اخر الاخبار

إقبال من محافظات سوريا على زيارة إدلب

بعد سقوط النظام السوري، وفرار بشار الأسد إلى روسيا، شهدت مناطق الشمال السوري التي كانت خارجة عن قبضته منذ سنوات اكتظاظًا سكانيًا، فكانت وجهة للعديد من أبناء سوريا القادمين من المحافظات الأخرى.

التسوق والسياحة وزيارة الأصدقاء والتعرف إلى الأماكن، كلها أسباب رصدتها لقادمين من مناطق مختلفة في سوريا إلى الشمال السوري، الذي لا يخلو أيضًا من كونه منطقة لمئات مخيمات النزوح.

أسعار منخفضة

خلال جولة ل في أسواق مدينة إدلب، قال الخمسيني سمير بدوي إنه جاء من حلب لزيارة المدينة، ولم يكن يتوقع أن هذه البقعة الجغرافية بصغر مساحتها، والتي احتضنت مئات آلاف المهجرين من مختلف المحافظات السورية، استطاعت أن تنشئ مرافق متطورة مقارنة بمناطق سورية أخرى.

وأضاف أنه جاء لزيارة المدينة بعد سماعه عن نشاط أسواقها والأسعار المنخفضة فيها، لافتًا إلى أن أسعار بعض الأصناف تصل إلى نصف قيمتها في محافظات أخرى.

وبحسب جولة الخمسيني، فإن أسعار الأدوات المنزلية والكهربائية ومنظومة الطاقة الشمسية والسيارات مرتفعة في حلب مقارنة مع المتوفرة في إدلب وريفها.

وذكر أن سعر الثلاجة في حلب، يتراوح وسطيًا بين 10 ملايين ليرة سورية و14 مليون ليرة (بين 700 دولار أمريكي و1000 دولار)، بينما سعرها في إدلب يتراوح بين 3 ملايين ليرة و7.5 مليون ليرة (200 إلى 500 دولار)، وذلك حسب الحجم والجودة.

وجهة لشراء السيارات

شهد الشمال السوري إقبالًا على شراء السيارات نظرًا إلى انخفاض أسعارها، فعلى سبيل المثال، سيارة من نوع “كيا ريو” يبلغ سعرها في إدلب 41 مليون ليرة (3000 دولار)، أما في مناطق سيطرة النظام فقد تصل إلى 200 مليون ليرة (نحو 15 ألف دولار).

وخلال الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار السيارات في الشمال السوري، لكنها لا تزال منخفضة مقارنة بباقي المناطق، وفق باعة قابلتهم.

أثاث وغذائيات.. نصف السعر

السيدة أماني دالاتي، قصدت “المولات” الموجودة في مدينة الدانا بريف ادلب الشمالي، لتشتري أثاثًا لمنزلها في حلب، وذلك بعد عودتها من تركيا عقب سقوط نظام الأسد.

وتوفر “المولات” البضائع التركية والأوروبية بجودة عالية، وبأسعار أقل من النصف مما يباع في مناطق سورية أخرى.

ويتراوح سعر غرفة النوم للزوجين بين 4.5 مليون ليرة سورية و15 مليون ليرة (بين 300 و1000 دولار)، بينما يبلغ سعر الغرفة متوسطة الجودة في مدينة حلب 23 مليون ليرة سورية (1400 دولار).

وأضافت السيدة أن معظم المنتجات الغذائية والتموينية وحتى المنظفات أسعارها أقل، فسعر ليتر زيت القلي يبلغ 30 ألف ليرة سورية في حلب، بينما سعره في مناطق الشمال نحو 22 ألفًا.

زاد الإقبال على الشراء من أسواق مدينة إدلب - 25 كانون الأول 2024 (/ سماح علوش)

زاد الإقبال على الشراء من أسواق مدينة إدلب – 25 كانون الأول 2024 (/ سماح علوش)

أما السيدة شذى، فقالت إنها جاءت لزيارة أسواق إدلب مع عائلتها وأقربائها من مدينة حماة، وكانت الوجهة أسواق الألبسة والأحذية ببضائعها التركية المتنوعة.

وذكرت أنها كانت تضطر لشراء ذات البضائع سابقًا عن طريق التواصي بأسعار مرتفعة، مع عدم إمكانية الاستبدال أو الترجيع.

رحلات سياحية

نظرًا إلى رغبة أهالي المحافظات السورية بزيارة مناطق إدلب وريفها، نظّمت العديد من شركات النقل للسياحة والسفر رحلات يومية إليها، تتضمن برنامجًا للتسوق والتوقف عند عدة محطات، بما فيها “المولات” والمطاعم.

ومنذ 2020، يتعامل قاطنو الشمال السوري بالليرة التركية، وبعد سقوط النظام، أصبح الباعة يقبلون الدفع بالليرة السورية لتسهيل عمليات البيع والشراء.

وبحسب رصد، وصلت عائلات من السويداء واللاذقية وحماة لزيارة أقربائهم في الشمال السوري، عبر تنظيم وسائل نقل جماعية.

زادت زيارات الأهالي من محافظات سورية إلى مدينة إدلب - 25 كانون الأول 2024 (/ سماح علوش)زادت زيارات الأهالي من محافظات سورية إلى مدينة إدلب - 25 كانون الأول 2024 (/ سماح علوش)

زادت زيارات الأهالي من محافظات سورية إلى مدينة إدلب – 25 كانون الأول 2024 (/ سماح علوش)

لفتت مدن الملاهي أنظار الشاب عامر الراغب، القادم من مدينة حماة إلى إدلب، خاصة الألعاب الكهربائية، والتي افتقدها أطفاله في مدينتهم، بسبب انقطاع الكهرباء لـ20 ساعة كل يوم.

وقال إن سقوط النظام جعل السوريين يعيشون الحرية “بأسمى أشكالها”، فكُسرت القيود والحواجز، وأصبح بإمكانهم السفر والذهاب لأي محافظة دون الخوف من شبح الاعتقال.

وتنشط في مدينة إدلب خمس مدن ملاهٍ، منها ما كان موجودًا قبل 2011 وأعاد أصحابها تأهيلها، كالملاهي في “النادي العائلي” و”طيبة”، ومنها أُسس حديثًا كـ”الأرض السعيدة” ومجمع “النور السياحي” و”ديزني لاند”، بالإضافة إلى ألعاب منتشرة بجانب المطاعم وبعض المرافق.

رغم الإقبال على أسواق المدينة، يعيش الأهالي في إدلب ظروفًا اقتصادية ومعيشية متردية، كما تنتشر البطالة بكثرة، ولا تتجاوز يومية العامل 65 ألف ليرة سورية (5 دولارات) في أحسن الأحوال.

كما يترقب مئات آلاف المهجرين والنازحين في الشمال السوري دعمهم من ناحية إعمار وتأهيل منازلهم التي تضررت خلال سنوات الحرب.

وفي 26 من كانون الأول، أعلن المتحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، أن نحو مليون سوري بحاجة إلى مساعدات بقيمة 310 ملايين دولار لتسهيل عودتهم إلى بلادهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025.  

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *