إيران.. ارتفاع عدد ضحايا ميناء بندر عباس وسط استمرار النيران

أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بارتفاع ضحايا انفجار ميناء رجائي في مدينة بندر عباس، جنوبي إيران، الأحد إلى 40، وإصابة نحو 1241، فيما قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن الأولوية الآن هي إخماد الحريق الهائل الذي شب في منطقة الحاويات بالميناء ثم تقصي أسباب الانفجار.
وذكر رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران أن جهود إطفاء الحريق الضخم الذي اندلع في ميناء رجائي “مستمرة”، متوقعاً السيطرة الكاملة عليه بحلول فجر الاثنين.
وأوضح المسؤول أن فرق الإطفاء من محافظات طهران وبوشهر وكرمان وفارس، انضمت إلى قوات هرمزجان المحلية للمساعدة في إخماد النيران، في حين أسقطت طائرات مروحية وطائرات أخرى المياه من الجو على الحريق المستعر طوال الليل.
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن السلطات لم تتعرف إلا على هوية 10 ضحايا فقط، من بينهم امرأتان.
وقالت إيران، الأحد، إنها سمحت لأول سفينة بدخول ميناء شهيد رجائي في بندر عباس، فيما ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، الأحد، أن مسؤولي الجمارك يتواجدون حالياً في ساحة الميناء من أجل العمل على استئناف العمليات الجمركية خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى صدور إذن بالفعل، بالتنسيق مع الجهات الأخرى، بخروج الشاحنات المحملة من الميناء.
أسباب الحريق
وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في جلسة للبرلمان، الأحد، إن لجنة برلمانية خاصة ستجري تحقيقاً حول أبعاد الحادث.
ولم تتوفر سوى تفاصيل قليلة حول ما تسبب في اشتعال الحريق، لكن شركة أمنية بريطانية، تعمل في مجال إدارة المخاطر البحرية، الأحد، ذكرت أن شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهده ميناء بندر عباس.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن شركة “أمبري” الأمنية المتخصصة، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، قولها إن الميناء استقبل شحنة من مادة الوقود الصاروخي الكيماوية في مارس من الصين.
وفي أول رد فعل الأحد، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، الجنرال رضا طالعي، التقارير التي تحدثت عن استيراد وقود صواريخ عبر الميناء.
وقال طالعي، في اتصال هاتفي مع التلفزيون الرسمي: “لم يتم، ولا يتم، استيراد أو تصدير أي شحنة وقود أو مواد ذات تطبيقات عسكرية عبر الميناء”. ووصف التقارير الأجنبية بشأن وقود الصواريخ بأنها “لا أساس لها”.
وتظهر بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة “أسوشيتد برس” أن إحدى السفن المشتبه بحملها المادة الكيميائية كانت في المنطقة في مارس، كما ذكرت “أمبري”. ولم تعترف إيران رسمياً بتسلّم الشحنة.
ولا يزال من غير الواضح سبب عدم نقل إيران لهذه المواد الكيميائية من الميناء، خاصةً بعد انفجار ميناء بيروت عام 2020، الذي نتج عن اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، مما أودى بحياة أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين.
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي للانفجار في الميناء، السبت، تصاعد دخان مائل إلى اللون الأحمر من الحريق قبل الانفجار، مما يشير إلى احتمال تسبب مركب كيميائي في الانفجار، كما حدث في انفجار بيروت، بحسب “أسوشيتد برس”.
وبيّنت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود بعد الانفجار. وأظهرت مقاطع أخرى تحطم الزجاج في مبانٍ تبعد كيلومترات عن مركز الانفجار.
وفي أحد مقاطع الفيديو، صرخ رجل قائلاً: “ارجعوا! ارجعوا! قولوا لسائق الغاز (الشاحنة) أن يذهب! قولوا له أن يذهب، سينفجر! يا الله، إنه ينفجر! الجميع يغادر! ارجعوا! ارجعوا!”
وفي وقت متأخر من مساء السبت، قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن إدارة الجمارك الإيرانية ألقت باللوم في الانفجار على “مخزون من المواد الخطرة والمواد الكيميائية المخزنة في منطقة الميناء”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأظهرت صورة جوية بثتها وسائل الإعلام الإيرانية بعد الانفجار اندلاع حرائق في عدة مواقع داخل الميناء، فيما حذرت السلطات لاحقاً من تلوث الهواء بمواد كيميائية مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين. كما سيتم إغلاق المدارس والمكاتب في بندر عباس، الأحد.
وجهة رئيسية
ويقع ميناء رجائي في محافظة هرمزجان، على بعد حوالي 1050 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، على مضيق هرمز، وهو الممر الضيق الذي يمر عبره 20٪ من النفط المتداول عالمياً.
وكتب عبد الله باباخاني، مستثمر في مجال الطاقة المتجددة ومحلل اقتصادي، في منشور على منصة “إكس”: “إذا توقف عمليات هذا الميناء الاستراتيجي لمدة أسبوعين فقط، بسبب الدمار المادي والتشغيلي، يمكن أن يكون ذلك مؤثراً للغاية على اقتصاد البلاد”.
وشهدت البنية التحتية للطاقة والصناعة في إيران سلسلة من الوقائع التي خلفت ضحايا خلال السنوات القليلة الماضية. وعُزي السبب في الكثير منها إلى الإهمال.
وشملت هذه الوقائع حرائق في مصافي تكرير، وانفجار غاز في منجم فحم، بالإضافة إلى حادث وقع خلال إصلاحات طارئة في بندر عباس أدى إلى سقوط عامل عام 2023.
لكن طهران وجهت أصابع الاتهام في بعض الوقائع الأخرى إلى إسرائيل التي شنت هجمات على الأراضي الإيرانية لاستهداف البرنامج النووي في السنوات القليلة الماضية، وقصفت الدفاعات الجوية للبلاد العام الماضي.