إسرائيل تغتال قيادياً في حماس بغارة على مستشفى ناصر

قال مسعفون فلسطينيون وحركة “حماس” إن غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة الأحد، أودت بحياة خمسة أشخاص، بينهم القيادي بالمكتب السياسي للحركة إسماعيل برهوم، فيما حذر الدفاع المدني من أن نحو 50 ألف فلسطيني لا يزالون محاصرين في رفح بعد أن فاجأتهم غارات الجيش الإسرائيلي وسط استعداد لإرسال الفرقة 36 لعملية “محتملة في غزة”.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الغارة أصابت قسم الجراحة في مستشفى ناصر بخان يونس. وأكد الجيش الإسرائيلي هجومه على المستشفى.
وأعلنت حماس اغتيال عضو مكتبها السياسي إسماعيل برهوم، في غارة جوية استهدفت مجمع ناصر الطبي الذي كان يُعالج فيه إثر إصابته.
وقالت “حماس” إن اغتيال برهوم “جريمة جديدة” تضاف إلى سجل الجيش الإسرائيلي الحافل بـ”استباحة المقدسات والأرواح والمرافق الصحية”.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الهدف كان برهوم. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن برهوم كان يتلقى العلاج في المستشفى من جروح أصيب بها في هجوم سابق.
وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي حريقاً في الطابق الثالث، مما بدا أنه المستشفى.
موجة نزوح جديدة
وبعد هدوء نسبي في الحرب على مدى شهرين، بدأ سكان غزة مرة أخرى في النزوح للنجاة بأنفسهم بعد أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار وأطلقت حملة جوية وبرية شاملة جديدة الثلاثاء، ضد القطاع.
وقالت حماس الأحد، إن قيادياً آخر في الحركة وهو صلاح البردويل اغتيل في غارة على خان يونس. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اغتال البردويل السبت.
وكان البردويل وبرهوم عضوين في المكتب السياسي المؤلف من 19 عضواً، وهو الهيئة المعنية باتخاذ القرار في حماس. وأفادت مصادر بحماس بأن 11 منهم قتلوا منذ بدء الحرب في أواخر 2023.
وأعلنت حماس أن الغارة الجوية على خان يونس أودت بحياة البردويل وزوجته.
ودوت أصوات الانفجارات في الساعات الأولى من صباح الأحد، في جميع أنحاء شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة أهداف في تلك المناطق فيما وصفه شهود بأنه تصعيد للهجوم الذي بدأ الأسبوع الماضي.
عملية برية محتملة في غزة
وفي إشارة إلى احتمال تصعيد عملياته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إحدى فرقه التي عملت في لبنان لقتال جماعة حزب الله، تستعد لـ”عملية محتملة في غزة”.
ووزع الجيش مقطعاً مصوراً لدبابات في حقل مع تعليق يقول “استعدادات الفرقة 36 للعمليات في قطاع غزة”.
وذكرت السلطات الصحية في قطاع غزة الأحد، أن الغارات الإسرائيلية قتلت 45 فلسطينياً على الأقل في رفح وخان يونس.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن عدد ضحايا الحرب تجاوز 50 ألفاً.
واشنطن تؤكد دعمها لإسرائيل
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير ماركو روبيو تحدث إلى بنيامين نتنياهو “للتأكيد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل”. وأضافت أنهما ناقشا العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة وجهود إعادة المحتجزين، والغارات الأميركية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس “لقد تسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي في خسائر فادحة في الأرواح، وإن استمرار الحرب يعني خسائر لكلا الجانبين”.
وأضافت كالاس أن على إسرائيل احترام أرواح المدنيين. وأوضحت أن التهديدات بضم أجزاء من غزة غير مقبولة.
تطويق تل السلطان
واتهمت حماس إسرائيل بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير، برفضها بدء مفاوضات لإنهاء الحرب نهائياً وانسحاب قواتها من غزة. لكن الحركة أكدت أنها لا تزال مستعدة للتفاوض، وأنها تدرس مقترحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار.
ونشر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحذيراً على منصة إكس للسكان في حي تل السلطان في غرب رفح بجنوب قطاع غزة، وقال إن الجيش يشن هجوماً هناك.
وقال الجيش فيما بعد إن القوات طوقت تل السلطان في رفح.
وتركت عشرات الأسر منازلها في تل السلطان متجهة صوب خان يونس، بعضهم سيراً على الأقدام، بينما حمل البعض أمتعتهم وأطفالهم على عربات تجرها الحمير.
وقال أبو خالد وهو من سكان رفح “لما صار وقف إطلاق النار رجعنا ونصبنا خيم جنب ركام بيوتنا على أمل وحلم إنه إعادة البناء للبيوت تبدأ عن قريب”.
وأضاف لـ”رويترز”، عبر تطبيق للتراسل “اليوم هادينا بننزح يمكن للمرة العاشرة. وقتيش (متى) بس راح نرتاح؟ امتى راح يعم السلام في ها المنطقة؟”
حصار 50 ألفاً في رفح
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن نحو 50 ألفاً من السكان لا يزالون محاصرين في رفح بعد أن فاجأتهم غارات الجيش الإسرائيلي في مناطقهم، وحذر من أن أرواحهم وأرواح فرق الإنقاذ في خطر.
كما حذر مسؤولون فلسطينيون ودوليون من خطر عودة المجاعة للقطاع.
وكتب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على إكس يقول “كل يوم دون طعام يدفع غزة لتقترب من أزمة جوع حادة. حظر المساعدات عقاب جماعي على غزة. الأغلبية العظمى من سكانها أطفال ونساء ورجال عاديون”.
ومنعت إسرائيل دخول السلع والمساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس.