إسرائيل تطلق عملية “السور الحديدي” بالضفة
أطلق الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” والشرطة، الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة في جنين بالضفة الغربية تحت اسم “السور الحديدي”، بزعم “القضاء على التهديد الأمني”، فيما قالت السلطات الفلسطينية إن أربعة فلسطينيين لقوا حتفهم، وأصيب نحو 35 منذ بدء العملية.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، الثلاثاء: “بتوجيه من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أطلق الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة، عملية عسكرية واسعة في جنين تحت اسم (السور الحديدي)، بهدف القضاء على التهديد الأمني”.
وأضاف نتنياهو أن هذه “خطوة إضافية نحو تحقيق هدفنا المتمثل في تعزيز الأمن في الضفة الغربية”، مشيراً إلى أنه “سنعمل بشكل منهجي وحازم ضد المحور الإيراني في كل مكان تمتد إليه أذرعه في غزة، لبنان، سوريا، اليمن، والضفة الغربية، وما زال أمامنا الكثير لتحقيقه”.
بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في بيان “بعد غزة ولبنان، بدأنا (الثلاثاء)، بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية وفي المعركة للقضاء على التهديد الأمني في المنطقة.. هذا يأتي كجزء من أهداف الحرب التي أُضيفت الجمعة بناءً على طلب حزب الصهيونية الدينية في المجلس الوزاري المصغر”.
وأوضح سموتريتش أن عملية “السور الحديدي” ستكون خطوة مكثفة ومستمرة ضد الجهات المسؤولة عن التهديدات الأمنية وصانعيها، لحماية الاستيطان والمستوطنين، وتعزيز أمن دولة إسرائيل بأكملها، حيث يشكل الاستيطان شريطها الأمني”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مصدر عسكري لم تسمه القول إن من المتوقع أن تستمر العملية عدة أيام على الأقل، لافتاً إلى أنها بدأت بضربات بالطيران المسير على بنية تحتية، زعم أن فصائل مسلحة تستخدمها في جنين.
هجمات المستوطنين
وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، شن مستوطنون إسرائيليون هجوماً واسعاً على قرى وبلدات فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأضرموا النار في بيوت ومحال تجارية وسيارات، واعتدوا بالضرب على الفلسطينيين.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن المستوطنين، الذين يبلغ عددهم نحو 50 مستوطناً، أضرموا النار في مبان ومركبات في قريتي الفندق وجينصافوط شرقي مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، كما ألقوا الحجارة على الفلسطينيين.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن هيئة البث الإسرائيلية قولها إن “عشرات المستوطنين الملثمين، اقتحموا قرية الفندق، شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وأشعلوا النار في السيارات، وأظهرت لقطات أيضاً محاولتهم اقتحام المنازل وإلقاء الحجارة”.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن منازل ومركبات ومتاجر أضرمت فيها النيران، وقالت إن “المستوطنين اقتحموا المنطقة تحت حماية قوات الاحتلال، مستهدفين مباني على طول الطريق الرئيسي بين قلقيلية ونابلس”.
ونقلت “وفا” عن رئيس مجلس قروي جينصافوط، جلال بشير، قوله إن “المستوطنين قاموا بإحراق عشرات المنازل على الشارع الرئيسي (قلقيلية- نابلس)، ومركبات، وجرافة، بينما ذكرت مصادر محلية أن مواطناً أصيب في رأسه خلال تصديه لمستوطنين قاموا بإشعال حريق قرب منزله في القرية، وقد وصفت إصابته بالطفيفة، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع 21 إصابة في الفندق، 12 منها جراء الاعتداء بالضرب المبرح، و9 جراء استنشاق الغاز السام”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته وصلوا إلى الموقع وحاولوا إبعاد المستوطنين، وأن بعضهم قام برش غاز مسيل للدموع على وجه أحد الجنود، فقام الأخير بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة اثنين من المستوطنين بجروح خطيرة.
تحقيق إسرائيلي
وأفادت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” أن إسرائيليين أصيبا برصاصة، أحدهما في حالة حرجة، ولم يتضح على الفور سبب إطلاق النار، لكن قناة “كان” التلفزيونية الإسرائيلية ذكرت أن المستوطنين أصيبا برصاصة أطلقها ضابط شرطة إسرائيلي بالخطأ أثناء وقوع الاشتباكات.
وزعم تحقيق للجيش الإسرائيلي أن عشرات المستوطنين، بعضهم ملثمون، وصلوا إلى قرية الفندق مساء الاثنين، وأضرموا النار في الممتلكات وتسببوا في أضرار، وخلال الحادثة، أصيب مستوطنان بجروح خطيرة، على ما يبدو نتيجة إطلاق النار العرضي من قبل ضابط شرطة”، وفق القناة 13 الإسرائيلية.
وذكر التحقيق أيضاً أنه عند تلقي التقارير، انتقلت قوات الجيش الإسرائيلي والشرطة إلى مكان الحادث، وقام المستوطنون برشقهم بالحجارة.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، خلال حديثه في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، الثلاثاء، إنه “يدين بشدة أي هجوم عنيف ضد الفلسطينيين”، مضيفاً قوله: “يجب أن تكون هناك إجراءات جنائية وليس اعتقالات إدارية. قانون المستوطنين هو نفسه قانون أي شخص آخر في إسرائيل”.
وجاءت أعمال العنف بعد يوم من اقتحام المستوطنين لعدة قرى فلسطينية في الضفة الغربية، وفقا لمصادر إسرائيلية وفلسطينية، ففي سنجل وترمسعيا، أشعل المستوطنون النار في منازل ومركبات، وفي الفندق، منع المستوطنون حركة الفلسطينيين ومدخل القرية، حيث وردت أنباء عن إشعال حريق متعمد.
وذكرت “وفا” أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت منذ مساء الاثنين، وحتّى صباح الثلاثاء، 20 فلسطينياً على الأقل من الضّفة.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان الاثنين، إن “رفع العقوبات عن المستوطنين المتطرفين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد شعبنا”.
وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قانوناً يقضي بفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية، ليبطل بذلك أمراً تنفيذياً وقعه سلفه جو بايدن في فبراير 2024 ومهد الطريق حينها لإدراج العديد من المستوطنين والمجموعات المتورطة بارتكاب العنف ضد الفلسطينيين بالضفة على القوائم الأميركية السوداء.