ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم السبت، تطورا غير مألوف في إيران، إذ أكدت أن المرشد الأعلى علي خامنئي، المتحصن في مخبأ، عيّن 3 مسؤولين كبارا خلفا له في حال اغتياله على يد إسرائيل.
إيران تستعد لليوم التالي لـ خامنئي
ووفقاً للصحيفة الأمريكية فقد أوضح مسؤولون إيرانيون أن خامنئي يتواصل مع قادته عبر مساعديه الشخصيين، وأنه أوقف جميع الاتصالات الإلكترونية لتعقّب تحديد مكانه.
و أفادت تقارير أيضا أن القيادة الإيرانية تُجهّز سرا لسيناريوهات مُتعددة تنبع من احتمال انضمام دونالد ترامب والولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية.
وعادةً ما يكون استبدال المرشد الأعلى عمليةً مُعقدةً ومُفعمةً بالتوتر، تستغرق عدة أشهر، ولكن في ظلّ الحرب الدائرة، يُبدي خامنئي اهتماما بتحقيق انتقالٍ “سلس” للسلطة، يتمّ بسلام، حفاظا على إرثه، وفقا لمصادر رفيعة المستوى.
وأشار مصدر آخر إلى أن نجل المرشد الأعلى، مجتبى خامنئي ، ليس مدرجاً على قائمة الورثة على الرغم من الشائعات التي تقول إن الابن هو المرشح الأبرز لخلافة والده.
ولا تزال إيران تعمل في ظل ظروف استثنائية خوفا من تسلل عناصر أجنبية إلى صفوف الحرس الثوري، بحسب ما ذكرته تقارير عبرية.
وأعلنت وزارة الاستخبارات عن سلسلة من البروتوكولات الجديدة، تأمر فيها المسؤولين بتجنب جميع الاتصالات الإلكترونية تماما.
كما صدر أمر آخر بنقل كبار مسؤولي النظام والقادة العسكريين إلى مخبأ تحت الأرض، في غضون ذلك، أمرت وزارة الاتصالات الإيرانية بقطع شبه كامل للإنترنت وحجب المكالمات الهاتفية الدولية.
وفي بيانٍ للرأي العام الإيراني، ادعى الوزير المسؤول أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية المواطنين الإيرانيين من هجمات العدو.
وفي وقت سابق، أفادت شبكة سي بي إس الأمريكية أن مصادر دبلوماسية أفادت بوجود ارتباك متزايد بشأن أداء النظام الإيراني، في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للبلاد، وانقطاع الاتصالات، والهجمات الإلكترونية المُعطّلة، وعدم القدرة على إجراء محادثات مباشرة مع كبار المسؤولين في طهران.
كما أفادت التقارير بأن محادثات سرية جارية بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين حول الهوية المحتملة لخليفة خامنئي، وسيناريو انهيار النظام، وتساؤلات حول من سيسيطر على المواقع النووية، والعواقب البيئية لمهاجمة منشآت حساسة مثل فوردو.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إنه على الرغم من مرور أسبوع واحد فقط، تُعدّ الضربات الإسرائيلية أكبر هجوم عسكري على إيران منذ حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وكان تأثيرها على العاصمة طهران شديدا للغاية، ففي غضون أيام قليلة، كانت الهجمات الإسرائيلية أشد وطأة، وألحقت أضراراً بطهران تفوق ما ألحقه صدام حسين طوال حربه التي استمرت 8 سنوات ضد إيران.
ورغم ذلك، يبدو أن إيران تغلبت على الصدمة الأولية، إذ أعادت تنظيم صفوفها بما يكفي لشن هجمات مضادة يومية على إسرائيل، حيث ضربت مستشفى ، ومصفاة نفط حيفا، ومباني دينية، ومنازل.
وفي غضون ذلك، يستعد كبار المسؤولين في إيران بهدوء أيضا لمجموعة واسعة من النتائج مع اشتداد الحرب ووسط تفكير الرئيس ترامب في الدخول في القتال، وفقا للمسؤولين الإيرانيين الذين أصروا على عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علنا عن خطط آية الله.
ولأن خامنئي، البالغ من العمر 86 عاما، يدرك أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تُحاول اغتياله، وهي نهاية سيعتبرها استشهادا، وفقا للمسؤولين، وفي ضوء هذا الاحتمال، اتخذ آية الله قرارا غير مألوف بتكليف مجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى، باختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي اقترحها، بحسب ما قالته الصحيفة الأمريكية.
وبهذا الخصوص، قال ولي نصر، الخبير في الشؤون الإيرانية وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة جونز هوبكنز: “الأولوية القصوى هي الحفاظ على الدولة، الأمر كله محسوب وعملي”.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية