عندما يلتقي الاحتفال بالتسويق في مواسم الأعياد، لا يقتصر الأمر على الزينة والهدايا، بل يتحول الفرح إلى ساحة معركة تجارية. وفقا لتحليلات متخصصة، تشهد هذه الفترات ارتفاعا في الإنفاق التسويقي بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأشهر العادية . فكيف تستغل العلامات التجارية المشاعر الجمعية لتحقيق أهدافها؟ وما حدود هذا التوظيف؟  

  آليات تحويل الفرح إلى أرباح: استراتيجيات ناجحة  

توظيف العواطف والهوية

علم النفس الرمزي: دراسة “تأثير أرقام يوم العيد” تُظهر أن الناس يفضلون الأرقام المرتبطة بتاريخ ميلادهم، ما يدفع العلامات لاستخدامها في تسعير المنتجات أو ترويجها .  

الاستهداف الدقيق والتخصيص

شرائح الجمهور: تحليل بيانات الأعوام السابقة يُمكن العلامات من تجنب “الرسائل العامة”. مثال: استهداف العائلات بمنتجات جماعية، والشباب بعروض سريعة .  

تقنيات الذكاء الاصطناعي: مثل شريحة “المشترين المحتملين” في “إحصاءات Google”، التي ساعدت شركة “BAUR” على رفع مبيعاتها بنسبة 56% .  

 

المحتوى القصصي بدل الخصومات المباشرة 

انتقد خبراء التركيز المفرط على التخفيضات، مؤكدين أن “التسويق العاطفي” (مثل قصص التضامن الأسري) يبني ولاءً أعمق .  

نجاح إعلان “البريد المصري” بعمرو دياب رغم انتقادات لـ”التركيز على الجري والرياضة” كَشَفَ أهمية ربط العلامة بقيم النجاح والاستمرارية .  

 التحديات: عندما تفشل الفرحة  

إهدار الميزانيات دون إبداع

قد تنفق شركة الاعلانات مبالغ طائلة لكنه فشل بسبب “أغنية سيئة وفكرة مستهلكة” .  

تكرار نفس التصاميم والإعلانات يولد “الملل” ويقلل التفاعل بنسبة 30% وفق خبراء التسويق .  

الصدام الثقافي والجمهور  

قد يفشل الإعلان، بسبب “الاستسهال في الفكرة والأغنية” .  

مستقبل إعلانات العيد: نحو توازن بين القيمة والربح  

الاستدامة العاطفية: تحذير الخبراء من تحول المناسبات إلى “موسم صيد عملاء”، مع التأكيد على بناء علاقات طويلة الأمد عبر محتوى ذي قيمة إنسانية .  

الابتكار التكنولوجي: استخدام الواقع الافتراضي لإنشاء “أسواق عيد افتراضية”، أو توظيف الذكاء الاصطناعي لتخصيص العروض حسب سلوك المستخدم الفردي .  

الأخلاقيات التسويقية: مطالبات بتنظيم حملات تحترم خصوصية البيانات وتجنب التلاعب النفسي المفرط، خاصة في استهداف الأطفال  

 الفرح ليس سلعة… لكنه يمكن أن يروّج لها بحكمة  

الأعياد مرآة لمجتمعاتنا تظهر كيف تتحول المشاعر الجمعية إلى وقود لآلة التسويق. النجاح ليس في “استغلال الفرح”، بل في صناعة فرح حقيقي يلتقي مع أهداف العلامات. كما يقول محللون: “أفضل إعلان هو الذي لا يشعرك أنه إعلان، بل هدية تتناسب مع لحظتك” .  

 “في عيد الأضحى يصبح التسويق جزءا من الطقوس، المفتاح هو أن تكون الطقوس أصيلة، لا مجرد غلاف لصفقة” .

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.