اخر الاخبار

إسرائيل تعد أهدافا جديدة في سوريا لمهاجمتها ولجنة أممية تحذر

يعمل الجيش الإسرائيلي على تحديد أهداف جديدة في سوريا لمهاجمتها خلال الفترة المقبلة بدعوى منع التعرض للدروز السوريين، وذلك بعد ساعات من إصدار زعماء الطائفة بياناً رفضوا فيه التقسيم أو الانفصال عن الوطن السوري.

وكلف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في اجتماع أمني، مساء الجمعة، الجيش الإسرائيلي بتحديد أهداف عسكرية وإدارية جديدة في سوريا ضمن توجه تصعيدي بدعوى “منع التعرض للطائفة الدرزية” ويهدف إلى منع القوات السورية من الانتشار جنوب العاصمة دمشق، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاجتماع، الذي عقد تحت عنوان “مشاورات أمنية”، انتهى إلى قرار باعتبار جنوب سوريا جزءاً مما أطلق عليه “الحزام الأمني” الإسرائيلي.

وتقوم العقيدة الأمنية الإسرائيلية على ركائز، في مقدمتها خلق أحزمة أمنية في محيط دولة إسرائيل بدعوى حمايتها من هجمات قد تأتي من المحيط العربي والإسلامي في الشرق والشمال والجنوب.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الأحد، لإجراء المزيد من المشاورات واتخاذ قرارات بشأن الأهداف المتوقع مهاجمتها في سوريا. 

ويقول مراقبون في إسرائيل إن حكومة نتنياهو تستغل الورقة الدرزية من أجل تحقيق اهداف استراتيجية في سوريا تقوم على تقسيم الدولة إلى مجموعة دويلات للأقليات، واحدة للدروز، وثانية للأكراد، وثالثة للعلويين، ورابعة للسنة.

ويقول العديد من المراقبين إن إسرائيل استغلت التغيير الذي شهدته سوريا، في ديسمبر، من أجل إضعاف الجيش السوري إلى اقصى درجة ممكنة، مشيرين إلى قيامها بتدمير سلاح المدرعات ومخزونات الصواريخ ومختبرات ومعامل التصنيع العسكرية بصورة كبيرة جداً.

وشنت إسرائيل في الأيام والساعات الأخيرة سلسلة هجمات على اهداف عسكرية وأخرى تابعة للإدارة الجديدة في سوريا، منها قصف محيط القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس أحمد الشرع.

وبررت إسرائيل هذه الهجمات بأنها جاءت استجابة لمطالب شيخ الدروز في إسرائيل موفق طريف، مشيرة إلى أن أبناء الطائفة الدرزية في الدولة العبرية يخدمون في الجيش الإسرائيلي.

الدروز يرفضون

وأعلن زعماء الطائفة الدرزية في سوريا، الخميس، رفضهم “التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”، وقالوا في بيان مشيخة عقل طائفة الدروز: “نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة ومبادئنا الوطنية العروبية وهويتنا السورية وقيمنا الإسلامية”.

وأضافوا: “نحن جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد، ووطننا شرفنا، وسوريتنا كرامتنا، نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”، مطالبين “ببسط الأمن والأمان على الأراضي السورية”.

وجاء في البيان: “نؤكد حرصنا على وطن يضم السوريين جميعاً، وخال من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية والثارات وحمية الجاهلية”، واختموا قائلين: “يأبى لنا تاريخنا وإرث أجدادنا ووطننا ودماء الشهداء إلا أن نكون يداً واحدة”.

وكانت الرئاسة السورية اعتبرت، في بيان، الجمعة، الهجمات الإسرائيلية “استمراراً للحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد، وتفاقم الأزمات الأمنية، وتستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وطالبت “المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات العدوانية، التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية”.

لجنة التحقيق الدولية تحذر

من جانبها، حذّرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، السبت، من أن التصاعد الأخير في أعمال العنف والتدخل الإسرائيلي في سوريا يهددان السلام المستدام في البلاد.

وقالت اللجنة، في بيان، إن “الاشتباكات المميتة ذات الأبعاد الطائفية في ريف دمشق، والتي امتدت إلى محافظة السويداء، أمر مثير للقلق العميق بالنسبة لمسار سوريا نحو السلام المستدام الذي يحترم الحقوق”، مضيفة أن “خطر تفاقم التشرذم وإلحاق الأذى بالمدنيين يتفاقم نتيجة استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية”.

وحذرت من أن “انتشار التحريض التمييزي وخطاب الكراهية، بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤجج العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا”.

ودعت لجنة التحقيق جميع الأطراف المعنية بالتصعيد الحالي إلى “وقف الأعمال العدائية فوراً، والسعي إلى جميع السبل المتاحة لتهدئة الوضع والحوار”، مشددة على أهمية “إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ومنع المزيد من النزوح”.

وأكدت لجنة التحقيق الدولية أن الغارات الجوية الإسرائيلية وتهديداتها بمزيد من التدخل العسكري في ظل استمرارها في توسيع احتلالها للجولان السوري، فضلاً عن محاولاتها لتقسيم مختلف المجتمعات السورية، “تُنذر بزعزعة استقرار سوريا أكثر فأكثر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *