نفت روسيا وإيران، السبت، ما اعتبرتها “ادعاءات ومزاعم” نشرها موقع “أكسيوس” بشأن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران لقبول الاتفاق النووي مع الأميركيين، الذي ينص على “عدم تخصيب اليورانيوم”.

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن تقريراً نشره “أكسيوس” يزعم أن بوتين دعا إيران إلى قبول الاتفاق النووي مع الأميركيين الذي ينص على عدم تخصيب اليورانيوم، يمثل “حملة مسيسة قذرة أخرى تهدف إلى تصعيد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني”.

وأضافت أن “موسكو أكدت مراراً وتكراراً على ضرورة حل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، وأعربت عن استعدادها للمساهمة في إيجاد حلول مقبولة للطرفين”.

وتابعت: “ندعو وسائل الإعلام العالمية المسؤولة إلى الاستشهاد بمصادر المعلومات الرسمية، واستكشاف المواضيع، والامتناع عن نشر الأخبار الكاذبة”.

نفي إيراني

من جانبه، قال مصدر إيراني مطّلع إن الادعاء بشأن إرسال بوتين رسالة إلى طهران تتعلق بقبول التخصيب بنسبة صفر بالمئة، “غير صحيح”، حسبما نقلت وكالة “تسنيم” للأنباء.

وأضاف المصدر المطلع: “طهران لم تتلقَّ أي رسالة من هذا النوع من بوتين على الإطلاق”، مشيراً إلى أن آخر لقاء لبوتين مع المسؤولين الإيرانيين كان مع وزير الخارجية عباس عراقجي، ولم يُطرح هذا الموضوع في ذلك اللقاء، كما لم يتم تبادل أي رسالة بشأن التخصيب الصفري عبر القنوات التواصلية بين روسيا وطهران بعد ذلك.

وكان موقع “أكسيوس” نقل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين إيرانيين بأنه يدعم فكرة إبرام اتفاق نووي لا يسمح بموجبه لإيران بتخصيب اليورانيوم.

وذكر الموقع الأميركي أن روسيا كانت الداعم الدبلوماسي الرئيسي لإيران بشأن الملف النووي طيلة سنوات؛ لكن بينما تؤيد موسكو بشكل علني حق إيران في تخصيب اليورانيوم، اتخذ بوتين موقفاً أشد صرامة في السر عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.

ونقل “أكسيوس” عن 3 مسؤولين أوروبيين ومسؤول إسرائيلي مطلعين على المسألة، لم يكشف عن هوياتهم، قولهم إن موسكو شجعت الإيرانيين على الموافقة على “عدم التخصيب”.

وأضاف مصدران أن الروس أطلعوا الحكومة الإسرائيلية أيضاً على موقف بوتين بشأن تخصيب إيران لليورانيوم، فيما قال مسؤول إسرائيلي رفيع: “نعلم أن هذا ما قاله بوتين للإيرانيين”.

كما عبّر بوتين عن هذا الموقف خلال مكالمات هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع ترمب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب المصادر.

موقف إيران من تخصيب اليورانيوم

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أكد السبت، أن بلاده لن توقع على أي اتفاق لا يراعي حقها في تخصيب اليورانيوم، وحذر من أي استخدام للقوة العسكرية بوصفه سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالمفاوضات.
          

ونقل تلفزيون “العالم” عن عراقجي قوله: “البرنامج النووي الإيراني كان سلمياً، وسيبقى كذلك، وطهران لم تنسحب من المعاهدات الدولية”، مشدداً على تمسك إيران ببرنامجها النووي السلمي.
          
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يتوقف لكنه سيتخذ “شكلاً مختلفاً مستقبلاً” لضمان أمن المنشآت النووية لبلاده.

شاركها.