إيران تختبر أنظمة دفاع منشأة نطنز النووية وسط مخاوف أميركية
قالت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، الثلاثاء، إن إيران أطلقت المرحلة الأولى من المناورات المشتركة “اقتدار” التي تهدف لاختبار أنظمة الدفاع الجوي لمنشأة نطنز النووية جنوب العاصمة طهران، وسط مخاوف أميركية من اتجاه طهران التي تعرض نفوذها في المنطقة لضربة كبرى، إلى امتلاك سلاح نووي، وتقارير عن مناقشة الرئيس جو بايدن لخيارات لشن ضربة ضد منشآت طهران النووية قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
وذكرت الوكالة في خبر مقتضب: “في هذه المرحلة من المناورات، تقوم وحدات الدفاع الجوي للقوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري بتنفيذ دفاع شامل ضد مجموعة كبيرة من التهديدات الجوية، وذلك في ظروف معقدة تتضمن تقنيات الحرب الإلكترونية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد اعتبر في تصريحات الاثنين، أن التهديدات ضد المنشآت النووية الإيرانية “السلمية” تعد “تهديداً للسلم والأمن الدوليين”.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية عن بقائي قوله في مؤتمر صحافي، الاثنين، قوله إنه “يجب على مجلس الأمن التدخل في هذه الأمور ومطالبة الحكومة الأميركية بتحمل المسؤولية”، مؤكداً أن “الشعب الإيراني أثبت أنه سيتصرف بشكل حاسم دفاعاً عن سيادته الوطنية وسلامة أراضيه وكرامته”.
وجاء هذا رداً على ما وصفه بقائي بـ”التصريحات العدائية” لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، حسب وكالة “إرنا”.
وأضاف بقائي: “يبدو أن الحكومة، التي يصفها العديد من الأميركيين بأنها الحكومة الأكثر حماقة في التاريخ الأميركي، تحاول إملاء أساليبها الفاشلة على الحكومة الأميركية المقبلة، ومن المؤكد أن هناك عقلاء في أميركا يستطيعون منع هذه الفتن”.
“حالة ضعف”
وكان سوليفان قد قال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “تشعر بالقلق” من أن تسعى إيران التي اعتراها الضعف إلى امتلاك سلاح نووي، وذلك بعدما تعرض نفوذها في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على جماعة حزب الله اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام حليفها بشار الأسد في سوريا.
وقدر سوليفان في حديث مع شبكة CNN الأميركية الشهر الماضي، أن الضربات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية، قللت من القدرات العسكرية التقليدية لطهران.
وأضاف سوليفان: “ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول إنه ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي… ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية”.
وتابع: “هذا خطر نسعى لأن نكون يقظين بشأنه الآن. أعمل حالياً بشكل شخصي على إطلاع فريق (الرئيس) الجديد على هذا الخطر”.
وذكر سوليفان أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب ستتاح له الفرصة لمواصلة الجهود الدبلوماسية مع طهران، بالنظر إلى “الحالة الضعيفة” لإيران.
وقال: “ربما يغير (موقفه) هذه المرة، في ظل الوضع الذي تجد إيران نفسها فيه، ويتوصل فعلياً إلى اتفاق نووي يحد من طموحات إيران النووية على المدى البعيد”.
“خيارات” على مكتب بايدن
وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي الأسبوع الماضي، بأن سوليفان قدّم للرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع سري عقد قبل عدة أسابيع “خيارات” لتنفيذ هجوم محتمل على المنشآت النووية بإيران، في حال اتجهت نحو تطوير سلاح نووي قبل موعد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب المقرر في 20 يناير.
ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، قولها إن بايدن لم يمنح الضوء الأخضر لأي ضربة خلال الاجتماع ولا بعده، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي ناقش مع فريق الأمن القومي خلال الاجتماع، الذي عُقد قبل نحو شهر، عدة خيارات وسيناريوهات، لكنه “لم يتخذ أي قرار نهائي”.
واعتبر “أكسيوس”، أن توجيه ضربة أميركية للبرنامج النووي الإيراني خلال الفترة الانتقالية سيكون “مقامرة كبرى” من بايدن، الذي تعهّد بعدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، لكنه قد يترك أيضاً صراعاً مفتوحاً لترمب.
وقال مسؤول أميركي مطلع، إن الاجتماع لم يأت بناءً على معلومات استخباراتية جديدة أو بهدف الوصول إلى قرار نهائي، بل كان جزءاً من “تخطيط احترازي للسيناريوهات” بشأن كيفية رد الولايات المتحدة في حال أقدمت إيران على خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 90% قبل 20 يناير.
وأشار مصدر آخر، إلى أنه لا توجد حالياً أي نقاشات دائرة داخل البيت الأبيض بشأن اتخاذ إجراء عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
محاولات لـ”إحياء” الاتفاق النووي
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، مطلع الشهر الجاري، إن الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران ودول مجموعة “الترويكا” الأوروبية الثلاث ستُعقد يوم 13 يناير في جنيف.
وكانت إيران أجرت أحدث جولة من المحادثات بشأن برنامجها النووي محل الخلاف مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في نوفمبر.
وتأتي هذه المناقشات، وهي الأولى منذ الانتخابات الأميركية، بعد غضب طهران من قرار دعمته أوروبا ويتهم إيران بضعف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وردت طهران على القرار بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخطط لتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشآت التخصيب لديها.
وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز في ديسمبر، إن قدرة إيران تتزايد “بشدة” على إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60% القريبة من الدرجة اللازمة لتصنيع الأسلحة وهي 90% . وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها سلمي.
وفي عام 2018، انسحبت إدارة دونالد ترمب آنذاك من الاتفاق النووي الإيراني المبرم 2015 مع ست قوى كبرى وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران، ما دفع طهران إلى تجاوز الضوابط النووية المنصوص عليها في الاتفاق بخطوات مثل إعادة ملء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتكريره إلى درجة نقاء انشطارية أعلى، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
ولم تفلح المحادثات غير المباشرة بين إدارة بايدن وطهران في إحياء الاتفاق، لكن ترمب قال خلال حملته الانتخابية في سبتمبر: “يتعين علينا التوصل إلى اتفاق، لأن العواقب مستحيلة. يتعين علينا التوصل إلى اتفاق”.