أعلنت إسرائيل وصول المفاوضات مع سوريا، إلى “طريق مسدود” بعد رفضها المطالب السورية بالانسحاب من جميع النقاط التي احتلتها بعد كانون الأول 2024.

وتوغلت إسرائيل عقب سقوط النظام السوري، إلى عديد من المناطق السورية، مبررة ذلك بما تقول إنه منع لـ “7 أكتوبر جديد”، معتبرة أن اتفاق فض الاشتباك 1974 قد انهار بينما دمشق بقيت متمسكة به,

ونقلت هيئة البث الإسرائلية (كان)، عن مصادر لم تسمها أو تحدد مستواها، اليوم الاثنين 17 من تشرين الثاني،  أن إسرائيل رفضت “طلب الرئيس السوري أحمد الشرع بالانسحاب من جميع النقاط التي احتلها الجيش الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد”.

وقالت المصادر، بحسب الهيئة، إن “إسرائيل ستنسحب من بعض هذه النقاط فقط مقابل اتفاق سلام شامل مع سوريا”، وليس “اتفاق أمني”، وهو أمر لا “يلوح في الأفق حاليًا”.

في 26 من أيلول الماضي، ذكرت وكالة “رويترز”، أن جهود التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا،  واجهت “عقبة” في اللحظة الأخيرة بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا.

ونقلت الوكالة، عن أربعة مصادر، مطلعة على المحادثات، أن الاتفاق تعثر بسبب الطلب الإسرائيلي المتجدد بممر إنساني، من إسرائيل إلى السويداء.

رفع سقف المطالب

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال في 13 من تشرين الثاني الحالي، إن الحكم على الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، لا يكون من خلال الصور أو التصريحات، بل من خلال ما يفعله “فعليًا على الأرض”، في إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها الشرع إلى واشنطن ولقائه مسؤولين أمريكيين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي لقاء مع الإعلامية الأسترالية إيرين مولان، أبدى نتنياهو رغبته في “التوصل إلى ترتيب يضمن نزع السلاح في جنوب غربي سوريا وتوفير حماية دائمة للأقلية الدرزية هناك”.

الرئيس السوري، أحمد الشرع، استبعد في حوار مع قناة “فوكس نيوز”، في 11 من تشرين الثاني الحالي، انضمام سوريا إلى “اتفاقيات أبراهام”، موضحًا أن “الوضع في سوريا يختلف عن الدول التي وقّعت الاتفاق”.

وقال الشرع، “لدينا حدود مع إسرائيل التي تحتل الجولان منذ عام 1967، ولسنا بصدد الدخول في مفاوضات مباشرة حاليًا، وربما يمكن للولايات المتحدة برئاسة ترامب أن تلعب دورًا في هذا الملف”.

وفي حواره مع صحيفة “واشنطن بوست”، استرسل الرئيس السوري أكثر في الحديث عن الاتفاقية مع إسرائيل، منتقدًا سياستها التوسعية، ومطالبًا نزع السلاح من جنوبي سوريا.

لماذا تعثر الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل

الرئيس السوري، جدد تأكيده على انخراط سوريا في مفاوضات غير مباشرة قائلًا، “نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا طويلًا نحو التوصل إلى اتفاق، لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي لإسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 من كانون الأول 2024”.

وتطرق مجددًا إلى أن الولايات المتحدة تدعم هذه المفاوضات، إلى جانب العديد من الأطراف الدولية “التي تدعم وجهة نظرنا في هذا الصدد، واليوم، وجدنا أن ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضًا، وسيدفع بأسرع ما يمكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة”.

دور أمريكي

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أشار في حديث إلى الصحفيين، عقب لقائه الشرع، إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل بشأن العلاقات مع سوريا قائلًا، “نحن نعمل أيضًا مع إسرائيل بشأن التوافق مع سوريا والتوافق مع الجميع”.

ولعبت الولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق مبعوثها توم براك، دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل خلال الأشهر الماضية، سواء في جولات باريس، أو في اللقاء الأخير بين وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في لندن.

الأكاديمي والباحث السوري أحمد الكناني، يعتقد أن ما يعوق تقدم الاتفاق هو ارتفاع سقف المطالب الإسرائيلية بشأنه بدءًا من منطقة منزوعة السلاح، ثم التوغل بريًا في الجنوب وإقامة قواعد عسكرية، ثم مطالب الممر الإنساني إلى السويداء، مضيفًا أن هذه الشروط وضعتها إسرائيل للضغط على دمشق ودفعها إلى الرفض.

وهذا ما تجلى، بحسب ماقاله الكناني، في حديث سابق إلى،  بتمسك سوري بالمطالب الرئيسة، ومن أهمها فرض الوجود السوري الكامل في الجنوب، والعودة إلى ما قبل 8 من كانون الأول 2024، مضيفًا أن المجتمع الدولي بات يدفع أكثر تجاه الشرعية السورية على الجولان والعودة لاتفاق فض الاشتباك 1974.

أما في حالة الوصول لاتفاق، فيتوقع الكناني احتفاظ إسرائيل بجبل الشيخ، والحديث المباشر بين الطرفين بشأن النقاط التي استحدثتها إسرائيل في الجنوب السوري.

وفي حال عدم الوصول إلى أي اتفاق، وهو ما يرجحه الأكاديمي السوري، فإن إسرائيل تريد جعل الجنوب السوري “الخاصرة الرخوة” لسوريا من خلال فرض أجندات خاصة بها سواء في السويداء، أو الجنوب عمومًا.

وتقول إسرائيل، إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 من تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي مع صحيفة “جيروزاليم بوست” في 28 من كانون الأول 2024.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.