أصدر قاضٍ إسرائيلي، الجمعة، أمراً بإطلاق سراح المدعية العسكرية السابقة، يفعات تومر-يروشالمي، ووضعها تحت الإقامة الجبرية لمدة 10 أيام في منزلها، وذلك بعد اعتقالها على خلفية تسريب مقطع مصور يظهر جنوداً إسرائيليين يسيئون معاملة أسرى فلسطينيين في معتقل سديه تيمان، حسبما أفادت به صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

ومنع القضاء يروشالمي من الاتصال بأي شخص مرتبط بالقضية لمدة 55 يوماً، إذ يُشتبه في ارتكابها “جرائم احتيال وانتهاك الثقة، وإساءة استخدام منصبها، وعرقلة العدالة، والكشف غير القانوني عن مواد تتعلق بدورها في تسريب الفيديو للإعلام”. 

وفي تطور جديد مرتبط بالقضية، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن امرأة في الخمسينيات من عمرها عثرت على هاتف على شاطئ بالقرب من تل أبيب، يُشتبه في أنه يخص المدعية العسكرية الإسرائيلية السابقة. 

ونقلت القناة عن المرأة قولها: “كنت أسبح هذا الصباح، وعند نقطة ما في المياه الضحلة بالقرب من الشاطئ، رأيت شيئاً يبدو كأنه هاتف. التقطته واكتشفت أنه آيفون، فخرجت من الماء على الفور وفتحته، ورأيت صورة للمدعية العسكرية”. 

وأضافت: “أبلغت الشرطة، ووصلت القوات إلى المكان، وتم استدعائي للإدلاء بشهادتي”، فيما أكد مصدر أمني لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن الهاتف يعود إلى “المدعية العسكرية السابقة”. 

وكانت القناة 12 الإسرائيلية ذكرت، مساء الأحد الماضي، أن الشرطة الإسرائيلية تبحث عن هاتف يروشالمي، بعد ضجة أثارتها باختفائها في ظروف غامضة، وانطلاق عمليات بحث واسعة عنها، وسط مخاوف من انتحارها، وذلك قبل ظهورها لاحقاً بشاطئ في هرتسليا بتل أبيب.

“عرقلة التحقيق”

وأوضح التقرير أن الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الهاتف في وضع التشغيل، مع صورة لتومر يروشالمي وابنتها كخلفية لشاشة القفل. 

وقالت الشرطة إن الضباط أخذوا الهاتف لإجراء مزيد من التحقيقات، في وقت اعترفت فيه تومر يروشالمي بمسؤوليتها عن تسريب الفيديو للإعلام، بينما تشتبه الشرطة في أنها “حاولت عرقلة التحقيق في التسريب”. 

وأضاف التقرير أن اختفاءها لعدة ساعات على ساحل تل أبيب الأحد الماضي، أثار مخاوف لدى الشرطة من احتمال انتحارها، قبل أن يُعثر عليها في هرتسليا ليلاً، فيما لم يتمكن الضباط من تحديد مكان هاتفها، ويشتبهون الآن بأن الحادث ربما كان “محاولة لتدبير انتحار وهمي مع التخلص من الأدلة الرقمية المتعلقة بالتسريب والتغطية عليه”. 

وتابع التقرير أن اختفاء الهاتف أدى إلى عمليات بحث واسعة في المنطقة استمرت لعدة أيام، شملت مشاركة غواصين، في إطار التحقيق المستمر لمعرفة ملابسات الحادث وربطها بالقضية القانونية التي تواجهها المدعية العسكرية السابقة.

كيف تم الاعتقال؟

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، الاثنين، بعد عاصفة أحاطت باختفائها وشكوك بانتحارها، وعملية بحث واسعة انتهت بالعثور عليها على أحد شواطئ تل أبيب.

وذكرت “القناة 13” الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلتها بتهمة عرقلة تحقيق رسمي، إلى جانب العقيد متان سليماش الذي كان رئيس النيابة العسكرية حتى وقت قريب.

وأضافت أن رئيس شعبة التحقيقات اللواء بوعز بلاط قرر اعتقالها في ضوء الأحداث، بعد الفشل في العثور على هاتفها المحمول الشخصي، ويشتبه بأنها أخفته عمداً.

وأضافت أن الشرطة قامت بفحص رسالة الوداع التي تم العثور عليها في منزل المدعية العامة العسكري.، وذكرت القناة أنها ودّعت عائلتها في الرسالة، وكتبت: “أحبكم، اعتنوا بأنفسكم”.

شاركها.