قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، إن معبر رفح سيظل مغلقاً حتى إشعار آخر، معتبراً أن النظر في فتحه سيكون مرتبطاً بكيفية تنفيذ حركة “حماس” لاتفاق غزة، ودورها في إعادة جثامين المحتجزين، وذلك بعد وقت قصير من إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة عن فتح المعبر ابتداءً من الاثنين المقبل للفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين في العودة إلى قطاع غزة.
وأضاف مكتب نتنياهو:” يتعين على حركة حماس الوفاء بالتزاماتها تجاه الوسطاء وإعادة الجثامين كجزء من تنفيذ الاتفاق”، مبيناً أن إسرائيل “لن تدخر أي جهد حتى تعيد جثامين جميع المحتجزين”.
وكانت سفارة دولة فلسطين في القاهرة، أعلنت في وقت سابق السبت، فتح معبر رفح البري ابتداءً من الاثنين المقبل، وذلك لتمكين الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين في العودة إلى قطاع غزة من السفر، وفق آلية التنسيق المعتمدة، معتبرة أن ذلك جاء بعد التنسيق مع الجهات المختصة في مصر.
وأضافت السفارة في منشور على “فيسبوك” أنها “تدعو جميع الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى غزة التنسيق معها، وإبلاغها ببياناتهم الشخصية، كي يمكن تسهيل رجوعهم إلى القطاع”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قد ذكر الخميس، خلال مؤتمر حول منطقة البحر المتوسط عُقد في مدينة نابولي الإيطالية، أن إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر ستكون، الأحد، مشيراً إلى أن “جميع الاستعدادات اللازمة جارية”.
جهود أميركية
وبحسب شبكة CNN الأميركية، فإن واشنطن تبذل جهوداً من خلال وسطاء لتوفير دعم استخباراتي ولوجيستي لتحديد مكان الجثث المتبقية، والتي قد تكون مدفونة تحت الأنقاض والحطام في كثير من الحالات، بعد أن سويت مساحات شاسعة من قطاع غزة بالأرض بسبب القصف الإسرائيلي، وتدمير أو تضرر نحو 92% من المساكن في غزة، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة الصادرة، الخميس.
وقال مسؤول إسرائيلي لـCNN، إن إسرائيل شاركت معلومات استناداً إلى معلوماتها الاستخباراتية عن مكان بعض جثث المحتجزين في غزة.
وأفادت شبكة CNN نقلاً عن مستشارين أميركيين بأن دولاً أخرى عرضت المساعدة، بما في ذلك تركيا التي اقترحت إرسال فريق من المتخصصين في انتشال الجثث من ذوي الخبرة في تحديد أماكن الرفات.
ووافقت إسرائيل على إرسال تركيا عناصر إنقاذ إلى غزة للمساعدة في الاستجابة للطوارئ وإجراء مهام تشمل البحث عن رفات المحتجزين الإسرائيليين، بحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن 3 مصادر مطلعة على ترتيبات الوضع في القطاع الفلسطيني.
وذكرت “القناة 13″، الجمعة، أن فريقاً من 4 دول يعمل داخل غزة لتحديد مواقع الجثامين، مشيرة إلى أن إسرائيل زوّدت تلك الدول بإحداثيات دقيقة للأماكن التي يُعتقد أن الرفات دفنت فيها.
السلطة الفلسطينية
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت، الثلاثاء، عن مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة أن إسرائيل تربط افتتاح المعبر باستكمال المتطلبات الأمنية المتفق عليها في سياق اتفاق تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء أعمال التجديد في البنية التحتية.
وبدورها، أعلنت السلطة الفلسطينية، الأربعاء الماضي، جاهزيتها لتشغيل معبر رفح بين مصر وغزة من جانب القطاع.
وقال محمد اشتية المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: “نحن الآن جاهزون للعمل من جديد، وقد أبلغنا جميع الأطراف باستعدادنا لتشغيل معبر رفح”.
وأكد اشتية أن الاتفاق مع (بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية) لدعم السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر بفاعلية لا يزال سارياً.
وقال اشتية لصحافيين في جنيف خلال زيارة إلى سويسرا حيث التقى وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس: “لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد.. فهناك اتفاق بالفعل، وأعتقد أنه الآن في طور الترتيبات النهائية لوضعه موضع التنفيذ”.