أشاد مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما قال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إن الرئيس “يستحق جائزة نوبل للسلام”.
وأعلن الرئيس الأميركي، في وقت مبكر من صباح الخميس، اتفاق حركة “حماس” الفلسطينية وإسرائيل، على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، ما يمهد الطريق لإنهاء الحرب الدامية المستمرة منذ عامين.
وأضاف ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”: “سيُعامل جميع الأطراف بعدالة! إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة. ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق”.
وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا، جون فترمان، على منصة “إكس”: أهنئ الرئيس على خطة السلام التاريخية التي تضمن الإفراج عن جميع الرهائن (الإسرائيليين). الآن أصبح السلام الدائم في المنطقة ممكناً. أحزابنا مختلفة، لكن لدينا التزاماً مشتركاً وصلباً تجاه إسرائيل وشعبها”.
ووصف السيناتور الديمقراطي من ولاية فيرجينيا، تيم كين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الاتفاق بأنه “مشجع”.
وقال كين في منشور له: “أقدّر جهود الرئيس ترمب لجمع إسرائيل وحماس إلى طاولة المفاوضات، ويسعدني التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن المتبقين الذين اختُطفوا في 7 أكتوبر، والبدء في انسحاب مرحلي لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة. لا يزال هناك عمل كثير أمامنا، لكن هذه أخبار جيدة جداً”.
وفي السياق نفسه، كتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون ثون، (جمهوري ساوث داكوتا) على منصة “إكس”: “لا أحد عمل بجد من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط أكثر من الرئيس ترمب”.
واستدرك ثون قائلاً: “ما زلت متشككاً في نوايا حماس، لكنني متفائل بأن الخطوات الأولى التي أُعلنت اليوم تقرّب المنطقة من السلام أكثر من أي وقت خلال العامين الماضيين. لقد حان الوقت لإعادة جميع الرهائن”.
أما السيناتور الجمهوري من ولاية ميسيسيبي، روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، فكتب: “بعد عامين من إراقة الدماء التي بدأت بهجمات حماس المروّعة في 7 أكتوبر ضد إسرائيل، قد يحظى الناس في المنطقة أخيراً بأمل في سلام دائم. أُشيد بالرئيس، والوزير روبيو، وكل من عملوا بجد للتوصل إلى اتفاق سلام جاد”.
جائزة نوبل
السيناتور الجمهورية من ولاية وايومنج، سينثيا لوميس، اعتبرت أنه “بعد عامين من العنف المروّع والخسائر التي لا يمكن تخيّلها، لدينا اتفاق للسلام في الشرق الأوسط. الرئيس ترمب أوفى بوعده بإعادة الرهائن إلى ديارهم وجلب السلام والازدهار إلى المنطقة”.
وأضافت لوميس في منشور لاحق: “رئيس الولايات المتحدة إلى جائزة نوبل للسلام!”.
كما أعرب السيناتور الجمهوري من ولاية نورث داكوتا، جون هوفن، في تصريحات لشبكة NBC News، عن دعمه لمنح ترمب جائزة نوبل للسلام أيضاً.
أما السيناتور الجمهوري من ولاية نورث داكوتا أيضاً، كيفن كريمر، فأبدى “تفاؤلاً حذراً” بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق، قائلاً: “دعونا نأمل أن يكون هذا الاتفاق حقيقياً”.
خطوة “يجب الاحتفاء بها”
وفي الوقت نفسه، قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، في بيان، إن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن سيجلب “ارتياح عميق لعائلات الرهائن، وإسرائيل كلها وللفلسطينيين الذين عانوا لفترة طويلة في هذه الكارثة الإنسانية المروعة”.
وأضاف شومر، أن “العمل لم ينتهِ بعد، ولكن أي خطوة لإنهاء هذا الكابوس هي خطوة يجب الاحتفاء بها وتنفيذها بعناية ومتابعتها”، دون أن يذكر اسم ترمب في بيانه المكون من 245 كلمة.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس النواب مايك جونسون، (جمهوري من لوس أنجلوس) بترمب، ووجه انتقاداً لاذعاً للديمقراطيين في الكونجرس، قائلاً: “ما يبرز في هذه الليلة هو التناقض المذهل لما نراه، هذا التاريخ يُصنع. فها هو الرئيس ترمب يُظهر السلام من خلال القوة، مستخدماً قوته ومنصبه لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف جونسون في بيان: “أعني إنجازاً تاريخياً هائلاً بالفعل على صعيد السياسة الخارجية”، وتابع: “وها هم الديمقراطيون في الكابيتول يتصرفون كمجموعة من المهرجين”.
اتفاق غزة
وبعد يوم واحد فقط الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أسفرت مفاوضات “غير مباشرة” استضافتها مصر، عن التوصل لاتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من إطار مكون من 20 بنداً، اقترحه ترمب، لإحلال السلام في قطاع غزة وإنهاء الحرب.
ومن شأن الاتفاق، أن يُقرب الطرفين (إسرائيل وحماس)، أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحوّلت إلى صراع إقليمي شمل دولاً مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.
كما يمهد هذا الاتفاق الطريق لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، حيث أفاد مرصد عالمي للجوع في أغسطس الماضي بأن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من المجاعة.
وبحسب تقديرات رسمية، فقد أودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ عامين، بحياة أكثر من 67 ألف شخص، ودمرت معظم القطاع، وتسببت في نزوح جميع السكان تقريباً وأصابت المنظومة الصحية بالشلل.