إيران تتسلم رسالة ترمب.. وخامنئي يرفض المحادثات مع أميركا

رفض المرشد الإيراني علي خامئني، الأربعاء، فكرة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استلامه من المستشار الدبلوماسي لرئیس دولة الإمارات أنور قرقاش، رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أبدى مؤخراً انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع طهران رغم استئنافه سياسة “أقصى الضغوط”.
وقال خامئني خلال لقاءه عدداً من طلاب الجامعات الإيرانية، إن “دعوة الرئيس الأميركي لإيران إلى التفاوض ليست سوى خدعة تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي”.
وأضاف: “عندما يقول الرئيس الأميركي إننا مستعدون للتفاوض مع إيران، فإنه يحاول الإيحاء بأنهم يسعون للحوار والسلام، بينما إيران ترفض. لكن لماذا ترفض إيران التفاوض؟ ليعودوا وينظروا إلى أفعالهم”.
وأشار إلى أن بلاده “أجرت لسنوات مفاوضات، ثم جاء هذا الشخص نفسه الذي أنهينا المفاوضات معه، وألقى بالاتفاق الموقع والمنجز والمكتمل جانباً ومزقه”، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحب منه ترمب عام 2018.
وأبدى ترمب مؤخراً انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع طهران، رغم استئنافه سياسة “أقصى الضغوط” التي تبناها خلال ولايته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي، ووقف صادراتها النفطية بالكامل.
“التفاوض سيزيد التعقيد”
لكن المرشد الإيراني، وهو صاحب القول الفصل في شؤون الدولة، ذكر أن “التفاوض مع الحكومة الأميركية الحالية لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيزيد من تعقيدها”، مشيراً إلى وجود أصوات داخل إيران تطالب بالتفاوض مع إدارة ترمب.
وأضاف: “إذا كان الهدف من التفاوض هو رفع العقوبات، فإن التفاوض مع هذه الحكومة الأميركية لن يؤدي إلى رفعها. بل على العكس، سيزيد الضغط ويعقد أزمة العقوبات”.
وأشار إلى أنه “قبل أيام، في حديثي مع المسؤولين، قلت إنهم يطرحون مطالب وتوقعات جديدة، فإذا جرى التفاوض بهذه الطريقة، فالمشكلة ستزداد سوءاً، والتفاوض لا يحل أي مشكلة، ولا يفتح أي عقدة”.
وحذر خامنئي من مغبة أي ضربة عسكرية لإيران، قائلاً: “لا نسعى لحرب، لكن إذا اتخذ الأميركيون أو عملاؤهم خطوة خاطئة، فسيكون ردنا حاسماً ومؤكداً، وأميركا ستعاني أكثر الضرر”.
وسبق أن هددت إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية في حال لم تفلح الدبلوماسية في احتواء الطموحات النووية لطهران. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على إحباط طموحات إيران النووية ونفوذها في الشرق الأوسط.
رسالة ترمب
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن، عقب لقاءه المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، في وقت سابق الأربعاء، تسلمه رسالة من ترمب.
وقال عراقجي على منصة “إنستجرام”: “استقبلت هذا المساء أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالإضافة إلى المناقشات بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، فقد استلمنا رسالة من الرئيس الأميركي”.
ووصل قرقاش إلى طهران، الأربعاء، في زيارة رسمية لإجراء محادثات ومشاورات مع المسؤولين الإيرانيين، وفق ما أوردت وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وذكر موقع “أكسيوس” الأخباري، أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، زار أبوظبي الثلاثاء، والتقى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة، أن ويتكوف سلم الرسالة إلى الإمارات خلال الزيارة لتسليمها إلى إيران.
وكان ترمب قال إنه أرسل خطاباً إلى إيران يحثها فيه على التفاوض بشأن برنامجها النووي، معرباً عن أمله في التوصل إلى “اتفاق سلام” يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن هناك شيئاً ما سيحدث مع إيران “قريباً”، دون أي يحدد طبيعة هذا التحرك.
وذكر ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، أن هذا الوقت سيكون “مثيراً للاهتمام، وسنرى ما سيحدث”، مشيراً إلى أنها “اللحظات الأخيرة، ولا يمكن أن نسمح لهم بالحصول على سلاح نووي”.
وأضاف: “لا أتحدث من منطلق القوة أو الضعف.. أنا فقط أقول إنني أُفضل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من (الحل) الآخر، لكن الآخر سيحل المشكلة”.