كشفت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 19 من تشرين الثاني، عن شبكة تهريب أسلحة تورّط فيها خمسة جنود إسرائيليين في الخدمة الإلزامية والاحتياط، إلى جانب مدنيين إسرائيليين وعدد من السوريين المقيمين قرب الحدود، وفق بيان مشترك للجيش والأمن العام الإسرائيلي (شاباك).

وبحسب ما نقلت “القناة 12” الإسرائيلية، نفذت وحدة مكافحة الجريمة المنظمة، وجهاز “الشاباك” والجيش الإسرائيلي، عملية مشتركة خلال تشرين الأول الماضي، اعتُقل خلالها عدد من سكان الجليل والجولان المحتل، بينهم خمس جنود إسرائيليين، للاشتباه بضلوعهم في شبكة تهريب نقلت أسلحة من منطقة قرية حضر في ريف القنيطرة جنوب سوريا إلى داخل إسرائيل.

وتشير التحقيقات إلى أن الجنود استغلوا عبورهم المتكرر للحدود في إطار خدمتهم العسكرية لإدخال أسلحة “متنوعة وخطرة” إلى إسرائيل، قبل نقلها إلى جهات إجرامية تنشط في إسرائيل.

ومن بين المعتقلين رقيب أول من قرية يركا (تقع شمال شرق مدينة عكا)، اعتُبر أحد أبرز المشتبه بهم في تسهيل عمليات التهريب.

وخلال جمع المعلومات الاستخباراتية، تبيّن أن الشبكة كانت تعمل قبل أيام من كشفها على تهريب شحنة أكبر من المعتاد، تضم متفجرات وصواريخ مضادة للدروع من نوع RPG وبنادق هجومية وذخائر بكميات كبيرة.

وأفاد بيان الشاباك الصادر اليوم أن الموقوفين كانوا يخططون لإدخال هذه الشحنة إلى إسرائيل، حيث كان من المفترض أن تصل إلى رامي أبو شاح (49 عامًا) من بلدة شفاعمرو، الذي تربطه علاقة مباشرة برواد البصر، وهو سوري يبلغ 25 عامًا متورط في شبكة لتهريب الأسلحة.

ووفقًا للشرطة، فإن السلاح الذي يُباع في السوق الإسرائيلية بعشرات الآلاف من الشيكل، وقد يصل ثمن البندقية إلى مئة ألف شيكل، يمكن شراؤه في سوريا بمبالغ بسيطة نسبيًا، نظرًا لـ”فيض السلاح” المنتشر في سوريا.

وتشير نتائج التحقيق، بحسب ما نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن البنية الأساسية للتهريب انطلقت من قرية حضر السورية قرب خط وقف إطلاق النار، وتُظهر التحقيقات أن الجنود المتورطين، وجميعهم من أبناء الطائفة الدرزية ويخدمون في وحدات لوجستية، استغلوا صلاحياتهم التي تسمح لهم بالوصول إلى قرية حضر، حيث يدير الجيش الإسرائيلي مستشفى ميدانيًا إنسانيًا هناك، وشكل هذا الوصول الغطاء المثالي لتهريب الأسلحة.

وبحسب التحقيق، هكذا عملت الشبكة:

  • سائق شاحنة إسرائيلية يدخل إلى قرية حضر ضمن قافلة لوجستية.
  • في لحظة معينة، يبتعد عن القافلة ويتوقف في منعطف داخل منطقة مليئة بالشجيرات.
  • يظهر رجل سوري ينتظر في المكان، يقفز إلى الشاحنة ويلقي داخلها حقائب محملة بالأسلحة.
  • تعود الشاحنة إلى الجولان، حيث ينتظرها جندي في أحد مواقع الجيش المهجورة.
  • يأخذ الجندي الحقائب ويسلمها لتاجر أسلحة داخل إسرائيل.

وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن بعض قنوات الاتصال بين المهربين السوريين والجنود الإسرائيليين تشكلت خلال أحداث تموز الماضي في السويداء، حين عبر عدد من دروز إسرائيل إلى سوريا والتقوا بمهربين محليين، لتبدأ بعدها سلسلة الصفقات.

 

صورة تظهر أفراد شبكة تهريب الأسلحة من سوريا إلى إسرائيل بحسب جهاز "الشاباك" - 19 تشرين الثاني 2025 (القناة12)

صورة تظهر أفراد شبكة تهريب الأسلحة من سوريا إلى إسرائيل بحسب جهاز “الشاباك” – 19 تشرين الثاني 2025 (القناة12)

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن في 23 من تشرين الأول الماضي، أن قوات من الجيش الإسرائيلي نفذت عملية رصد واعتقال في قمة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، أحبطت خلالها محاولة تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان.

وقال أدرعي عبر حسابه في منصة “إكس”، إن القوات الإسرائيلية تمكنت من رصد تحركات “مشبوهة” في المنطقة، لتقوم بعد ذلك باعتقال عدد من المشتبه بهم الذين حاولوا تهريب وسائل قتالية.

وأضاف أدرعي حينها أن الأسلحة المصادَرة نُقلت إلى الجهات المختصة لمتابعة التحقيق مع الموقوفين، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل انتشاره في المنطقة “لحماية أمن مواطني إسرائيل، وخاصة سكان هضبة الجولان”.

ومع انتهاء التحقيقات، قالت السلطات الإسرائيلية إن لوائح اتهام “خطيرة” ستُقدم غدًا ضد جميع المتورطين، كلّ بحسب دوره في شبكة التهريب التي وصفتها الأجهزة الأمنية بأنها من أكثر القضايا حساسية في السنوات الأخيرة.

إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان

المصدر: عنب بلدي

شاركها.