قال سكان في غزة، إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت الأطراف الشرقية والشمالية للمدينة، مساء السبت وحتى الأحد، ودمرت مبان ومنازل، فيما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالمضي قدماً في الهجوم.

وأفاد شهود بسماع دوي انفجارات لم تتوقف طوال الليل في حيي الزيتون والشجاعية، وقصفت الدبابات منازل وطرقاً في حي الصبرة القريب، وفجرت القوات الإسرائيلية عدة مبان في مدينة جباليا الشمالية.

وزعم الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن قواته عادت للانتشار في جباليا في الأيام القليلة الماضية، لتفكيك أنفاق للمسلحين، وتعزيز السيطرة على المنطقة.

وأضاف الجيش في بيانه أن العملية هناك “تتيح توسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية، وتمنع حماس من العودة لتنفيذ عمليات في هذه المناطق”.

وتوهجت السماء بالنيران من مكان الانفجارات، ما أثار حالة من الذعر ودفع بعض الأسر إلى الفرار من المدينة، فيما قال سكان آخرون إنهم “يفضلون الموت على الرحيل”.

تحذير فلسطيني

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من “المخاطر المترتبة على إعادة احتلال مدينة غزة، ونتائجه الكارثية في تعميق الإبادة والمجاعة، واتساعها لتشمل انهيار مرتكزات الحياة لأكثر من 2 مليون مدني فلسطيني في القطاع”.

وقالت في بيان، الأحد، إن “المجاعة في قطاع غزة ليست طبيعية أو ناتجة عن شح الإمكانيات، بل هي سياسة إسرائيلية متعمدة تندرج في إطار ارتكاب جريمة استخدام التجويع كسلاح في الحرب”.

وأضافت أن “الفشل الدولي في وقف المجاعة فوراً يضرب المنظومة الأخلاقية للدول والمجتمع الدولي، خاصة في ظل توفر القناعة لدى المنظمات الأممية المختصة، ومطالبها بضرورة عدم إخضاع حسابات الإنسانية لحسابات السياسة والمصالح”.

وأكدت أنها “تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي، لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لوقف جرائم الإبادة والتهجير والضم، وتقوم بالبناء على الإعلان الأممي بوجود مجاعة حقيقية في قطاع غزة، لحث الدول والمجتمع الدولي على تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لوضع حد لها”.

خطة السيطرة على مدينة غزة

ووافقت إسرائيل هذا الشهر على خطة للسيطرة على مدينة غزة، واصفة إياها بأنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، ومن المتوقع ألا يبدأ تنفيذ الخطة قبل بضعة أسابيع مما يفسح المجال للبلدين الوسيطين مصر وقطر لمحاولة استئناف محادثات وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالمضي قدماً في الهجوم الذي أثار قلقاً عالمياً واعتراضات في الداخل، إذ قال في وقت سابق إن مدينة غزة “ستسوى بالأرض ما لم توافق حماس على إنهاء الحرب بشروط إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم”.

وتواجه العملية العسكرية جملة من الانتقادات داخل إسرائيل منها اتهامات بتهديد حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة وافتقار مفهوم “إخضاع حماس” إلى تعريف عملي واضح بالنسبة للجيش، ما يجعله يبدو كشعار سياسي أكثر منه هدفاً عسكرياً قابلاً للتحقيق.

كما أن عملية إخلاء أكثر من مليون مدني تبدو مستحيلة، الأمر الذي قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويُعرّض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، خصوصاً مع تواصل الانتقادات للمجاعة التي نتجت عن خطوات تل أبيب، وسياساتها منذ مارس الماضي.

وأثارت خطط إسرائيل توسيع عملياتها في قطاع غزة تنديداً عربياً ودولياً، إذ أودت الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في أكتوبر 2023، بحياة أكثر من 62 ألف فلسطيني، وحولت القطاع المكتظ بالسكان إلى أنقاض.

المجاعة في غزة

وأعلن تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، الجمعة، حدوث مجاعة في محافظة غزة، وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر المقبل، وسط ارتفاع ضحايا “التجويع”، وسوء التغذية بشكل يومي في القطاع الفلسطيني.

وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون “ظروفاً كارثية”، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد، والموت، والعوز، والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، وفق الأمم المتحدة.

ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل هي: مرحلة الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي “لا مشكلة”، ومرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الضغط”، ومرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الأزمة”، ومرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الطارئ”، وأشدها المرحلة الخامسة “الكارثة” أو “المجاعة”.

وقالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن 8 آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع في القطاع، مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن هذين السببين إلى 289 شخصاً، من بينهم 115 طفلاً، منذ اندلاع الحرب.

شاركها.