اخر الاخبار

إقبال على اقتناء الحمير والخيل في درعا

درعا – حليم محمد

في القسم الشمالي من سوق لبيع المواشي في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، يعرض موسى (40 عامًا) البغال والحمير والخيول العادية للبيع، والتي زاد الطلب عليها مؤخرًا.

طلب متزايد على شراء الحمير دافعه العودة للزراعة التقليدية خاصة في ريف درعا الغربي، بعد غلاء أجرة الحراثة على الآلات الزراعية، إلى جانب استخدامها في عمليات نقل الأعشاب والحطب ومياه الشرب.

وأسهم ارتفاع أسعار المحروقات في غلاء تكلفة حراثة الأرض بالنسبة للآلات الزراعية، وكذلك ارتفاع أجور النقل، إذ أصبحت تكلفة أجرة السيارة لا تقل عن 100 ألف ليرة سورية.

وقال موسى ل، إن سعر الخيل العادي يختلف باختلاف جنسه، إذ تكون الأنثى أكثر طلبًا لأنها تنتج مواليد باستمرار، كما تتحكم عدة أمور في تحديد السعر، هي بدانة الخيل أو الحمير، وخلوّها من الأمراض، وقدرتها على تحمل مشاق الحراثة، وجر العربات.

وأضاف أن بعض الخيول غير الأصيلة يصل سعرها إلى أكثر من 15 مليون ليرة سورية (نحو 1000 دولار أمريكي)، في حين يتراوح سعر الحمار ما بين مليون وثلاثة ملايين ليرة سورية.

وذكر موسى أن تجارة الخيول تحقق أرباحًا مالية وصفها بـ”الجيدة”، بالإضافة إلى عمله في تجارة الأغنام والماعز في ذات السوق.

ويعد سوق المواشي في المزيريب سوقًا شعبيًا مخصصًا لبيع المواشي والأعلاف والطيور، وينشط يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع.

مصدر دخل

محمود سليمان (40 عامًا)، وهو من سكان ريف درعا الغربي، يعتمد على حراثة أراضي المزارعين بواسطة الخيل، وهي مهنة تشكل مصدر رزق لأسرته المؤلفة من ستة أفراد.

وقال إنه يخرج فجر كل يوم للعمل بعد اتفاقه المسبق مع المزارعين على حراثة أرضهم، مضيفًا أن عمله يتركز على حراثة المساحة الفارغة بين النباتات.

وبعد غلاء أجور قلع محصول البطاطا على الجرار الزراعي، زاد عمل محمود بمحراثه الموضوع على الخيل في الموسم، وبات يحرث الأرض ليجني العمال من خلفه البطاطا.

كما زاد الطلب على خيله في زراعة محصولي الفول والبازلاء، اللذين يزرعان في شهري تشرين الأول والثاني.

حراثة أرخص

وصلت أجرة حراثة الدونم على الجرار إلى 100 ألف ليرة سورية، في حين لا تتعدى أجرتها على الدواب 50 ألف ليرة سورية.

وأضاف محمود أن رأس ماله هو الجهد الذي يبذله، والعلف الذي يطعمه للحصان والمكوّن من الشعير، وتصل تكلفة الكيلو منه إلى 3000 ليرة سورية.

ونفق لدى محمود حصان كان يعمل في حراثة الأرض، الأمر الذي دفعه لشراء حصان جديد بسعر 1000 دولار.

قال يوسف عبد الكريم (27 عامًا)، ولديه مزرعة رمان تبلغ مساحتها عشرة دونمات، إنه حرث مزرعته على الدواب ليوفر تكلفة حراثتها على “العزاقة”.

من جهته، قال المهندس الزراعي خالد سليمان، إن استخدام الآلات الزراعية في حراثة الأرض أفضل من حراثتها على الخيل، إذ تشق الأرض بعمق أكبر، وتساعد على قلب التراب أكثر، وبالتالي تعرضه للتهوية، وتؤدي إلى سهولة تحرك جذر النبات ما ينعكس على سرعة نمو وجودة المحصول.

وأضاف أن العودة للحراثة التقليدية سببها غلاء أجور الحراثة عبر الآلات، بعد غلاء أسعار المازوت وقطع إصلاح المحركات.

ووصل سعر ليتر المازوت إلى 13 ألف ليرة سورية، ويتحكم سعره بأجرة الحراثة التي تصل إلى 300 ألف ليرة للدونم الواحد، في حال كانت الحراثة على جرار كبير باستطاعة عالية ومحراث كبير.

استخدامات منزلية

على عربة يجرها حمار أسود اللون، أصبح أيمن الصالح (20 عامًا) ينقل مياه الشرب من البئر التي تبعد عن منزله ما يقارب كيلومترين، وذلك بعد انقطاع مياه الشرب من مصدرها الرئيس في بلدة زيزون بريف درعا الغربي.

ولجأ أيمن لشراء حمار بسعر مليوني ليرة وتفصيل عربة (طنبر)، لقضاء حاجيات المنزل من نقل مياه وحطب وأعشاب لأبقاره وغير ذلك.

وتستخدم الحمير والخيول العادية في جر العربات، وباتت متداولة بكثرة لقضاء حوائج السكان في الريف.

وقال أيمن إنه ينقل عبر العربة الأعشاب لأبقاره الثلاث، لافتًا إلى أن استئجار سيارة أو جرار لا يقل عن 100 ألف ليرة سورية، كما أن سعر سيارة أو جرار لا يقل عن 7000 دولار، وبالتالي فإن الحمار والعربة أرخص وسيلة متاحة.

ويبلغ عدد الخيول في محافظة درعا 910 رؤوس، وعدد قطيع الأبقار 43264 رأسًا، والأغنام 779139 رأسًا، والماعز 119054 رأسًا.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *