أغلقت إيران متاحفها ومواقع التراث الثقافي حتى إشعار آخر، كما أمر المسؤولون بنقل قطع أثرية قيّمة من جميع أنحاء البلاد إلى مخازن آمنة، واتباع بروتوكولات الطوارىء، وفقاً لتقارير إعلامية محلية. 

وصرّح علي دارابي، نائب وزير التراث الثقافي والسياحة والحِرف اليدوية للتلفزيون الإيراني، بأنه طلب من أمناء المتاحف “اتباع بروتوكولات الأزمات، ونقل القطع إلى مواقع آمنة، والإغلاق الفوري لجميع المتاحف والمواقع التاريخية”. 

وبحلول يوم السبت، أكدت الوزارة أنه تم نقل جميع القطع الأثرية الرئيسية إلى مخازن آمنة، بحسب مراسل “The Art Newspaper ” في إيران.

وقالت ليلى خسروي، المديرة العامة للمتاحف الإيرانية، لصحيفة “همشهري” الحكومية: “إن المتاحف والمواقع التاريخية، تُجري تدريبات سنوية على سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك الزلازل والغارات الجوية والحرائق. بمشاركة خدمات الطوارئ”.

أضافت: “نحن على أتم الاستعداد لحماية هذه الأصول والكنوز الوطنية الإيرانية. حتى في هذه الأزمة، ستبقى محفوظة بأمان كما كانت في الماضي”.

800 متحف إيراني

تضم إيران أكثر من 800 متحف و 28 موقعاً للتراث العالمي المُدرج على قائمة اليونسكو. كما تمتلك مجموعات ضخمة تنتمي إلى عصور مختلفة.

يضم المتحف الوطني الإيراني في طهران وحده أكثر من 300 ألف قطعة أثرية، بينما يضم متحف طهران للفن المعاصر مجموعة مهمة من روائع فنانين عالميين، مثل بابلو بيكاسو، وفان جوخ، وآندي وارهول، وجاكسون بولوك، قُدرت قيمتها عام 2018 بنحو 3 مليارات دولار. 

تشرف الوزارة على نحو 300 متحف، بينما تدير مؤسسات أخرى بما في ذلك البلديات أو المالكين من القطاع الخاص المتاحف الأخرى. وقد صدرت تعليمات للجميع باتباع بروتوكولات الطوارئ نفسها، لمنع النهب أو الإتلاف أو التدمير.

متاحف فارس وأصفهان

وفي محافظة فارس الجنوبية، التي تضم ثلاثة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو ، بما في ذلك آثار برسبوليس القديمة، عاصمة الإمبراطورية الأخمينية (518 قبل الميلاد)، أفاد مسؤولون لوسائل الإعلام المحلية، ع نقل قطع أثرية من جميع متاحفها الحكومية والخاصة، البالغ عددها 47 متحفاً إلى مخازن آمنة.

وفي أصفهان، التي تضم 3 مواقع تراثية مُدرجة على قائمة اليونسكو، وأكثر من 22 ألف مبنى تاريخي، ونحو 600 منزل تاريخي، أفاد المسؤولون بنقل جميع القطع الأثرية القيّمة.

وأعلن أمير كرم زاده، المدير العام للتراث الثقافي والسياحة في أصفهان، عن إغلاق المتاحف جميعها، والتزام المواقع التاريخية بالبروتوكولات الأمنية”.

أضاف: “إذا لزم الأمر، سيتم استدعاء الجيش وأجهزة إنفاذ القانون لتعزيز الإجراءات الأمنية”. 

أضرار هيكيلية

وحذّر خبراء الوزارة من أن “موجات الصدمة المتكررة الناجمة عن الانفجارات، قد تتسبّب بأضرار هيكلية طويلة الأمد للمباني التاريخية”. 

ونشرت جمعية الآثار الإيرانية، الاثنين، وهي منظمة أكاديمية مستقلة غير حكومية، تُعنى بتوثيق ودراسة وحفظ التراث الأثري والثقافي الإيراني، بياناً على حسابها على تيليجرام، أدانت فيه الهجمات الإسرائيلية على البلاد، وحثّت اليونسكو والدرع الأزرق والمجلس الدولي للآثار، “لمراقبة الوضع عن كثب، وتفعيل آليات الطوارئ لحماية التراث الثقافي”.

وجاء في البيان: “إن التراث الثقافي ليس تراثاً لأمّة واحدة فحسب، بل هو إرث مشترك للبشرية جمعاء. ويشكّل تدميره اعتداءً عميقاً على الهوية والذاكرة وأسس السلام”. 

ودعا البيان إلى “تحرّك دولي فوري ومنسّق لحماية حياة الناس، وحماية التراث الثقافي، والدفاع عن قيم القانون الدولي والإنسانية المشتركة”.

شاركها.