نظام داخلي للمعلم يضمن له حقوقه حتى اللحظة، معلقًا على رسالة التهديد الصوتية، بأنه ليس من حق أي موجه تربوي أن يهدد أو يتوعد بالعقوبة، وكأنه يعيش في عهد النظام السابق.
زينة معلمة تابعة لمجمع “إدلب” التربوي، كانت وجهة نظرها مختلفة، فرغم أن قرار المنحة غير منصف بحق معلمي المنظمات، فإن الطلاب، بحسب تعبيرها، لا ذنب لهم بالأمور الإدارية والمالية، ومن حقهم أن يتعلموا، آملة أن ينظر مسؤولو التربية بأمرهم ويعطوهم حقوقهم أسوة بباقي زملائهم.
وتواصلت مع مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، للحصول على معلومات توضح أسباب عدم شمل معلمي المحافظة بمنحة العيد، وتعليقها على التسجيل الصوتي وعلى اعتراضات ومطالب المعلمين، لكنها لم تتلقَّ أي رد.
وسبق هذا الإضراب وقفات احتجاجية، ومطالبات من قبل المعلمين التابعين للحكومة، بتحسين أوضاعهم وحل مشكلاتهم كتأخير صرف الرواتب ومستحقات المراقبة والتصحيح، وعدم وجود راتب خلال فترة العطلة الصيفية، ما يضطرهم للبحث عن عمل إضافي، وخاصة المعلمين الذكور فعليهم مسؤوليات أكثر.
ومع اقتراب عيد الفطر، تكثر الطلبات وتحتاج العائلة لمصاريف إضافية من شراء ملابس للأطفال، وبعض الحلويات، فكانت هذه المنحة باب أمل للكثيرين من المعلمين، الذين يعانون كغيرهم من ضيق الحال، وارتفاع الأسعار.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي