اخر الاخبار

إيران: استمرار المحادثات غير المباشرة مع أميركا في عُمان

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أن الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في سلطنة عمان، السبت المقبل، وسط تصاعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لطهران بـ”عواقب قاسية” من أجل منعها من “امتلاك سلاح نووي”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”: “بعد المشاورات، تقرر أن تستمر العاصمة العمانية مسقط في استضافة الجولة الثانية من هذه المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنها “ستعقد يوم السبت 20 أبريل”.

وجاء هذا التصريحات بعد ساعات قليلة من إبلاغ عراقجي لوزراء خارجية عدة دول بالمنطقة عبر اتصالات هاتفية، أن الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية “ستُعقد قريباً في العاصمة الإيطالية روما”، و”برعاية سلطنة عُمان”، معتبراً أن الجولة الأولى من المحادثات “كانت جيدة”.

وسبق أن أشار مصدر مطلع مقرب من الحكومة الإيرانية لوكالة “رويترز”، إلى أن “الولايات المتحدة ترغب بعقد الاجتماع في روما، بينما تُفضل إيران جنيف”.

وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن “المناقشات تهدف إلى استكشاف ما هو ممكن، بما في ذلك إطار عام لشكل الاتفاق المحتمل”.

وكانت مسقط استضافت، السبت الماضي، الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، وأكد الجانبان أنهما أجرتا محادثات “إيجابية” و”بناءة”.

10 رسائل بين إيران وأميركا

وذكرت صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية، الاثنين، أن المحادثات التي جرت السبت الماضي، “بدأت قرابة الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي في منزل وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي قام بدور الوسيط”.

وجرت المحادثات بمشاركة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وسفيرة الولايات المتحدة في سلطنة عمان آنا إسكروجيما، ووزير الخارجية الإيراني.

وذكرت الصحيفة، أن الجانبان “تبادلا أقل من 10 رسائل مكتوبة، فيما سلم عراقجي أول رسالة”، لافتةً إلى أن الأخير “قال عبر تلك الرسائل أن إيران لا تشارك في المحادثات غير المباشرة لمجرد الاستعراض، وأنها لا تسعى إلى المماطلة”.

وأكد عراقجي لويتكوف، أن “هدف طهران الرئيسي هو معرفة مدى صدق الجانب الأميركي، وتحديد جدوى التوصل إلى اتفاق” بين البلدين.

ووفقاً لـ”طهران تايمز”، أشار الوزير الإيراني، إلى أن بلاده “تريد اتفاقاً يربح فيه الجميع. ولن توافق، تحت أي ظرف من الظروف، على تفكيك برنامجها النووي”.

وأضاف أن “إيران ستكون مستعدة لاتخاذ خطوات من أجل تقديم ضمانات ضد عسكرة أنشطتها النووية، وستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجهة الوحيدة المسموح لها بالوصول إلى المواقع النووية الإيرانية”.

وأعرب عراقجي عن رغبة طهران بـ”رفع العقوبات عن عدة قطاعات”، لكنه أضاف: “بمجرد رفع هذه العقوبات، لا يمكن للولايات المتحدة العودة لفرض العقوبات تحت أي ذريعة”.

وتابعت الصحيفة: “اشترط عراقجي إبرام اتفاق إطاري عام لاستمرار المحادثات، وفي حال اعترضت الولايات المتحدة على الإطار الذي اقترحته إيران خلال الجولة الأولى، فعليها تقديم مقترح بديل”.

حل مشكلة إيران

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تشديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه “سيحل المشكلة الإيرانية، لأنها سهلة الحل”، ودعا طهران إلى التخلي عن سعيها لامتلاك سلاح نووي وإلا “ستواجه رداً قاسياً”، ولم يستبعد “قصف مواقعها النووية”، في حال فشل المفاوضات.

وأضاف ترمب، خلال استقبال رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، الاثنين، أن “إيران تريد التعامل معنا لكنها لا تعرف كيفية ذلك”.

وأشار إلى المفاوضات بين البلدين، التي استضافتها سلطنة عمان السبت، وأيضاً إلى المفاوضات المقبلة المرتقبة السبت في روما، واصفاً المدة بين الاجتماعين بـ”الوقت الطويل”، مؤكداً أن طهران ليس بإمكانها الحصول على السلاح النووي.

وأوضح ترمب أنه يعتقد أن إيران “تستغل” بلاده لأنها “اعتادت التعامل مع أغبياء في هذا البلد”، وفق وصفه.

وذكر ترمب أنه “يريد أن تكون إيران دولة عظيمة وغنية”، ولكنه اشترط عليهم “شرطاً واحداً” وهو “التخلي عن هدف الحصول على سلاح نووي”، مضيفاً: “يجب علينا التحرك سريعاً (في المفاوضات)، لأنهم قريبون جداً من امتلاكه”.

واعتبر ترمب أن ما يقوم به مع إيران ليس من أجل الولايات المتحدة فقط بل “من أجل العالم”، مضيفاً: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.

وبشأن إمكانية ضرب المواقع النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات، قال ترمب إنه “بالطبع سيشمل ذلك”.

وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لكن لم يتمخض عنها تقدم يذكر. وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الحكومتين في عهد الرئيس باراك أوباما الذي قاد الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 لكن ترمب انسحب منه عام 2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *