إيجارات المحال في الدانا ترتفع بلا ضوابط
تشهد مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي ارتفاعًا سنويًا في قيمة إيجار المحال التجارية، بنسبة تقدر بـ25%، ما يخلق تحديات أمام أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودفع بعض الباعة لرفع أسعار المنتجات على المستهلك.
يُحدد الإيجار بالدولار الأمريكي في مدينة الدانا، والتي تعد وجهة للتجار بسبب موقعها القريب من الحدود التركية، وبعدها النسبي عن مناطق التصعيد والعمليات العسكرية.
كما أن النشاط التجاري المتزايد في المدينة يجذب المزيد من أصحاب المشاريع.
التعويض برفع سعر المنتجات
البائع محمود مصطفى، وهو مقيم في مدينة الدانا، قال ل إنه يستأجر محل ألبسة في أطراف المدينة بقيمة 150 دولارًا أمريكيًا، ويرتفع 25 دولارًا مع تجديد كل عقد سنويًا.
وأوضح أن نسبة المبيعات في السوق منخفضة مقارنة بالإيجارات، لدرجة أنه في بعض الأشهر لا يجني سوى ما يكفي لدفع الإيجار، ما يجعل جهده كله يذهب لصاحب المحل، حسب قوله.
أما البائع علي محمد، صاحب محل أغذية في وسط السوق، فقال ل إنه يدفع 400 دولار أمريكي شهريًا قيمة الإيجار، وفي بعض الأشهر لا يربح من محله سوى ما يغطي قيمة الإيجار.
باسل الأحمد، صاحب محل لبيع الملابس، أوضح أنه اضطر لاستئجار محل في أطراف السوق بسبب الارتفاع المبالغ فيه للإيجارات في وسط السوق.
وأضاف أن إيجار محله الحالي يبلغ 140 دولارًا، ويزداد 30 دولارًا سنويًا، مرجعًا السبب إلى الطلب المتزايد على المحال، ما يتيح لأصحاب المحال القدرة على التحكم بالمستأجرين والتأجير لمن يدفع أكثر.
معظم الباعة الذين قابلتهم قالوا إنهم يضطرون لتعويض ارتفاع قيمة الإيجار من سعر المواد والمنتجات.
عرض وطلب
طالب العديد من أصحاب المحال الجهات المحلية بتنظيم عملية الإيجار، ووضع معايير محددة تضمن توازنًا بين حقوق المالكين وقدرة المستأجرين على الاستمرار في أعمالهم.
رئيس بلدية مدينة الدانا، محمد الديبو، أوضح ل أن تحديد قيمة الإيجارات يعتمد على رغبة مالك المحل، وأن عقود الإيجار تتم عبر مكاتب عقارية مرخصة لدى البلدية.
ارتفاع أسعار السلع وإيجار العقارات سواء المحال أو الأماكن السكنية يرهق الأهالي المقيمين شمال غربي سوريا، وسط أوضاع اقتصادية متردية وسيئة، مع تراجع في القدرة الشرائية ونقص في فرص العمل.
ويعد البحث عن مكان للسكن أزمة متجددة في مدينة إدلب، بعد أن صارت حاضنة لنازحين ومهجرين من معظم المدن والبلدات السورية. حيث ارتفعت قيمة الإيجارات 70% منذ عام 2023، وفق تقرير أعدته في أيلول الماضي.
ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.6 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.5 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي