يشن الجيش الإسرائيلي قصفاً عنيفاً وغير مسبوق على مدينة غزة، منذ فجر السبت، حيث يهدف إلى السيطرة على أكبر مركز سكاني في القطاع، ما دفع بآلاف الفلسطينيين إلى النزوح.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ”الشرق”، إن “مدينة غزة تتعرض منذ فجر السبت لعمليات قصف عنيفة ومكثفة غير مسبوقة، بغارات جوية وقصف بقذائف الدبابات، وإطلاق نار عشوائي من الطائرات المسيرة”، وناشد العالم للتدخل “بشكل فوري من أجل وقف المذبحة” التي تتعرض إليها المدينة.
وأضاف محمود بصل أن “الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن أحزمة نارية ضد المدنيين العزل”، مشيراً إلى وجود عدد من الضحايا والجرحى لا يستطيع أحد نقلهم بسبب استمرار القصف.
وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي “يقوم بتفجير عشرات الروبوتات المفخخة بين المباني شبه المدمرة ومنازل المواطنين، وغالبيتها مأهولة بالسكان، في أحياء تل الهوى والرمال (جنوب غرب مدينة غزة)، والزيتون والشجاعية (شرق)، وحيي عبد الرحمن والشيخ رضوان (في شمال المدينة)”.
قطع طريق رئيسي أمام النازحين
وتشهد مدينة غزة ومناطق في شمال القطاع موجة نزوح كبيرة للفلسطينيين، مع تقدم القوات الإسرائيلية التي تستهدف السيطرة على المدينة.
وفر مئات الآلاف منذ الإعلان عن بدء العملية الإسرائيلية لاجتياح مدينة غزة. وأظهرت مقاطع مصورة آلاف الفلسطيين يسيرون عبر مباني مدمرة حاملين القليل من أغراضهم، في محاولة للنجاة من الهجوم الإسرائيلي.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي غلق طريق صلاح الدين الرئيسي، الذي كان يسمح للفلسطينيين النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان، أن الطريق الوحيد أمام الفلسطينيين للوصول إلى جنوب القطاع، هو شارع الرشيد فقط.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه سينفذ هجماته “بقوة شديدة وغير مسبوقة” في مدينة غزة، وأصدر أوامر بالتوجه إلى جنوب القطاع.
وتزامناً مع الهجوم، تشهد خطوط الإنترنت والهاتف انقطاعات متكررة في العديد من مناطق قطاع غزة.
ويلقي الجيش الإسرائيلي منشورات تقول إن على السكان النزوح نحو منطقة المواصي في جنوب القطاع، لكن وكالات الإغاثة الدولية تؤكد أن الأوضاع هناك مزرية، حيث لا يوجد ما يكفي من الغذاء ولا الدواء ولا المأوى.
وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه يعتقد أن 350 ألفاً من السكان غادروا مدينة غزة منذ بداية سبتمبر، وأن نحو 600 ألف آخرين ما زالوا موجودين.
وقتلت إسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة أكثر من 65 ألف فلسطيني، وهدمت معظم مباني القطاع الذي يجتاحه الجوع ويتفشى فيه المجاعة.