وافقت إسرائيل نهائياً الأربعاء، على مخطط E1 الاستيطاني، والذي سيفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، فيما قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن “الدولة الفلسطينية تمحى، ليس بالشعارات، ولكن بالأفعال”، وفق ما نقلت صحيفة “هاآرتس”.
ومنحت اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية الموافقة النهائية على المخطط الذي أعلن سموتريتش إقراره في 14 أغسطس الجاري، لإقامة مستوطنات جديدة، في إطار “مشروع E1″، في خطوة قال إنها “ستقوّض تماماً إمكانية قيام دولة فلسطينية”.
وقال سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً في وزارة الدفاع، إن القرار “خطوة مهمة تمحو عملياً وهم حل الدولتين”.
وأضاف الوزير اليميني المتطرف: “الدولة الفلسطينية تُمحى عن الطاولة ليس بالشعارات بل بالأفعال. فكل مستوطنة، وكل حي، وكل وحدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة”.
ويهدف المشروع إلى ربط مستوطنة “معاليه أدوميم” مع القدس الشرقية، وهو ما يعتبره معظم المجتمع الدولي خرقاً للقانون الدولي، إذ تُعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاحتلال العسكري للمنطقة منذ عام 1967، غير شرعيين.
ما هو المخطط الاستيطاني E1؟
ومخطط E1 هو مشروع استيطاني اعتمدته الحكومة الإسرائيلية عام 1999 على أراضٍ فلسطينية تبلغ مساحتها 12,000 دونم (حوالي 12 مليون متر مربع).
وتعمل إسرائيل على تنفيذ مخطط تسميه “القدس الكبرى” ويستهدف توسيع حدود المدينة المقدسة لتشمل 3 تكتلات استيطانية إسرائيلية حولها، وهي: “مستوطنة معاليه أدوميم شرقاً، ومستوطنة جفعات زئيف شمالاً، ومستوطة جوش عتصيون جنوباً”.
ويهدف ربط هذه المستوطنات بالقدس الشرقية إلى خلق تواصل جغرافي بين التكتلات الاستيطانية من جهة، وعزل وإخراج التجمعات الفلسطينية خارج حدود المدينة وحرمانها من حقها التاريخي.
وتعد مستوطنة “معاليه أدوميم” الواقعة في الضفة الغربية المحتلة شرق القدس القديمة “نقطة محورية” ضمن مخطط E1 الاستيطاني، بحسب نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ويسعى رئيس مستوطنة “معاليه أدوميم” للبناء في مواقع مختلفة في محيط القدس ضمن مخطط E1، مثل بناء مدينة ملاهي كبيرة على مساحة 800 دونم (حوالي 800 ألف متر مربع) تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق تهدف لجذب السياح، إضافة إلى بناء حي استعماري جديد يحمل اسم “مفسيرت أدوميم” يتضمن أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية بهدف ربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن ومنها إلى الحدود الشرقية.
ويخطط الاحتلال الإسرائيلي أيضاً لربط مستوطنة “كيدار” بمستوطنة “معاليه أدوميم” والبناء في المنطقة الواقعة بينهما.
اعتراضات دولية
وكانت إسرائيل قد جمدت خطط البناء في هذه المنطقة منذ عام 2012 بسبب اعتراضات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين ودول أخرى. ولكن سموتريتش قال في تصريحاته للصحافيين خلال زيارة المنطقة إن “كل ما نفعله هنا يتم بتنسيق كامل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأصدقاءنا في الولايات المتحدة”.
وأضاف سموتريتش، أنه “بعد 20 عاماً من التأخير والضغوط، نعلن اليوم بشكل واضح أن القيد قد كسر، وأن برنامج ربط معاليه أدوميم بالقدس قد انطلق”.
واعتبر سموتريش، أن الضفة الغربية “جزء لا يتجزأ من سيادة إسرائيل”، رغم أن القانون الدولي يعتبرها أراض فلسطينية محتلة، مضيفاً أن “نتنياهو يدعمني في الخطط المتعلقة بالاستيطان في الضفة”. وقال إن “نتنياهو يعمل على إدخال مليون مستوطن جديد” إلى الضفة الغربية.
وأشار سموتريتش في بيان، إلى أن “المصادقة على خطط البناء في E1، تدفن فكرة الدولة الفلسطينية، وتواصل العديد من الخطوات التي نتخذها على الأرض في إطار خطة السيادة الفعلية التي بدأنا تنفيذها مع تشكيل الحكومة”.
وأضاف: “بعد عقود من الضغوط والتجميد الدولي، نحن نكسر الأعراف ونربط معاليه أدوميم بالقدس. هذه هي الصهيونية في أبهى صورها، بناء واستيطان وتعزيز سيادتنا”.
وإلى جانب منصبه كوزير للمالية في حكومة نتنياهو، يتولى سموتريتش مسؤولية “الشؤون المدنية” في الضفة الغربية، في حكومة تل أبيب.