أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، كما من المرتقب أن يعقد محادثات مماثلة مع وزير الخارجية الصيني في وقت لاحق.
وكانت إيران قد كشفت عن خطط لعقد هذه المحادثات مع شريكيها الرئيسيين روسيا والصين، في الوقت الذي تتطلع فيه طهران إلى الحصول على دعم بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على تطبيق تليجرام: “سنعقد اجتماعات ثنائية مع وزير الخارجية الصيني، الذي له بطبيعة الحال أهميته الخاصة في ظل الوضع الحالي، وكذلك مع وزير الخارجية الروسي”.
وكتب عراقجي: “منظمة شنغهاي للتعاون تنفتح تدريجياً على الساحة العالمية، بمعنى أنها تتجاوز الساحة الإقليمية تدريجياً، ولديها عدد من القضايا المختلفة على جدول أعمالها، بما يشمل المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية”.
ومنظمة شنغهاي للتعاون هي تجمع أمني وسياسي في منطقة أوراسيا يضم 10 دول منها الصين وروسيا والهند وباكستان وإيران. وتستضيف مدينة تيانجين في شمال الصين، الاجتماع الخامس والعشرين لوزراء خارجية المنظمة.
ومنذ إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وطدت طهران علاقاتها مع موسكو من خلال اتفاق استراتيجي مدته 20 عاماً وكذلك مع بكين التي تشتري ما يصل إلى 90% من صادرات النفط الإيراني.
شراكة روسية إيرانية
وقال وزير الخارجية الروسيK قبل انطلاق المحادثات الثنائية: “لدينا فرصة لبحث بعض القضايا التي تتطور بسرعة كبيرة”.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن طهران ليست راضية عن الدعم الروسيK إذ تعتبر أن موسكو لم تفعل ما يكفي لدعم إيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، وهي الادعاءات التي يرفضها الكرملين قائلاً إنه اتخذ “موقفاً واضحاً” بالتنديد بالهجمات الأميركية والإسرائيلية.
ووقعت روسيا اتفاقية شراكة استراتيجية مع إيران في يناير الماضي، لكنها لم تتضمن التزامات بالدفاع المشترك.
وتسعى روسيا إلى لعب دور وساطة في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لطهران، كما عرضت نقل المواد المخصبة إلى أراضيها في إطار اتفاق محتمل.
ونقل موقع “أكسيوس”، السبت الماضي، عن مصادر قولها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب والمسؤولين الإيرانيين بأنه يؤيد فكرة إبرام اتفاق نووي، لا تستطيع طهران بموجبه تخصيب اليورانيوم.
ونفت وكالة “تسنيم” الإيرانية، صحة تقرير الموقع، ونقلت عن “مصدر مطلع” قوله إن بوتين لم يبعث أي رسالة إلى طهران بهذا الشأن.
وشنت إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو ضربات على منشآت نووية إيرانية قالتا إنها جزء من برنامج هدفه امتلاك سلاح نووي. وتنفي طهران وجود خطط لديها من هذا القبيل.
عقبات في طريق المفاوضات
وبعد هذه الضربات، تسعى إيران والولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران، لكن هذه مساعي تصطدم بعقبات تعرقل استناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إنه لم يتم تحديد توقيت أو مكان لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة حتى الآن، أو للقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وأضاف أن إيران تشترط “الجدية” قبل استئناف التفاوض.
ورداً على سؤال بشأن شروط طهران لاستئناف التفاوض، قال بقائي إن طهران دخلت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بجدية، ولكن إسرائيل “ارتكبت جريمة ضد إيران”، قبل الجولة السادسة من التفاوض، في إشارة إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إن إيران لا تثق بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، مشيراً إلى أن طهران لديها سيناريوهات مختلفة لأي مغامرة.
وبشأن الدور الروسي في الملف النووي، قال بقائي إن طهران على تواصل وثيق مع روسيا والصين كطرفين في الاتفاق النووي ولديها “علاقات استراتيجية” مع البلدين.
ولكنه أشار إلى أن موسكو وطهران أعلنتا استعدادهما الدائم للمساعدة في الملف النووي، ولكنهما “لم يُقدما أي اقتراح واضح حتى الآن”.