يواجه ملايين الأميركيين الذين يخططون للسفر جواً هذا الشهر، اضطرابات كبيرة محتملة في رحلاتهم، قبل أسابيع من موسم العطلات، وذلك حال استمرار الإغلاق الحكومي، الذي بات الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وبحسب أمرٍ طارئ أصدرته إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، ستبدأ إدارة الرئيس دونالد ترمب، اعتباراً من الجمعة، خفض عدد الرحلات الجوية في 40 مطاراً في مختلف أنحاء البلاد بنسبة 4%، على أن ترتفع النسبة تدريجياً إلى 10% بحلول الجمعة التالية، حال استمر الإغلاق، حسبما أفادت به شبكة CNN.
وأوضحت الشبكة أن عدداً من شركات الطيران الكبرى ألغت مئات الرحلات المقررة ليومي الجمعة وعطلة نهاية الأسبوع بشكل استباقي، ناقلة عن أحد مسؤولي هذه الشركات قوله إن “هذه الإلغاءات ستؤثر على حركة الطيران كما يحدث في أيام الأحوال الجوية السيئة، إلا أنها ستشمل هذه المرة عدداً من المدن في مختلف الولايات بدلاً من منطقة جغرافية واحدة”.
وفي الإطار، قال مدير إدارة الطيران الفيدرالية، برايان بيدفورد، إن “خفض الرحلات سيقتصر على 40 سوقاً ذات حركة جوية كثيفة”.
وأضاف: “سنطلب من شركات الطيران التعاون معنا لتقليص جداول رحلاتها بطريقة منسقة تضمن استمرار انسيابية العمليات الجوية”.
المطارات الأميركية التي ستخفض رحلاتها التجارية:
- وبحسب أمر إدارة الطيران الفيدرالية الصادر الخميس، تشمل قائمة المطارات التي ستشهد خفضاً في الرحلات الجوية ثلاثة مطارات رئيسية في مدينة نيويورك هي: مطارات لاجوارديا وجون إف. كينيدي ونيوارك ليبرتي.
- كما ستتأثر مطارات أخرى في الشمال الشرقي للولايات المتحدة، من بينها مطارات بوسطن لوجان، وفيلادلفيا، وتيتربورو في ولاية نيوجيرسي.
- المنطقة الوسطى: مطار إنديانابوليس الدولي، ومطار شيكاجو ميدواي الدولي، ومطار شيكاجو أوهير الدولي، ومطار سينسيناتي/شمال كنتاكي الدولي، ومطار ديترويت متروبوليتان واين كاونتي، ومطار لويزفيل الدولي، ومطار مينيابوليس–سانت بول الدولي.
- الجنوب: مطار شارلوت دوجلاس الدولي، ومطار دالاس لاف فيلد، ومطار دالاس فورت وورث الدولي، ومطار فورت لودرديل هوليوود الدولي، ومطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي، ومطار هيوستن هوبي، ومطار جورج بوش هيوستن إنتركونتننتال، ومطار ممفيس الدولي، مطار أورلاندو الدولي، ومطار ميامي الدولي، ومطار تامبا الدولي.
- منطقة العاصمة واشنطن: مطار بالتيمور/واشنطن الدولي، ومطار واشنطن دالِس الدولي، ومطار رونالد ريجان واشنطن الوطني.
- الولايات الغربية: مطار دنفر الدولي، ومطار لاس فيجاس مكاران الدولي، ومطار لوس أنجلوس الدولي، ومطار أوكلاند الدولي، ومطار أونتاريو الدولي، ومطار بورتلاند الدولي، ومطار فينكس سكاي هاربر الدولي، ومطار سان دييجو الدولي، ومطار سياتل-تاكوما الدولي، ومطار سان فرانسيسكو الدولي، ومطار سولت ليك سيتي الدولي.
- هاواي وألاسكا: مطار أنكوراج الدولي، ومطار هونولولو الدولي.
وأوضحت CNN أن العديد من المطارات الأخرى قد تتأثر أيضاً، نظراً إلى أن الرحلات القادمة من المدن الكبرى التي تُطبَّق فيها تخفيضات إدارة الطيران الفيدرالية تتجه عادةً إلى مطارات أصغر، ما يعني أن تأثير القرار قد يمتد إلى مختلف أنحاء البلاد.
عدد الرحلات التي سيتم خفضها
وذكرت الشبكة أن خفض الرحلات بنسبة 10% قد يؤدي إلى إلغاء آلاف الرحلات يومياً، وهو إجراء غير مسبوق في تاريخ قطاع الطيران الأميركي.
وبحسب أمر الوكالة، ستبدأ عملية الخفض بنسبة 4% اعتباراً من الساعة السادسة من صباح الجمعة، لترتفع إلى 6% الثلاثاء، ثم 8% الخميس، وتصل إلى 10% بحلول الجمعة التالية، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الإغلاق الحكومي المستمر.
وأشار بيدفورد، في بيان صادر عن وزارة النقل الأميركية، إلى أن “النظام يُظهر مؤشرات ضغط، ولذلك نعمل بشكل استباقي على تقليل عدد الرحلات لضمان استمرار سلامة الطيران للمسافرين الأميركيين”.
4 شركات ألغت رحلاتها
وأفادت CNN بأن 4 من كبرى شركات الطيران الأميركية ألغت مئات الرحلات الجوية بشكل استباقي، رغم أن معظم الشركات أكدت أن تأثير القرار سيكون محدوداً في الوقت الحالي.
وأوضحت الشبكة أن شركة “دلتا إيرلاينز” ألغت نحو 170 رحلة قصيرة وطويلة كانت مقررة الجمعة، مع احتمال إلغاء المزيد من الرحلات، وفق ما نقلت عن متحدث باسم الشركة.
أما “يونايتد إيرلاينز” فقد قررت إلغاء نحو 200 رحلة، أي ما يعادل 4% من جدول رحلاتها اليومي، معظمها رحلات إقليمية، على أن تواصل إلغاء النسبة نفسها يومي السبت والأحد.
في المقابل، خفضت شركة “أميركان إيرلاينز” جداول رحلاتها بنسبة 4% في 40 مطاراً بين الجمعة والاثنين، بما يعادل نحو 220 رحلة ملغاة يومياً، بحسب المتحدثة باسم الشركة سارة جانتز، التي قالت: “حتى مع هذه الإلغاءات، نخطط لتسيير نحو 6 آلاف رحلة يومياً”.
أما شركة “ساوث ويست إيرلاينز” فستلغي نحو 100 رحلة الجمعة، فيما دعت الكونجرس إلى “حل الخلاف فوراً”، مؤكدة أنها تعمل على تعديل جداول رحلاتها بما يتوافق مع تقليصات إدارة الطيران الفيدرالية.
نصائح للمسافرين في الأيام المقبلة
وقدّم الرئيس التنفيذي لشركة “فرونتير إيرلاينز”، باري بيفل، نصائح للمسافرين عبر منشور على حسابه في “إنستجرام”، قال فيه: “إذا كنت مسافراً يوم الجمعة أو خلال الأيام العشرة المقبلة، وتحتاج للوصول في موعدك، أو لا ترغب في أن تعلق في المطار، أنصحك بحجز تذكرة احتياطية على شركة طيران أخرى”.
وأضاف بيفل: “لا تحجز تذكرة من الدرجة الأساسية، بل أحجز تذكرة من الدرجة الاقتصادية على فرونتير، حتى تتمكن من إعادة استخدام قيمة التذكرة أو الحصول على رصيد، لأن احتمال أن تعلق في حال إلغاء رحلتك مرتفع جداً”.
وأوضحت CNN أن شركات “أميركان إيرلاينز”، و”دلتا إيرلاينز”، و”ساوث ويست إيرلاينز”، و”يونايتد إيرلاينز”، و”فرونتير إيرلاينز”، تقدم إعفاءات خاصة تتيح للركاب تغيير حجوزاتهم دون دفع رسوم إضافية.
وأشارت الشبكة إلى أنه يُفضّل الحجز مباشرة مع شركة الطيران، بدلاً من مواقع السفر الوسيطة، لأن حل المشكلات سيكون أسرع في حال الإلغاء.
كما نصحت المجموعة الأميركية لحماية المصلحة العامة المسافرين بتجنب الرحلات التي تتضمن محطات توقف متعددة (الترانزيت)، موضحةً أن “كلما زاد عدد الطائرات التي يتعين على المسافر ركوبها للوصول إلى وجهته، ارتفعت احتمالات تأخير الرحلة أو إلغائها”.
وأوضحت CNN أن شركات الطيران ستكون ملزمة برد قيمة التذاكر في حال إلغاء الرحلات، لكنها لن تتحمل أي تكاليف إضافية مثل الإقامة في الفنادق أو النفقات الأخرى، إذ تعتبر إدارة الطيران الفيدرالية أن هذا هو الإجراء المعتاد في الحالات التي لا تتحمل فيها شركات الطيران مسؤولية سبب الإلغاء أو التأخير.
ما هي أسباب إلغاء الرحلات الجوية؟
بدأ الإغلاق الحكومي في الأول من أكتوبر الماضي، ما حال دون حصول عدد كبير من الموظفين الفيدراليين على رواتبهم.
ويُعد مراقبو الحركة الجوية وعناصر إدارة أمن النقل (TSA) من الموظفين الأساسيين الذين يُطلب منهم العمل خلال الإغلاق، رغم أنهم لا يتلقون أجورهم، وقد اضطر بعضهم إلى البحث عن مصادر دخل بديلة لتغطية نفقاتهم.
وأوضح نك دانييلز، رئيس اتحاد مراقبي الحركة الجوية الوطنية، أن المراقبين يستقيلون يومياً بسبب طول فترة الإغلاق، مضيفاً أن “عدد المراقبين العاملين الآن أقل بـ400 شخص؛ مما كان عليه خلال إغلاق عام 2019.
وبحسب تحليل أجرته CNN، تم الإبلاغ عن أكثر من 450 حالة نقص في الكوادر داخل مرافق إدارة الطيران الفيدرالية منذ بداية الإغلاق.
هل الطيران لا يزال آمناً رغم نقص الموظفين؟
حذر دانييلز من أن استمرار الإغلاق لفترة أطول قد يؤدي إلى مخاطر أكبر، خاصة مع ازدياد الضغط على المراقبين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أسابيع. لكن المسؤولين الفيدراليين يؤكدون أن تقليص عدد الرحلات سيساعد في الحفاظ على سلامة الطيران.
بدورها، أكدت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB)، جينيفر هومندي، أن قرار خفض الرحلات: “يمثل إدارة حقيقية لمخاطر السلامة، وهو جوهر نظام الطيران لدينا، والإجراء الصائب في الوقت الراهن”.
وأضافت هومندي في منشور عبر منصة “إكس”: “انخفاض أعداد مراقبي الحركة الجوية وساعات العمل الإضافية الإلزامية وأسبوع العمل المكون من ستة أيام لها تأثير مباشر على السلامة”.
