قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن حكومته تسعى إلى التوصل لاتفاق أمني مع سوريا يضمن مصلحة الطرفين، مؤكدًا أن إسرائيل “لا تملك أي أطماع إقليمية” داخل الأراضي السورية.

وأضاف ساعر، في مقابلة مع قناة “العربية الإنجليزية”، اليوم الأربعاء 17 من كانون الأول، أن “الاتفاق الأمني سيخدم مصلحة الطرفين”، وشدد على أن إسرائيل لا تريد “أن تُدار أو تُروَّج أنشطة إرهابية من الأراضي السورية”.

وأوضح الوزير الإسرائيلي أن بلاده “لم يكن لديها يومًا طموحات إقليمية في سوريا”، وقال إنه “لو وُجدت مثل هذه الطموحات لكان بالإمكان السيطرة على أراضٍ أوسع”.

وعن إيران، قال ساعر إن طهران “ليست مشكلة إسرائيلية فقط”، لافتًا إلى مشاركة الولايات المتحدة في ضرب مواقع نووية إيرانية خلال حرب استمرت 12 يومًا في حزيران الماضي. واتهم إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، واعتبرها تهديدًا للأمن الإقليمي.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم بعد تصريحات مناقضة لها في 10 من كانون الأول الحالي، قال خلالها ساعر إن المسافة بين إسرائيل والحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق أمني “اتسعت بشكل واضح” خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما رفعت دمشق “مطالب جديدة” أعاقت المحادثات الجارية.

وكانت تصريحات ساعر خلال مؤتمر نظمته صحيفة “جيروزاليم بوست” في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث أوضح أن “الفجوات بين الجانبين حول اتفاق أمني أكبر اليوم مما كانت عليه قبل أسابيع”، وأضاف “نحن نريد اتفاقًا، لكننا الآن أبعد عن تحقيقه مما كنا عليه مؤخرًا”.

الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل تعثر في أيلول الماضي بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز” حينها.

ماذا دار بين براك ونتنياهو؟

نقلت القناة “12” الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين، اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي توماس باراك عزمه تعيين ممثل جديد لقيادة المفاوضات مع سوريا، بدلًا من الوزير السابق رون ديرمر، الذي كان يقود هذا الملف قبل استقالته في 11 من تشرين الثاني الماضي.

وخلال لقاء جمع نتنياهو وباراك في 15 من كانون الأول الحالي، طلب المبعوث الأمريكي معرفة الجهة التي ستتولى قيادة المفاوضات من الجانب الإسرائيلي، في ظل مساعي واشنطن لإعادة إطلاق المحادثات حول اتفاق أمني جديد على الحدود بين إسرائيل وسوريا.

وبحسب مسؤول أمريكي، كانت التقديرات الأولية في واشنطن تشير إلى احتمال استمرار ديرمر في إدارة المفاوضات خارج إطار الحكومة، بصفته مبعوثًا خاصًا لنتنياهو، إلا أن نتنياهو أوضح خلال اللقاء أن ديرمر لن يكون معنيًا بالملف، وأنه سيعيّن شخصية أخرى، على أن يُبلغ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم خلال أيام.

وأشار مسؤول أمريكي إلى أن طبيعة المفاوضات، المرتبطة باتفاق أمني جديد على الحدود، تدفع نتنياهو إلى اختيار شخصية تمتلك خبرة ومعرفة في الشؤون الأمنية، وقد تكون من العاملين حاليًا ضمن المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وفي خلفية اللقاء، أوضح مسؤولون أمريكيون أن الاجتماع بين نتنياهو وباراك هدف أيضًا إلى تهدئة الأجواء وتخفيف حدة التوتر والشكوك المتبادلة بين الجانبين، وأكدوا أن هذا الهدف تحقق خلال اللقاء.

ونقل أحد المسؤولين قوله إن الاجتماع جاء على عكس التوقعات، إذ كان الطرفان يتوقعان أجواء متوترة، إلا أن ذلك لم يحدث، وأن الجانب الإسرائيلي عرض مخاوفه المتعلقة بسوريا وتركيا، في حين طرحت واشنطن هواجسها بشأن أنشطة الجيش الإسرائيلي داخل سوريا، ما أسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الطرفين.

وكان رون ديرمر قاد أربع جولات من المفاوضات مع الجانب السوري حول الاتفاق الأمني الحدودي، قبل أن تتوقف المحادثات عقب استقالته من الحكومة الإسرائيلية.

بعد لقاء براك

تأتي تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم بعد يومين من لقاء المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 15 من كانون الأول بإسرائيل.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى تفاهمات تتعلق باستمرار رغبة إسرائيل العمل في سوريا ضد التهديدات، إلى جانب مواصلة المفاوضات مع دمشق بشأن اتفاق أمني محتمل.

وقال مصدر للهيئة، إن كل طرف بات يفهم الآن ما المطلوب منه، وأشار المصدر إلى أن اللقاء تناول تحديد الخطوط الحمراء للنشاط الإسرائيلي في الساحة السورية، وهي نقاط كان من المقرر أن يعرضها باراك خلال الاجتماع.

وأوضحت هيئة البث أن زيارة المبعوث الأمريكي لإسرائيل حملت رسائل مباشرة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نتنياهو، وتركزت بشكل أساسي على الملف السوري.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية ترى في الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، شريكًا يسعى لتحقيق استقرار بلاده ودفعها نحو التقدم، وهو ما يدفع واشنطن إلى محاولة تفادي خطوات تعتبرها مهددة لاستمرار حكمه.

وفي تصريح سابق لصحيفة “ذا ناشيونال” في 5 من كانون الأول نوّه براك إلى أن الحكومة السورية تسير على الطريق الصحيح، وتفعل كل ما تطلبه الإدارة الأمريكية منها تجاه إسرائيل، موضحًا أن موقفها كان متعاونًا تمامًا مع الحكومة الأمريكية.

وذكر أن إسرائيل تريد أيضًا التوصل إلى سلام مع السوريين، موضحًا أن عدم ثقتها بالإدارة الأمريكية تجعلها حذرة في هذا الملف، وهذا ما جعل العمل بطيئًا إلى الآن.

إسرائيل: الاتفاق الأمني مع سوريا “أبعد من أي وقت مضى”

المصدر: عنب بلدي

شاركها.